كتب/ محمد أبو الوفا
يتمتع الشاعر العربي الكبير الدكتور عبد الولي الشميري, بمكانة مرموقة في المجتمع العربي؛ إلى جانب موهبته الأصيلة, وامتلاكه الحس المرهف الذي جعل شعره ينفذ إلى قلب المتلقي قبل عقله, وكذلك حاجة المكتبة الأدبية إلى مثل هذا الشعر الذي تمثل في خلاصة جهد شاعر مسلم صادق؛ حاول في شعره أن يحرص على سلامة العبارة واستقامتها, والبعد عن الخطأ التعبيري؛ وتناوله أكثر من اتجاه شعري, وأبراز مدى قدرته على التعبير عن قضايا عصره, وأمته.
ما سبق ذكره كان الدافع للباحثة المصرية, “أسماء عبد ربه مكاوي الهته” على تسليط الضوء على بعض الأعمال الشعرية للدكتور الشميري, بصفته أحد أبرز شعراء العربية في العصر الحديث, وذلك بإعدادها لرسالة ماجستير بعنوان: (شعر عبد الولي الشميري.. دراسة موضوعية فنية), تم مناقشتها داخل كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالإسكندرية – قسم الأدب والنقد- تحت إشراف الأستاذة الدكتورة إيمان محمد الشماع, أستاذ الأدب والنقد المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالإسكندرية (مشرفًا أصيلاً), والدكتورة أسماء السيد شكر, مدرس الأدب والنقد الكلية- (مشرفًا مشاركًا). فيما تكونت لجنة المناقشة والحكم على الرسالة من السادة الأساتذة: الأستاذة الدكتورة إيمان محمد عبد الفتاح الشماع, الأستاذ الدكتور حسن عبد العال عباس, أستاذ الأدب القديم المتفرغ بكلية الآداب جامعة طنطا (مناقشًا خارجيًا), الأستاذة الدكتورة جميلة محمد عماد الدين أستاذ الأدب والنقد المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالإسكندرية (مناقشًا داخليًا).
وجدت الباحثة أن الشاعر الدكتور الشميري قد اتخذ من شعره لسانًا معبرًا عن وجدانه, و”قيثارة” يعزف على “أوتارها” ما يجيش في نفسه من عواطف وأحاسيس, وما يعن له من رؤي وأفكار.
خاضت الباحثة في دراسة شعر الدكتور الشميري؛ ناهجة في دراستها المنهج الوصفي والفني, قاصدة من وراء هذا البحث إضافة جيدة للقارئ في المكتبات الأدبية.
تقول الباحث: “ظللت لفترة طويلة أبحث بين طيات الكتب, وعبر شبكات الإنترنت عن موضوعات كان من أبرزها لدي, شعر الدكتور الشميري, الذي توصلت إليه عن طريق شبكة المعلومات بعد عناء وجهد كبير, إذ قرأت بعض ما قام الشاعر بنشره على صفحته الشخصية في “الفيس بوك”, وكذلك الصفحة العامة له, فوجدته أديبصا وناقدًا, وشاعرًا وكاتبًا, بل ودبلوماسيًا أيضًا, يتقن السياسة, ويدافع عن الأمة الإسلامية بدمه وروحه؛ بل وبقلمه أيضًا من خلال شعره.
تضيف الباحثة: “كل ذلك وغيره ما جذبني إلى التعمق في البحث عن هذا الشاعر؛ بل وقد كان سببًا رئيسيًا لاختياري عنوان بحثي, إذ اخترت له عنوان: (شعر عبد الولي الشميري.. دراسة موضوعية فنية)”.
حدود البحث
اقتصرت الباحثة في دراستها على ثلاثة دواوين شعرية صدرت للدكتور الشميري وهي: ديوان “أوتار”, و”قيثارة”, و”أزهار”.
وعندما انتهت الباحثة من جمع المادة العلمية, والإلمام بكل حدود البحث؛ أخذت في التخطيط لدراسته برعاية وتوجيه أساتذتها المشرفين على الرسالة, إلى أن وفقها الله لوضع الصورة المناسبة التى يسير عليها البحث, والتي جاءت متمثلة في بابين يسبقهما مقدمة وتمهيد وتقفوهما خاتمة, وثبت بالمصادر والمراجع, وفهرس للآيات القرآنية, ثم فهرس عام للموضوعات, وذلك على النحو التالي:-
المقدمة:- وفيها أشارت الباحثة إلى أهمية الموضوع, وأسباب اختيارها له, والدراسات السابقة لشعر الدتور الشميري, وخطة البحث.
دراسة تمهيدية:- وتتضمن: التعريف بالشاعر الشميري من حيث نسبه ومولده, مسيرته التعليمية, تدرجه الوظيفي, صفاتهالخلقية, موهبته وتجربته الشعرية, مؤلفاته, موقفع المميز من مصر وحبه الشديد لها, شهرته وذيوع شعره, الدروع والأوسمة التي حصل عليها.
الباب الأول:- جاء بعنوان (الدراسة الموضوعية في شعر الشمري, وتحتوي على أربعة فصول:
الفصل الأول: تحت عنوان : الشعر الوجداني, ويحوي ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: الحب في شعر الشميري, وقد تناولت فيه الباحثة الغزل العفيف, والغزل الصريح عن الشاعر.
المبحث الثاني: الحنين إلى المرأة والشكوى من هجرها.
المبحث الثالث: شعر الرثاء: ويتضمن رثاء النفس, ورثاء الأب, ورثاء الأبناء, ورثاء الأساتذة والشيوخ, ورثاء المؤرخين, ورثاء الشهداء.
الفصل الثاني:- بعنوان: الشعر السياسي, ويشمل ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: الوطن في شعر الشميري, وفيه تحدثت الباحثة عن حب الشاعر لوطنه والانتماء إليه, الاغتراب والحنين إلى الوطن.
المبحث الثاني: موقف الشميري من وطنه اليمن.
المبحث الثالث: موقف الشميري من قضايا الأمة العربية والإسلامية.
الفصل الثالث: بعنوان: الشعر الاجتماعي, ويتضمن مبحثين:-
المبحث الأول: شعر الإخاء والصداقة.
المبحث الثاني: بعنوان: قضايا سياسية تناولها الشميري.
الفصل الرابع: تحت عنوان: شعر المناجاة الربانية والنبويات, ويشتمل على مبحثين:-
المبحث الأول: الحب الإلهي.
المبحث الثاني: شعر النبويات.
الباب الثاني: بعنوان: عناصر التشكيل الفني في شعر الشميري, ويشمل ثلاثة فصول:-
الفصل الأول: اللغة والتراكيب, ويحتوي على أربعة مباحث:
المبحث الأول: المعجم اللغوي.
المبحث الثاني: التناص والرمز.
المبحث الثالث: التراكيب في شعر الشميري.
المبحث الرابع: أسلوب الحوار في شعر الشميري.
الفصل الثاني: تحت عنوان: الصورة الشعرية وتحوي مبحثين:-
المبحث الأول: الصورة الجزئية, وتتضمن: التشبيه, والاستعارة, والكناية, والتعبير بالحواس.
المبحث الثاني: الصورة الكلية.
الفصل الثالث: بعنوان: التشكيل الموسيقي في شعر الشميري, ويشمل مبحثين:-
المبحث الأول: البنية الإيقاعية في شعر الشميري, ويتناول الحديث عن الموسيقى الخارجية, والموسيقى الداخلية.
المبحث الثاني: التجديد في القافية.
الخاتمة:- وفيها تحدثت الباحثة عن أهم النتائج التي استخلصتها وتوصلت إليها من خلال دراستها لشعر الدكتور الشميري, ولّمحت فيها إلى بعض التوصيات التي أرادت أن ينتبه إليها أي باحث يتناول شعر الدكتور الشميري من بعدها, ثم اتبعتها بثبت للمصادر والمراجع, وفهرس للآيات القرآنية, وكذلك فهرس للأحاديث النبوية, ثم فهرس عام للموضوعات.
وفي الأخير تقول الباحثة: “لست أزعم بذلك أني وفيت الشاعر حقه, أو بلغت ما ترضاه نفسي, ولكنني استطيع أن أجزم أنني أنفقت في ذلك جهدا ليس ضئيلا أرهق الفكر والقلب, وكانت من تلك الرسالة الوصول إلى قدر كبير من إبداع الشاعر”.