ربوتات تطلب الطعام وبرمجيات تساعد طفلك على التفكير

تُعد البرمجة مهارة أساسية للطفل، تعلُّمها يكسبه مهارات معرفية قيّمة مثل التفكير النقدي وحل المشكلات.

ونظراً إلى انتقال تعلُّم البرمجة من المدرسة إلى المنزل، استجاب العديد من مُصنِّعي ألعاب الأطفال لذلك بتصنيع عدد من الأدوات لتحويل الواجب المنزلي إلى لعبة.

الكاتب جورجي شميدت نشر تقريراً، في صحيفة NY Times، عن تجربته الخاصة مع أبناء شقيقه، لكنه شرح قبلها أن معظم ألعاب البرمجة تعمل باستخدام تطبيق مصاحب لها لتعليم الأطفال كيفية الجمع بين الأوامر؛ لجعل الألعاب تصدر أصواتاً وأضواء وحركة.

إذا كنت تبحث عن الهدية الأمثل للأطفال المتحمسين لتعلُّم أساسيات البرمجة، أو كنت تريد أن تخبر طفلاً بكيفية التفكير المنطقي وحل المشكلات في المدرسة- فإليك 10 من أفضل ألعاب الأطفال لتعليم البرمجة.

(إذا كنت تبحث عن خيارات أكثر، فاطلع على هذا التقرير في موقع Wirecutter، الموقع التابع لصحيفة

NY Times الأميركية والمتخصص في مراجعة المنتجات؛ لتتعرف على الألعاب المفضلة للباحثين وكيفية اختيارهم لها):

ألعاب البرمجة التي تُعلّم البرمجة الفيزيائية

تُعلِّم أبسط ألعاب الأطفال البرمجةً بواسطة مكعبات البناء.

تحتاج بعض هذه الألعاب إلى تطبيقات مُصاحبة على الهواتف الذكية كي تعمل، لكنَّ أفضلها (وأكثرها ملاءمة للأطفال الصغار) لا تتطلب ذلك، وتسمح للأطفال باللعب بها بِحريةٍ دون الحاجة إلى شاشات أو أجهزة ثمينة.

بالنسبة للأطفال في مرحلة الحضانة، تُعلِّمهم لعبة Think & Learn Code-a-Pillar (مناسبة للأطفال من 3 إلى 6 سنوات) التي تنتجها شركة Fisher-Price الأوامر الأساسية وكيفية ربطها بشكلٍ متسلسلٍ.

وتُعد كُتل البرمجة هي قطع الجرارة التي يتصل بعضها ببعض عبر منافذ يو إس بي، وتحتوي كلٌ منها على أمرٍ مختلف (حتى 15 أمراً) تنفذه اللعبة.

بينما لا تحتاج لعبة Ozobot Evo صغيرة الحجم (مناسبة للأطفال من 8 سنوات فأكثر) إلى شاشةٍ، وبدلاً من ذلك تتبع أوامر مرسومة على ورقة باستخدام أقلام ألوان.

وتحتوي لعبة شركة Ozobot على متاهات قابلة للطباعة وألغاز وسباقات يخوضها الروبوت Evo.

ولهؤلاء الذين يبحثون عن مهمات أكثر صعوبة، توفر الشركة تطبيق Blockly لتعلم البرمجة المتقدمة.

وفي حين تحتاج لعبة Coding Jam (مناسِبة للأطفال من 6 إلى 12 سنوات)، التي تنتجها شركة Osmo، إلى هاتفٍ نقّال، فإن كُتل البرمجة تكون عبارة عن قطع قرميد يجب أن تُربَط معاً أمام جهازٍ لوحيٍ. يتعرف تطبيق Osmo (متاح لأجهزة آبل: آيفون وآيباد) على التسلسل، ويتبع الأوامر التي تظهر على الشاشة. وباستخدام الأدوات الكاملة، يتعلم الأطفال كيفية تنظيم العناصر الموسيقية معاً لإنشاء النغمات الخاصة بهم.

الروبوتات التي يمكن للأطفال برمجتها

للأطفال الأكبر سناً، أو الأطفال الذي يملكون هواتف نقّالةً، تسمح ألعاب البرمجة، المدعومة بالتطبيقات، للأطفال بسحب وإفلات أوامر البرمجة المعتمدة على عددٍ من الكتل أو المكعبات، لتكوّن معاً تسلسلاً من الأفعال والحركات.

كانت سلسلة روبوتات الحيوانات الأليفة FurReal، التي تنتجها شركة Hasbro الأميركية، رائجةً منذ عام 2002؛ ومن ثم كانت إضافة وظائف البرمجة خطوةً تالية منطقيةً لها.

ومثل الألعاب الأخرى في هذه السلسلة، تحتوي لعبة FurReal Proto Max (مناسبة للأطفال من 6 سنوات فأكثر) على نقاط اتصال تستجيب للنقر أو اللمس. وباستخدام تطبيق Hasbro للبرمجة، يمكن للأطفال برمجة الكلب الآلي Proto Max ليتكلم أو ينبح عند لمس أنفه، أو ليدور حول نفسه عند الربت على ظهره.

وربما تشتهر شركة Sphero الأميركية بتصنيعها الروبوت BB-8 القابل للبرمجة والذي ظهر منذ عامين مع طرح الفيلم الأميركي الشهير Star Wars: The Force Awakens، لكنَّها تصنّع روبوتات تعليمية بجميع أنواعها منذ 2011.

يتكون آخر روبوتات الشركة Sphero SPRK+ (مناسب للأطفال من 8 سنوات فأكثر) من جسم كروي شفاف مُزود بجيروسكوب قابل للبرمجة ومستشعر تسارع.

ويتميز هذا الروبوت بمقاومته الماء والصدمات؛ مما يسمح له بالتدحرج على الأراضي الخشبية الصلبة والسجاد؛ بل وحتى خارج المنزل. وله مجتمع متزايد على الإنترنت من الطلاب والمعلمين الذين يتشاركون مشروعات تعاونية باستخدام تطبيقات Sphero التعليمية.

أما الروبوت Cozmo (مناسب للأطفال من 8 سنوات فأكثر) الذي تنتجه شركة Anki الأميركية، فكان من المفترض أن يكون روبوتاً صغيراً تفاعلياً يتمتع بشخصية (بحجم راحة اليد مثل روبوت فيلم WALL-E)، ويملك العشرات من تعبيرات الوجه التي تظهر على شاشته، التي تساعد في ظهوره للحياة.

لكنَّ الشركة أدركت أنَّه يمكنه تقديم المزيد؛ لذلك أضافت إليه مُكوِّن برمجة يستند إلى لغة البرمجة “سكراتش”.

لكن مثله مثل لعبة الحيوان الأليف الرقمي “تماغوتشي” التي ظهرت في تسعينيات القرن الماضي، يحتاج الروبوت إلى الانتباه، وسيطالبك بإطعامه أو السماح له باللعب بمكعباته الثلاثة.

أما الروبوتات التي تنتجها شركة Wonder Workshop الأميركية، فهي أقل احتياجاً من غيرها. تساعد أدوات Dot Creativity Kit (مناسبة للأطفال من 6 إلى 10 سنوات) في بدء تعلم البرمجة، بينما يمكن للروبوت الأكثر تطوراً Cue (مناسب للأطفال من 11 سنة فأكثر) أن يساعد في صقل هذه المهارات.

ستلاحظ الفروق بينها حقاً خلال دقائق قليلة؛ إذ يمكن برمجة الروبوت Dot لجعله يصدر أصوات إطلاق ريح مزعجة ويلعب لعبة كرة البلياردو Magic 8 Ball، بينما يمكن برمجة الروبوت Cue باستخدام كُتل أو نص يحتوي على شروط ومهام تجمع بين إجراءات متعددة.

إذا بَنَيْتَها فسيشعرون بالإنجاز!

تحتاج ألعاب البرمجة القائمة على البناء إلى الكثير من الوقت والصبر والمساحة، ولكنَّ المكافأة هي أنَّ الأطفال يمكنهم إظهار إبداعاتهم الخاصة.

باستخدام لعبة Lego Boost (مناسبة للأطفال من 7 إلى 12 سنوات)، يمكن للأطفال بناء 5 نماذج مختلفة، تظهر للحياة من خلال الحركة وإصدار الأصوات.

ويقدم تطبيق مصاحب (مُتاح لأجهزة آبل: آيفون وآيباد، وأجهزة آندرويد، وأجهزة أمازون اللوحية) مُزود بلغة برمجة رسومية، إرشاداتٍ للأطفال لبناء مجسمات الروبوتات، بالإضافة إلى البرمجة. يمكن برمجة هذه النماذج للرقص وعزف الموسيقى(فكرة شائعة في ألعاب البرمجة).

أما لعبة Meccano M.A.X (مناسبة للأطفال من 10 سنوات فأكثر) التي تنتجها شركة Spin Master، فهي عبارة عن عدة أدوات تستند إلى مبدأ “اصنعها بنفسك”، مخصصة للمهندسين المستقبليين. وبعد بناء مجسم الروبوت (باستخدام المفكات ومفاتيح الربط التي تحتوي عليها اللعبة)، يمكن تحويل الروبوت إلى شخصية باستخدام مزيج من الذكاء الاصطناعي الذي يجري تحميله إلى “مخه” وأوامر البرمجة القابلة للتعديل.

Meccano M.A.X.

سيسأل الروبوت Meccano M.A.X الكثير من الأسئلة ليعلم المزيد عنك، ويُصدر ردود فعل مناسبة لشخصيته تجاهك.

أما شركة littleBits المُصنِّعَة لمجموعات مكعبات المجسمات الإلكترونية، فتُنتج لعبة Star Wars Droid Inventor (مناسبة للأطفال من 8 سنوات فأكثر).

يواجه الأطفال تحدياً في استخدام مكونات الوحدات، مثل: مصدر الطاقة، والمحرك، ومكبر الصوت، لإنشاء دائرة كهربائية وبناء روبوت يشبه روبوت R2-D2 الشهير كثيراً في الشكل والصوت، ثم إعادة تكوين الأجزاء باستخدام أدوات منزلية لبناء الروبوت الخاص بهم.

الأطفال يساهمون في تقييم الألعاب

الكاتب شميدت انتقل إلى الحديث عن فرصة اختبار العديد من ألعاب البرمجة تلك مع أطفال شقيقه الثلاثة: آفا (8 سنوات)، وويل (6 سنوات)، وهنري (سنتان)، قائلاً إنه استبعد ألعاب البناء؛ لأنَّها تحتوي على العديد من الأجزاء في المقام الأول، وتستغرق وقتاً طويلاً لبنائها.

كانت آفا، التي تستخدم ألعاب Kodable بالفعل في المدرسة، تشعر بالراحة في استخدام كُتل البرمجة الرقمية لإعطاء أوامر للروبوت Dot والروبوت Proto Max. كان Dot يحتوي على مهام برمجة أكثر شكّلت تحدياً بالنسبة لها، لكنَّ Proto Max كان شفافاً وبه دوائر كهربائية يمكنها رؤيتها.

وكان ويل، الذي يُعد أقل دراية بالبرمجة من أخته آفا، منجذباً إلى لعبة Osmo Coding Jam التي سهلت عليه عزف الموسيقى الخاصة به من خلال تعليمات بسيطة مُصورة، وكان يصيح فرحاً عند اجتيازه كل درسٍ في الدورة التعليمية. كنتُ آمل أن أجذبه إلى أداء الروبوت Cozmo المرح، لكنَّ تنصيبه -الذي احتاج إلى الاتصال بشبكة إنترنت لا سلكية (واي فاي) خاصة به ومحميّة بكلمة مرور- استغرق وقتاً طويلاً.

بينما أحبَّ هنري الأضواء الساطعة والموسيقى الصاخبة الصادرة من لعبة Code-a-Pillar. كان بناء المجسم المتين يعني أنَّه (هنري) يمكنه ضربه دون أن يكسره.

ورغم أنَّنا لم نستطع جعل الروبوت Code-a-Pillar يستجيب لأكثر من 5 قطع في آنٍ واحد، كان هنري لا يزال معجباً بدفعه على الأرضية بيديه.

خلاصة القول

بالنسبة للآباء الذين يختارون بين هذه الألعاب لأطفالهم، من المهم أن يتبعوا الفئات السنّية الموصى بها من قِبل الشركات المُصنّعة.

اختر لعبة مناسبة، ليس فقط لسن طفلك؛ بل لمهاراته ومدى انتباهه. إذا كنتَ في حاجة إلى المزيد من الخيارات، يذكر فريق موقع Wirecutter المزيد من ألعاب البرمجة التي اختبروها هنا.

في النهاية، من الأفضل أن تُسهِل تعلُّم البرمجة على الأطفال وتجعلهم يحبون شيئاً مفيداً لهم يمكنهم تطويره بعد ذلك، بدلاً من البدء بشيء متطور للغاية سيعاني الإهمال وقلة الاستخدام فترةً طويلة.

المصدر

Exit mobile version