اختراعاتاختراعات تكنولوجيه

أنتاج الطاقة البديلة . شروع واعد في غرناطة

أنتاج الطاقة البديلة  : بدأ قبل عامين تشغيل اكبر محطة طاقة عاملة بالطاقة الشميسة في العالم في منطقة غرناطة الأسبانية واطلق على هذا المشروع الذي تشارك فيه المانيا بالمعدات والمهندسين اسم “انداسول 1” ويقام على مساحة تتعدى الـ510 الف متر مربع حيث تسطع على هذا المساحة الشاسعة جدا الشمس في اكثر اوقات العام.
والداخل الى هذا المنطقة الجنوبية يمكنه ان يرى على بعد اكثر من كلمتر بريق خلايا مخروطية ترتفع ستة امتار تنعكس اشعة الشمس عليها فتزيد الطبيعة الخضراء جمالا.
يقول الكسندر بولاك احد المهندسي الالمان المشرفين على المشروع تصل استطاعة المحطة الى 50 ميغاواط وهي استطاعة تكفي لسد احتياجات 200 الف انسان من الطاقة الكهربائية وكل هذا مستمد من طاقة الشمس فقط.
ولن يقتصر الامر على “انداسول 1” بل تجري منذ عام اعمال بناء انداسول 2 في مجال تقنية محطات الطاقة النظيفة تنفذها شركة ميلينويم ومركزها جنوب المانيا، وهي نفس الشرطة التي قامت بتطوير “انداسول 1” بالتعاون مع شريك اسباني.
والشيء المميز لمحطة طاقة الخلايا المخروطية هي التقنية التي تنفرد بها، فعلى عكس الخلايا الشمسية المعروفة تحول هذه الخلايا ضوء الشمس مباشرة الى طاقة كهربائية، حيث تقوم المرايا وبدقة تصل الى 98 في المائة بعكس اشعة الشمس القادمة على انابيب الامتصاص، ويطلق عليها اسم “المستقبل”.
وهي بدورها تنقل هذه الاشعة عبر خط المحرق الى المجمّع. وتحتوي انابيب الامتصاص هذه على سائل ناقل للحرارة، يمكن ان ترتفع حرارته بفضل ضوء الشمس الى 400 درجة مئوية. ثم ينقل هذا السائل بدوره حرارة الشمس الى مبدل حراري، يتم فيها تشكل البخار الذي يدير العنفات ويؤدي بالتالي الى توليد الطاقة الكهربائية. ويمكن لهذا التجهيزات المصنعة في المانيا ان تعمل حتى في الليل، حيث تخزن مجمعات ملحية موجود في حقل التجميع حرارة الشمس وتعيدها الى الاستخدام بعد غروب الشمس.
وحسب قول المهندس الالماني فان هذه التقنية الشديدة التعقيد هي تقنية المستقبل، حيث يتألف “المستقبل” من اسطوانة معدنية واخرى زجاجية يفصل بينهما فراغ خال من الهواء، وذلك لعزل الاسطوانة المعدنية بشكل كامل وتخفيف الخسارة في الحرارة او تسربها الى اقل مستوى ممكن. وبما انه من المفترض ان يصل اكبر عدد ممكن من الاشعاعات الشمسية عبر الاسطوانة الزجاجية دون ان تنعكس الى الاسطوانة المعدنية حيث يتم امتصاصها هناك، فانه من اللازم استخدام مواد خاصة، يكاد تركيبها يكون سرا لا يمكن البوح به لاحد.
ويوجد شركتان في العالم تصنع انابيب المستقبل احد هذه الشركات في مدينة ماينز الالمانية المتخصصة في تجهيزات الطاقة الضوئية وتقنيات الزجاج. ويتم استخدام تقنية هذه الشركة في اسبانيا في جمع طاقة اشعة الشمس.
وحسب شرح المهندس في محطات الطاقة العاملة بالخلايا المخروطية تقوم مرايا ذات شكل مسربي بجمع اشعة الشمس ونقلها الى انبوب ” المستقبل” في خط محرق المجمع، وبهذا يتم تسخين السائل الحراري الموجود في هذه الانبوب ليقوم فيما بعد بتوليد البخار بفضل مبدل حراري. بينما يتم في المحطات التقليدية المعروفة توليد البخار في عنفة مستخدمة لتوليد الطاقة الكهربائية، وفي حال اضافة مخزن حراري يمكن لمحطة الطاقة الشمسية توليد الطاقة الكهربائية بعد غياب الشمس.
ويتوقع ان يوفر “انبوب المستقبل” امكانيات هائلة لمحطات الطاقة العاملة بالخلايا المخروطية، اذ تشير ارقام المركز الالماني للفضاء والملاحة الجوية الى ان هذه التقنية ستشكل خلال ال15 سنة المقبلة اهم مصدر للطاقة في العالم، لذا تتوقع بناء محطات شبيهة بين شمال افريقيا وجنوب اوروبا لتزويد العالم بالطاقة الكهربائية النظيفة وبدون غازات عادمة او الحاق الضرر بالبيئة. وهناك خطط باتت اليوم جاهزة في ادراج شركات كثيرة من بينها شركة سولا ميلينيوم.
بتصريف عن موقع “إيلاف”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى