هل تمنيت يوماً لو اكتشفت وسيلة تسهل عليك تعلم اللغات الأجنبية؟
حسناً ما رأيك بوسيلة تمكنك من التحدث بلغتين او ثلاث – بل وجميع لغات الأرض – في ثوان معدودة!؟
فقبل ايام فقط نجح العلماء في بلغاريا في اختراع هاتف يتيح للطرفين التحدث بلغتين مختلفتين. ويتضمن هذا الهاتف شريحة الكترونية تترجم الكلمات من خلال “رموز رقمية” متطابقة في كل اللغات. فخلال جزء من الثانية يتحول صوت المتحدث الى رموز رقمية يتم البحث عن نظيرتها في اللغة المقابلة (قبل ان يعاد تحويلها مجدداً الى لغة السامع).. الجميل في الموضوع ان هذه الشريحة يمكن ان تركب بشكل منفصل في اي هاتف (وهو ما يعني مستقبلاً إمكانية شراء بطاقات “سوا” بأي لغة تنوي التحدث بها)!!
ولا يمكن القول ان البلغار هم السباقون في هذا المجال – رغم مهاراتهم المعروفة في البرمجة وصنع الفيروسات-؛ ففي عام 1999جرب معهد الاتصالات الياباني استعمال الهاتف في أغراض الترجمة الفورية. ونجح فعلاً في تمكين ثلاثة متحدثين بلغات مختلفة (من كيوتو في اليابان وبيتسبورج في روسيا وميونخ في ألمانيا) من التخاطب لمدة 25دقيقة.. ليس هذا فحسب بل تعمد المتحدث الروسي الحديث بلغتين مختلفتين في تبديل عشوائي – ومع هذا سمع كل طرف حديث الآخر بلغته الأصلية.. المشكلة الوحيدة في هذه التجربة كانت في استعمالها كمبيوتراً عملاقاً مبرمجاً بأكثر من 1500مليون كلمة مقابلة وجملة شائعة..
* على اي حال هذان الهاتفان مجرد مثال لتقنيات كثيرة قد تتيح لنا مستقبلاً الحديث باي لغة نريدها..
وخلال السنوات العشر القادمة أتوقع شخصياً ظهور واحدة أو اثنتين من التقنيات والأفكار التالية:
1- عدسة (مثل عدسة شرلوك هولمز) حين نضعها على النص الاجنبي نرى على الفور الترجمة بلغتنا الاصلية..
2- طابعة صغيرة حين تتحدث اليها بلغتك الام تطبع النص باللغة الاجنبية المطلوبة..
3- نظارة مزودة بميكروفون صغير يلتقط صوت محدثك فترى ترجمته معكوسة على السطح الداخلي للعدسات – تماماً مثل نظارات جيمس بوند!!
4- وبالطبع لا ننسى اجهزة الهاتف القادرة على ترجمة حديثنا الى معظم لغات العالم ( وقد تتوفر منه مستقبلاً موديلات من نوعية “عربي – انجليزي” او “عربي – صيني” او حتى “عربي – عربي” للتفاهم مع اخواننا في المغرب العربي)..
5- وحين تظهر هواتف كهذه ستظهر حتما ميكروفونات خاصة بالترجمة الفورية (بحيث يتحدث الخطيب من جهة فيخرج صوته مترجماً من الجهة الاخرى)..
6-أما اذا حضرت ووجدت الخطيب لا يحمل ميكروفوناً كهذا ولا تعرف انت لغته الأصلية فحينها ستضع في اذنيك سماعات صغيرة تترجم مباشرة ما يقوله الخطيب!!
وهذه الأفكار في الحقيقة ليست خيالية او بعيدة المنال؛ فهي مبنية على انجازات موجودة حالياً وكل ما ينقصها ان تصبح (اصغر حجماً) وأكثر تطوراً؛ فالعدسة المترجمة (في رقم 1) أساسها اليوم ماسحة الكمبيوتر الضوئية؛ والطابعة المترجمة (2) ستستعين ببرامج الكتابة الصوتية المستعملة الآن، امام النظارة العاكسة (3) فمثالها الترجمة التلفزيونية للأفلام الأجنبية. وهاتف الترجمة (4) تعرضنا له في بداية المقال ونجح في أكثر من تجربة، اما ميكروفون الترجمة وسماعات الاذن (5و6) فسيكون اساسها اجهزة الترجمة الحالية التي نسمعها في المؤتمرات الدولية!!
.. كل هذه التقنيات تجعلني اتوقع مستقبلاً انتفاء الحاجة لتعلم اللغات الاجنبية.. اما من تعلم.. فسيموت من الغيظ!!
فهد عامر الأحمدي