“محمد الشارخ”.. أول من أدخل اللغة العربية في عالم الحوسبة
محمد الشارخ.. مُعرب الحاسوب
محمد ابو الوفا
"محمد الشارخ".. أول من أدخل اللغة العربية في عالم الحوسبة
توفي يوم أمس رجل عظيم، كان له فضل على أجيال من العرب والناطقين بالعربية في كل مكان، هو رجل الأعمال الكويتي محمد الشارخ، مؤسس “كومبيوتر صخر”، أول من أدخل اللغة العربية في أجهزة “الكومبيوتر”، والحرف العربي مكتوبا ومنطوقا، وصاحب براءات الاختراع الدولية في هذا المجال.
محمد الشارخ هو العربي الذي أجبر عملاق مايكروسوفت على الشراكة معه، وشركات يابانية كبيرة، وتعاونت معه “اليونسكو” و”معهد العالم العربي” في باريس، للاستفادة من مشروعاته، وهو أول من اعتنى بالنص القرآني وترجماته على “الكومبيوتر” وكتب السنة النبوية وأرشفتها، ومنحته المملكة العربية السعودي جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام، تقديرا لإنجازاته.
Table of Contents
إنجازات محمد الشارخ
محمد الشارخ هو أول من اقتحم مجال “تقنية المعلومات” باللغة العربية، وهو الرجل الذي أنجز لنا أعظم أرشيف الكتروني للمجلات الثقافية والأدبية العربية التي عرفها العرب منذ عرفوا الطباعة، أكثر من 325 ألف مقال لأكثر من 50 ألف كاتب ومفكر وأديب، وأنفق على جميع مشروعاته من ماله الخاص واستثماراته الخاصة، بدون دعم من أي حكومة.
كما أنجز الشارخ عدة مشاريع مهمة مثل برامج القرآن الكريم والحديث، برنامج التعارف الضوئي على الحروف العربية، وأسس مشروع كتاب في جريدة بالتعاون مع اليونسكو. كما عمل على تطوير برنامج “ترجم” للترجمة من وإلى العربية وأطلق “أرشيف الشارخ” للمجلات الأدبية والثقافية العربية. في آخر أعماله، قدم برنامج المعجم المعاصر للغة العربية وغيرها من البرامج وبراءات الاختراع.
الشارخ.. خريج جامعة القاهرة
الشارخ من خريجي جامعة القاهرة “كلية الاقتصاد والعلوم السياسية” ثم حصل على الماجستير من جامعة “ماساتشوستس” الأمريكية، رحمه الله، وجزاه خيرا عن أجيال عربية من المحيط إلى الخليج تربت على إنجازاته، أو أفادت منها.
وفي هذا السياق قال المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت في بيان إن الراحل “..كان له الفضل في إدخال اللغة العربية إلى الحواسيب للمرة الأولى في التاريخ، في حقبة الثمانينيات”.
خصص الشارخ كل جهوده لشركة صخر التي أسسها في 1982، كشركة كويتية تابعة لشركة العالمية للإلكترونيات التي نُقل مقرها إلى القاهرة خلال فترة غزو الكويت سنة 1990، حيث طورت تقنيات متقدمة عديدة وتركت علامات بارزة في صناعة تقنية المعلومات.
الشارخ في سطور
محمد عبد الرحمن الشارخ هو رجل أعمال كويتي، اشتهر بكونه رائداً في مجال إدخال اللغة العربية إلى عالم الحاسوب. ولد عام 1942 في الكويت، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة القاهرة عام 1965، والماجستير من كلية وليامز الأميركية عام 1968.
إنجازاته:
تأسيس شركة صخر لبرامج الحاسب عام 1982: تُعد شركة صخر من أوائل الشركات العربية الرائدة في مجال تطوير برامج الحاسوب باللغة العربية.
أول من أدخل اللغة العربية إلى الحواسيب: قام الشارخ بتطوير نظام “صخر” لمعالجة اللغة العربية، والذي ساهم بشكل كبير في نشر استخدام اللغة العربية في الحواسيب.
مساهماته في المجال الاقتصادي: شغل الشارخ مناصب مهمة في المجال الاقتصادي، منها نائب المدير العام للصندوق الكويتي للتنمية، وعضو مجلس إدارة البنك الدولي للإعمار والتنمية في واشنطن، ورئيس مجلس إدارة بنك الكويت الصناعي.
جوائزه:
حصل على جائزة “شخصية العام العربية” من مجلة “أريبيان بزنس” عام 2004.
حصل على جائزة “الإنجاز مدى الحياة” من منتدى التكنولوجيا العربية عام 2012.
وفاته:
توفي محمد الشارخ في 6 مارس 2024 عن عمر ناهز 82 عامًا، تاركاً خلفه إرثاً عظيماً في مجال إدخال اللغة العربية إلى عالم الحاسوب.
تأثيره على العالم العربي:
كان لمحمد الشارخ تأثير كبير على العالم العربي، حيث ساهم بشكل كبير في نشر استخدام اللغة العربية في الحواسيب، مما سهل على المستخدمين العرب استخدام التكنولوجيا الحديثة. كما ساهم في تمكين اللغة العربية وتعزيز حضورها في العالم الرقمي.
ميكروسوفت أبحاث وسرحة أبحاث الشارخ
يقول صدقه توفيق رحمى:
“سرقت ميكروسوفت ابحاث شركته في اللغة العربية بعد أن عينت موظفيه بمصادر البرامج المعمولة تحت نظام DOS ونظام windows المستحدث إبان حرب إقتحام المدعو صدام حسين أرض الكويت …. وكما كان المصريون هم أصحاب الفضل في رفعة الشركة ممثلة في د. نبيل علي وفريقه التقني …. حافظ المصريون علي بقاء الشركة لتقديم رسالتها بعد غزو الكويت ممثلة في المهندس أشرف زكي ؛ الذي نقل مصادر البرامج الموجودة في مقر الشركة بالكويت وجمع المبرمجين المصرين في الكويت وأحتواهم في مقر مؤقت في القاهرة قبل أن تنشئ مقر شركة صخر في المنطقة الحرة بمدينة نصر .
رحم الله الرجل و جعل القرآن الرقمي الذي أفرد له بحوث متخصصة جعلت البحث فيه هو القاعدة التي يستخدمها الجميع في البحث و التصحيح الإملائي في كل مصادر اللغة العربية بناء علي جذر الكلمة و وجودها في سياق الجملة”.
“من غيرنا أحق باحتضان اللغة العربية وهي لغة القرآن الكريم، ووعاء الإسلام. كما أنها اللغة الوحيدة في العالم التي ما زال شعرها المكتوب منذ أكثر من 1500 عام يقرأ ويفهم في معظمه”.
“اللغة العربية مصدر فخر وكبرياء لأنه لا يوجد لها مثيل في العالم، فلغة شكسبير لا يستطيع الإنجليز اليوم فهمها وكل مسرحياته قد أعيدت صياغتها بلغة إنجليزية حديثة، والروس لم يدونوا للغتهم معجماً إلا في أواخر القرن التاسع عشر بينما ألف العالم الفراهيدي معجم العين قبل حوالي ألف وثلاثمائة عام”.
“لقد تكالب الفكر التغريبي على تحطيم سمعة اللغة العربية والمبالغة في الحط من قيمتها وقيمها حتى كدنا ننسى أنها مصدر فخر وكبرياء كما التماثيل الفرعونية لمصر والآثار الرومانية للإيطاليين وسور الصين العظيم للصينيين”.
“إن وضع اللغة العربية ضمن خطط التنمية الوطنية يجعل منها بنية أساسية Infrastructure في تطوير الوطن وتوظيف أبنائه مثل أي مشروع تنموي آخر. فهناك مركز الأبحاث والتطوير ومعهد تدريب المعلمين الإقليمي، ومؤسسة برامج التليفزيون التعليمية، ودار المعاجم والقواميس، وهيئة الترجمة، وكلها تتطلب تخصصات علمية راقية”.
خلاصة:
يعتبر محمد عبد الرحمن الشارخ شخصية رائدة في مجال إدخال اللغة العربية إلى عالم الحاسوب. لقد ساهم بشكل كبير في نشر استخدام اللغة العربية في الحواسيب، تاركاً خلفه إرثاً عظيماً سيظل خالداً في ذاكرة العالم العربي.