باستخدام مادة مبتكر تحقن في العمود الفقري.. التوصل لعلاج مرض

تمكن باحثون من جامعة لندن البريطانية، لأول مرة، من تطوير دواء تجريبي لعلاج مرض هنتنجتون، الذي لم تُعرف له علاجات سابقاً، وذلك عن طريق حقن مادة علاجية معينة تدعى “أيونيكس إتش تي تي في العمود الفقري.
ويجلب هذا العلاج أملا للمرضى الذين يعانون من هذا المرض الوراثي المدمر.
وقد دفع النجاح في المرحلة المخبرية الأولى شركة “روش” إلى ترخيص المادة العلاجية المذكورة، بتكلفة 45 مليون دولار.
وقالت الطبيبة “ساره تبريزي” كبير الباحثين في حقل علم الأعصاب الكلينيكي في جامعة لندن إن “قدرة الدواء على السيطرة على مسبب الداء بتخفض نسبة البروتين السام يعد إنجازاً طبياً”.
وأضافت ” تبريزي” أن المهمة الآن هي الانتقال إلى تجارب أوسع نطاقاً لمعرفة فيما إذا كان العلاج المذكور قادرا على إبطاء تقدم المرض.
يذكر ان مرض هنتنجتون هو مرض عقلي وراثي يشابه تدهور مرحلي للحالة العقلية، بسبب موت خلايا في المخ. هو مرض تنكسي مترقٍ يُسبب تلف خلايا عصبية معينة في الدماغ، ونتيجة لذلك تظهر حركات لا إرادية واضطرابات عاطفية و تدهور في الحالة العقلية.
ويهاجم مرض هنتنجتون قدرات التحكم العقلية والجسدية للأشخاص الذين تترواح أعمارهم ما بين 30 و 50 عاما ويبلغ ويبلغ ذروته بعد مرور 10-25 سنة.
كما يصاب مريض داء هنتنجتون بالخرف، وفقد الذاكرة. تختلف نسبة حدوث المرض من منطقة لأخرى ،لكن الإحصائيات في الغرب وحده ،تقدر اصابة 5-8 أشخاص لكل 100 ألف شخص. الأعراض الظاهرة للمرض ،تتسم بخلل حركي لا إرادي. وصف المرض لأول مرة 1872 على يد الطبيب الامريكي “جورج هنتنجتون” ومن هنا اكتسب المرض هذا الاسم ،فيدعى أحيانا بمرض هنتنجتون أو تناذر هنتنجتون.

يبدأ الداء بشكل تدريجي بحركات تشنجية يصحبها تغيرات عقلية كفقدان الذاكرة واضطراب الشخصية وأيضا حركات سريعة مفاجأة في الجسم لذا وصف بالرقاص. وهو داء وراثي إلى حد كبير لم يتم اكتشاف أي علاج له، ويستطيع الأطباء إعطاء عمر متوقع للمريض عند تشخيصه بالحالة.
الاعراض:
تظهر أعراض المرض بصورة عامة في أواسط العقد الرابع أي 30 فما فوق ولكنها يمكن أن تبدأ في أي سن من الطفولة حتى الشيخوخة. في المراحل المبكرة هناك بعض التغييرات الطفيفة في الشخصية، الإدراك والمهارات الجسدية.
الأعراض الجسدية تلاحظ أولاً بما أن الأعراض النفسية والإدراكية هي غير قوية لدرجة أن تلاحظ في المراحل الابتدائية.
الأعراض الجسدية الأولية الأكثر وضوحاً هي الحركات التشنجية العشوائية التي تعرف بمرض عصبي الرقاص. فتطرأ تغييرات عقلية مثل عصبية زائدة، تشنج، اكتئاب أو حركات لا ارادية للوجه والجسم ومن الجدير ذكره هنا أن حوالي 10% من المرضى التي لديهم رجعات كافية تظهر لديهم علامات المرض في سن مبكرة أكثر قبل سن 20 إذ تظهر الأعراض على هيئة تصلب عضلات. يتقدم المرض ببطء ولكن دون توقف ويقدر معدل الحياة بعد ظهور الأعراض الأولية 15 -20 عام ومع الوقت يستفحل المرض وتشتد أعراضه لاسيما الحركات اللاإرادية التي تنتشر من الوجه والأصابع إلى بقية الجسم ويتجلى الخرف ومشاكل الذاكرة وصعوبة الكلام تشتد وتتفاقم حالة الاكتئاب في النهاية يصل المريض لمرحلة يكون فيها ملتزم الفراش وغير قادر على الحركة وفي هذه المرحلة يحدث الموت ليس لنتيجة العيب الجيني الذي سبب ظهور المرض بل نتيجة الاختناق أو قصور القلب أو الالتهاب الرئوي الحاد الخ.
يمكن أن تتنوع أعراض وعلامات هذا المرض بشكل واضح من شخص لأخر ويتطور المرض ببطء عادةً، وتتعلق شدة الأعراض والعلامات بدرجة تلف الخلية العصبية. تحدث الوفاة بهذا المرض عادةً بعد حوالي 10 – 30 سنة من ظهور الأعراض، وقد يكون تطوّر المرض أسرع لدى الناس الأصغر سناً.

 

Exit mobile version