ابن باجة – الطبيب الفيلسوف

ابن باجة

ابن باجة – هو أبو بكر محمد بن يحيى بن الصائغ التُجيبي السرقسطي المعروف بابن باجّه، وهو أول مشاهير الفلاسفة العرب في الأندلس، وقد اشتغل بالسياسة والعلوم الطبيعية والفلك والرياضيات والموسيقى والطب، وأسهم في الطب خاصة, توفي في فاس المغرب مسموما سنة 529 هـ.

أقام ابن باجة في إشبيلية زمنا، ثم سافر إلى غرناطة وأقام بها حينا، ثم رحل إلى المغرب فكان موضع الإجلال والإكبار لدى أمراء المرابطين، وكان ابن باجة متوقد الذكاء وذا سعة في الفكر، وفاق أهل عصره في الفلسفة والحكمة، فهو يمثل في الغرب المدرسة الأرسطوية الأفلاطونية الجديدة.

وامتاز ابن باجة بأنه جمع إلى جانب الفلسفة، علوم الطب والرياضيات والفلك والطبيعيات والموسيقى، وقد وضع علومه في خدمة فلسفته لذا يعتبره الدارسون أول من أقام العلوم الفلسفية على أسس من العلوم الرياضية والطبيعية.

نال ابن باجة مكانة رفيعة لدى حكام الأندلس، فكان لهذه المرتبة أن أثارت حسد عدد من الوزراء فكتب فيه الفتح بن خاقان الوزير “إن الأديب أبا بكر بن الصائغ هو قذى في عين الدين وعذاب لأهل الهدى.

ترصد له زملاؤه الأطباء وحاولوا قتله أكثر من مرة لنبوغه في الطب وعلو شأنه فيه، فكان ينجو مرة بعد مرة حتى مات مسموما ودفن في مدينة فاس. ترك ابن باجة مصنفات عديدة في شتى العلوم فمنها كتب في الطب والرياضيات والحكمة والطبيعيات والحيوان. كما ترك كتبا لم يتم له أن ينجزها منها كتاب في النفس والمنطق، وعدد كبير من الرسائل. أما أشهر مؤلفاته كتاب تدبير المتوحد ورسالة الوداع، وترك مدرسة فلسفية كبيرة تتلمذ فيها من العلماء ابن رشد وأبو الحسن الغرناطي وهو فاضل متميز في العلوم والآداب.

 

إسهاماتة :

أسهم ابن باجة في حقل العلم بالعديد من المؤلفات منها:
– تأليف اشراقية
– رسائل ابن باجة الإلهية
– مصنفات في الطب
– كلام على شيء من كتاب الأدوية المفردة لجالينوس
– كتاب التجربتين على أدوية بن وافد
– كتاب اختصار الحاوي للرازي
– كلام في المزاج بما هو طب

 

مشروعه :

عمد ابن باجة إلى العودة بالفلسفة إلى أصولها الأرسطية خالصة كما هي في كتب أرسطو مبتعدا عن أفكار العرفان و الأفلاطونية المحدثة فكان بذلك أحد أفراد تيار تجديدي أندلسي حاول فصل الأفكار العرفانية التي اختلطت كثيرا بالفكر الإسلامي و الذي بدأ بمشروع ابن حزم الذي عمد إلى تأسيس منهج العودة إلى الأصول واستبعاد القياس في الفقه واستأنف بعد ابن باجه بابن رشد الذي عمد إلى فصل نظام البيان الفقهي عن نظام البرهان الفلسفي. بمصطلح آخر فصل الدين عن الفلسفة كأنظمة استنتاجية و ربطهما عن طريق الغايات و الأهداف.

 

فلسفته :

في الإنسان : كل حي يشارك الجمادات في أمور, وكل إنسان يشارك الحيوان في أمور… لكن الإنسان يتميز عن الحيوان غير الناطق والجماد والنبات بالقوة الفكرية، ولا يكون إنسانا إلا بها. في منازل الناس : المرتبة الجمهورية: وهؤلاء لا ينظرون إلا للمعقول. المرتبة النظرية : وهؤلاء ينظرون إلى الموضوعات أولا، وإلى المعقول ثانياً ولأجل الموضوعات. مرتبة السعداء : وهم الذين يرون الشيء بنفسه.

تلك المقالة مقدمة لكم من موقع موهوبون 

Exit mobile version