13كفيفا يغزلون على النول لصناعة دواسات من الليف وتعليم برايل

13 كفيفا من ذوى الاحتياجات الخاصة، من يراهم أو يتعامل معهم يجدهم كالأسوياء، تحدوا الصعاب وواجهوا ظلام البصر بنور البصيرة، أتوا من أماكن عدة وتركوا أسرهم كى يعملون ويتقنوا صنعة ويواجهوا الحياة ويكسبوا قوت يومهم بأيديهم وعرق جبينهم وحتى لا يكونوا عالة على غيرهم، فتعلموا وعلموا القرآن، وصنعوا بأيديهم دواسات تأخذ مجهودا كبيرا وتباع بأسعار رمزية.

وفى غرفتين بلا كهرباء ولا مروحة فى وسط هذا الحر الشديد يتواجد هؤلاء، يغزلون بأيديهم دواسات من حبال الليف، ويتقاضون منح ضعيفه لا تكفى متطلبات حياتهم، ليس هذا فقط بل المسئولون عن المكان يتحايلون عليهم كى يطردوهم منه دون وجه حق.

محمد عصام حسين، مدرب الصناعات بمكتب تعليم منزلى التابع للمركز النموذجى لتوجيه المكفوفين داخل مبرة مصطفى كامل بالقلعة بحى الخليفة التابع لوزارة التضامن الاجتماعى لرعاية وتوجيه المكفوفين وتحفيظ القرآن وتعليم صناعات يدوية مثل عمل دواسات من الليف وفرش بلاط وتعليم الموسيقى.

وقال محمد لموقع “اليوم السابع”: يوجد 2 مدربين تعليم قرآن وبرايل وصناعات و11 طالب متدربين، والمكان يتكون من غرفتين، غرفة مشرف الوحدة وأخرى للمكفوفين، وانا هنا منذ 13 سنة، لكنى أعمل منذ عام فى تدريب الطلاب المكفوفين بجلب الليف من المركز النموذجى بشارع جسر السويس.

وتابع، نبدأ عمل الدواسات الليف بلف حبال الليف على شكل كره ثم عمل كره أخرى، ونأخذ من الأولى حرف حبل طويل وآخر قصير ووضعها فى أول مسمار على اليسار فى النول، والطالب قد يستغرق شهر لتعلم صناعة الدواسة، كما أن عمل الدواسات يتعب صدورنا ويأخذ وقت وجهد وتعب، لأن الخامة التى تأتى إلى المركز رديئه، كما كان لدينا فرش بلاط خشب لكن تم إلغاؤها، واحنا متزوجين ولدينا أسر نعولها.

وأكد، إدارة المبرة قطعت عننا الكهرباء منذ يوم 3 مارس، والأسبوع الثانى وضعوا أقفال على الحمامات، فذهبنا لقسم شرطة الخليفة فأمر الضابط إدارة المبرة بإزالة الأقفال وبعدها أغلقوها مره أخرى، كما أعدنا الكهرباء ثم قطعوها عنا مره أخرى.

وتابع يوجد بالمبرة مسجد وكافتريا وقاعة أفراح وملاعب وحضانة، بهم كهرباء إلا غرفتي المكفوفين، ثم أخذنا وصلة ثم قطعوها عنا بحجة حتى لا يحرروا محضر غرامه، لكنهم يريدون هدم الغرفتين وضمهما للملعب كما أزالوا يافطة المركز.

أما أمين عبدالباقى، متدرب كفيف، قال زوجتى كفيفة أيضا وأدفع إيجار شقه 500 جنيه، ويريدون أن يأخذوا المكان ليكون نشاط تابع للمركز ثم يستغنوا عننا ويلقونا خارجه، ونحن لن نترك المكان لاننا أخذناه منحة من وزارة التضامن منذ حوالى 25 سنة كى نعمل به ونعيش منه ونصرف على أسرنا على الرغم من اننا نتقاضى منح ضعيفه جدا وهى 750 جنيه لكل شخص متدرب و 639 جنيها للمدرب ولو هدموا المكان هيكون وقتها قطع عيشنا حيث نأتى من أماكن بعيدة للعمل بالمركز ونحن نعول أسر ونسكن بالإيجار.

وقال محمد عصام ابنتى تاخذ علاج مخ وأعصاب ومديون ب 10 آلاف جنيه.

أما حسام حسن فراج، كفيف، قال يوجد بالمركز مجلد به 5 أجزاء قرآن، كما يوجد عود مستهلك وطبله، ونأخذ 3 أيام فى صناعة الدواسة الليف و3 جنيهات على الواحدة ونبيعها ب 12 جنيها، نفسنا دخلنا يزيد لانهم يأخذون مبالغ مالية بسبب وجودنا ولا نريدهم أن يأخذوا المكان عنوه لانه بيفتح بيوتنا.

أسماء المدربين والمتدربين بالمركز وهم :

المدربين محمد عصام حسين، على محمد محمد حجازى، أما المتدربين علاء ثابت محمد، حسام حسن فراج، أمين عبدالباقى أحمد، يوسف حسين محمود، محمد عبدالفتاح محمد، عبدالله عادل، محمود عادل محمود، مصطفى محمد على، محمد عثمان أحمد، عاطف توفيق محمود، أيمن محى الدين درديرى.

وفى تصريح خاص لـ”اليوم السابع”: قال محمد زغلول رئيس مجلس إدارة مركز المكفوفين إن حى الخليفة أصدر قرار إزالة للغرفتين لوجود تصدعات بهما خوفا على حياة من بداخلهم ونحن لا نريد أن نطردهم كما يدعون.

وأضاف أن المركز النموذجى اتفق على أن يتم تخصيص مكان مناسب وأكثر تهيئة ونظافة وجاهزية لهم، بإنشاء غرفتين ملحق بهما دورة مياه بعد تخصيص شيك بـ 10 آلاف جنيه تحت العجز والزيادة، مؤكدا من فصل الكهرباء والماء إدارة المبرة لأن الكهرباء كانت موصلة بشكل غير قانونى.

المصدر: اليوم السابع
Exit mobile version