الوسواس القهري سجن الأفكار والأفعال

الوسواس القهري هو أحد الاضطرابات النفسية التي يعاني فيها الشخص من تكرار أفكار ومخاوف أو أحاسيس غير مرغوب فيها (وسواسية) تجعله يشعر بأنه مُكره على تكرار أفعال أو سلوكيات (قهرية) في محاولة للتخلص من هذه الأفكار والوساوس.

يواجه الأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري صعوبة في إبقاء تركيزهم بعيداً عن الهواجس أو إيقاف الأعمال القهرية، حتى لو كانوا يدركون أن هذه الهواجس غير منطقية، ويمكن أن تتداخل السلوكيات المتكررة، مثل غسل الأيدي أو التنظيف، بشكل كبير مع الأنشطة اليومية والتفاعلات الاجتماعية.

يعد اضطراب الوسواس القهري أكثر شيوعاً في النساء عن الرجال، وعادة ما يبدأ في مرحلة الطفولة أو المراهقة.

أعراض الوسواس القهري

الأعراض الوسواسية

الأعراض الوسواسية هي أفكار أو دوافع متكررة ومستمرة غير منطقية تسبب الضيق والقلق للمريض وقد تستمر أكثر من ساعة يومياً، ويحاول المرضى التخلص من هذه الهواجس بالقيام بالأفعال القهرية، أو تجاهلها من خلال إلهاء أنفسهم بأمور أخرى.

تشتمل أعراض الوسواس القهري في التفكير ما يلي:

الخوف من التلوث أو الإصابة بالأمراض، على سبيل المثال الخوف من مصافحة الآخرين أو لمس الأجسام التي لمسها أشخاص آخرون.
التوتر الشديد عندما تكون الأشياء في وضعية غير مرتبة أو موضوعة في غير أماكنها.
الخوف من فقدان شيء، أو الخوف من التخلص من الأغراض.
تكرار الأفكار الجنسية المزعجة.
شك المريض في إغلاقه لباب المنزل أو إطفاء الغاز عند الخروج من المنزل.
تخيل المريض بأنه يؤذي أطفاله أو الأشخاص المقربين منه.

أعراض الوسواس القهري
أعراض الوسواس القهري

الأعراض القهرية

الأعراض القهرية هي أفعال وسلوكيات متكررة يفعلها المريض استجابة للأفكار الوسواسية، وفي حالات الوسواس القهري الشديد قد يستمر المريض في تكرار السلوكيات طوال اليوم إلى درجة تعوق القيام بالمهام اليومية تماماً.

قد تشمل أعراض الوسواس القهري جسدياً ما يلي:

غسل اليدين، أو الاستحمام، أو تنظيف الأسنان مراراً وتكراراً.
تنظيف الأدوات المنزلية بصفة متكررة.
ترتيب الأشياء وتنظيمها بطريقة معينة.
تكرار التأكد من غلق الأبواب، والأجهزة، وتفقد الأقفال أو المفاتيح.
السعي باستمرار للحصول على الدعم.
العد بنمط معين أو تكرار عبارات معينة.
يمكن أن تتحسن أعراض الوسواس النفسي أو تتفاقم مع مرور الوقت، لكن إذا كان المريض قادراً على إدراك أنه يعاني من أفكار غير مرغوب بها بشكل زائد عن اللزوم، فقد يتمكن من اتخاذ خطوات لمساعدة نفسه والتي تساهم في علاج الوسوسة والتخفيف من أعراضها.

أمثلة على الوساوس والقهرية

أسباب الوسواس القهري

لم يتمكن الأطباء والباحثون من تحديد أسباب  الفعلية المباشرة التي تؤدي إلى الإصابة به، ولكنه يحدث عادة نتيجة مجموعة من العوامل، والتي يمكن أن تشمل:

العوامل الوراثية: تزداد احتمالية إصابة الشخص إذا كان أحد أفراد العائلة مصاباً به، ولكن لم يتم تحديد الجينات المسؤولة عن ذلك بعد.
العوامل البيولوجية: قد يؤدي تغيير الوظائف الدماغية أو حدوث اختلال في توازن النواقل العصبية، مثل نقص تركيز الناقل العصبي السيروتونين إلى الإصابة بالوسواس القهري.
العوامل البيئية: يمكن أن تلعب الظروف البيئية المحيطة والأزمات الشخصية دوراً في حدوث الوسواس ، مثل التعرض لسوء المعاملة أو الاعتداء في مرحلة الطفولة، أو وفاة شخص عزيز، وكذلك الأعباء المادية، وضغوط العمل، والعلاقات الأسرية.

عادة ما يرتبط حدوث الوسواس القهري مع اضطرابات عقلية أخرى، مثل:

اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
متلازمة توريت (بالإنجليزية: Tourette Syndrome).
الاكتئاب الحاد.
اضطراب القلق الاجتماعي.
اضطرابات الأكل.

تأثير الوسواس القهري على الحياة

يُؤثّر الوسواس القهري بشكل كبير على حياة الشخص، ويُعيق قدرته على:

تأثير الوسواس القهري على الحياة

كيف يتم تشخيص الوسواس القهري؟

يبدأ الطبيب تشخيص الوسواس القهري بأخذ التاريخ الطبي، ثم إجراء فحص بدني وقد يطلب عمل بعض الفحوصات المخبرية لاستبعاد الأمراض العضوية.

يتم تقييم الأعراض التي يعاني منها المريض بناء على معايير تشخيص اضطراب الوسواس القهري، وتشمل:

معاناة المريض من الوساوس أو الأفعال القهرية أو كليهما معاً.
استغراق الوساوس والسلوكيات القهرية وقتاً طويلاً إلى درجة تؤثر على القيام بالأنشطة اليومية.
الأعراض ليست ناجمة عن تعاطي المخدرات أو إساءة استخدام دواء.
الأعراض غير ناتجة عن حالة مرضية أخرى.

طرق علاج الوسواس القهري

هل يمكن علاج الوسواس القهري نهائياً؟ لا يمكن علاج الوسواس نهائياً، ولكن تساعد طرق العلاج المختلفة على التخفيف من الأعراض وتحسين حالة المريض، وإعادة دمجه في المجتمع.

تشمل طرق علاج الوسواس القهري ما يلي:

علاج الوسواس القهري بالأدوية

يتضمن العلاج الدوائي الأدوية التي تعمل على النواقل العصبية الموجودة في الدماغ خاصة السيروتونين، مثل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية.

قد يصف الطبيب مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية في علاج الوسواس القهري بجرعة أعلى مقارنة بالاكتئاب، ويمكن أن يستغرق بدء مفعول هذه الأدوية مدة تصل إلى 3 أشهر.

تجدر الإشارة إلى أن مضادات الذهان قد تستخدم في الحالات التي لم تستجب للعلاج بمثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية.

علاج الوسواس القهري السلوكي

قد يفيد العلاج السلوكي المعرفي وهو نوع من العلاج النفسي يعمل على تغيير طريقة تفكير الشخص، ومشاعره، وسلوكياته.

يركز هذا العلاج على الحديث عن كل القضايا، والأفكار، والمشاعر التي تزعج الشخص لمساعدته على التأقلم والتعامل معها. كما يعمل المعالج على كسر الرابط بين شعور الانزعاج، والأشياء والمواقف والأفكار التي تولد هذا الشعور، ومن ثم كسر الرابط بين ممارسة الطقوس القهرية والتخفيف من هذا الانزعاج.

يتم ذلك عبر عدة مراحل تتضمن: 

التعرض المطول لمسببات الخوف والقلق، وتخيل المواقف التي تسبب الاضطراب النفسي، أو عواقبها.
منع الشخص من القيام بالطقوس القهرية التي تخفف من هذا الاضطراب، أي فلنفرض أن مريض الوسواس القهري يشعر بالقلق من ترك باب الشقة مفتوحاً، فهنا يطلب منه مغادرة البيت دون التأكد من إقفال الباب لكسر الطقس القهري.

علاج الوسواس القهري بالأعشاب

قد يلجأ البعض كذلك لعلاج الوسواس القهري بالأعشاب، إلا أن الأدلة على هذه العلاجات ليست كافية، ومن أمثلة هذه الأعشاب:

نبتة سانت جون.
عشبة حليب الشوك.
عشبة الكافا.

طرق علاج

مضاعفات الوسواس القهري

يمكن أن يؤدي اضطراب الوسواس القهري إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يتم علاجه، تشمل:

1. التأثيرات الاجتماعية:

2. التأثيرات النفسية:

3. التأثيرات الجسدية:

4. التأثيرات المالية:

ملاحظة: هذه ليست قائمة شاملة بكل مضاعفات الوسواس القهري، فمضاعفات هذا الاضطراب تختلف من شخص لآخر.

نصائح للتعايش مع الوسواس القهري

العلاج النفسي:

العلاج بالأدوية:

العناية بالنفس:

أدوية متعلقة بالوسواس القهري

الأدوية الأكثر شيوعًا لعلاج الوسواس القهري هي:

قد يصف الطبيب أيضًا أدوية أخرى لعلاج أعراض محددة، مثل:

من المهم ملاحظة أن:

يُفضل استشارة الطبيب النفسي لتحديد العلاج المناسب للوسواس القهري.

الأدوية الأكثر شيوعًا

خاتمة:

الوسواس القهري اضطراب نفسي حقيقي، لكن يمكن علاجه بفعالية. تذكر أنك لست وحدك، وأن هناك العديد من الأشخاص الذين يتعافون من هذا الاضطراب.

Exit mobile version