الطفولة الفلسطينية بكل المقاييس ضائعة لا محالة، في ظل مكائد الاحتلال التي تستهدف كافة أنماط الحياة الفلسطينية وتعمده التدمير، وما بين اختلال التوازن للوضع الاجتماعي والاقتصادي والتعليمي والنفسي جراء الظروف الداخلية التي ألمت بالمجتمع الفلسطيني وبالتالي طفولة محرومة من الأمن والأمان وممارسة حقها في الحياة كباقي أطفال العالم الذي يمرحون ويلعبون ويتمتعون بكافة حقوقهم.
ومن قلب المحنة شقت الطفلة الفلسطينية “مريم لولو” (11 عاما ) طريقها إلى الحقل الإعلامي واقتحمت هذا المجال لتثبت للعالم بأسره أن أطفال فلسطين قادرون على اجتياز الصعوبات الجمة التي تعترض طريقهم وقادرون على المواصلة من أجل تحقيق طموحهم رغم كل شيء.
قبل عامين بدأت “مريم” كمقدمة برامج أطفال متميزة في إذاعة صوت القدس بغزة ويبدو أنها أحبت مهنة الإعلام وشعرت أنها تستطيع التعبير عن رأيها بمساحات أكبر مما كان يسمح لها ومخاطبة الأطفال ممن هم بعمرها أو أصغر منها من خلال الحوارات التلفونية التي كانت تتلقاها من خلال برنامجها الأسبوعي الذي كانت تطرح من خلاله قضية من قضايا المجتمع الفلسطيني فيما يتوافق بمدى ثقافة ووعي وإدراك الطفل لما يطرح.
ولاقى برنامجها استحسانا كبيرا وقبولا لدى الأطفال ومشاركات متعددة لم تنته لبرنامجها فكانت “لولو” تتابع طيلة الأسبوع الأحداث وتنتقى الحدث الأهم والأبرز والأنسب لمناقشته وتبادل الآراء مع الأطفال بمساعدة فريق العمل الإذاعي وكانت مريم قد تناولت في حلقات إذاعية سابقة حوارات حول القرى والبلدات الفلسطينية التي احتلها الإسرائيليون عام 1948 وحلقة أخرى عن الأسرى وحياتهم ومدى تأثر أبناء هؤلاء الأسرى من الأطفال حين يشاركونها البرنامج ، كم أنها لحظات مؤلمة استطاعت مريم أن تصفها وتناقشها مع هؤلاء الأطفال.
ورغم سنها الصغير فهي إلى جانب العمل الإعلامي تجيد التمثيل والإنشاد والرسم وإلقاء الشعر وكتابته، وكل ما سبق لم يعيق دراستها فكل عام تحصل على المرتبة الأولى وفازت بمسابقة حفظ القران الكريم التي نظمت على مستوى قطاع غزة.