يعتبر البروفيسور ناصر الراوي رمزًا للتعليم والبحث العلمي في العالم العربي. من خلال عمله الشاق والتفاني، نجح في تأسيس جيل من الطلاب العرب المتميزين ودعم الجامعات في تحقيق التميز والتمكين الأكاديمي. كما أنه أصبح يُعرف بـ”الأب الروحي للطلاب العرب”، نظرًا لتأثيره الإيجابي والدائم على حياتهم الأكاديمية والشخصية.
Table of Contents
المسيرة البحثية لـ الدكتور ناصر الراوي
حصل الدكتور ناصر الراوي على البكالوريوس والماجستير من بغداد، حيث كان الأول من الجامعة المستنصرية، والثاني من الجامعة التكنولوجية، ومن ثم التحق بعد ذلك بأحد مراكز أبحاث التصنيع العسكري، وكان تخصصه في تصنيع الليزر، وتعلم كثيرا خلال تلك الفترة.
لكن مع اندلاع الحرب العراقية الإيرانية، وما تبع ذلك من تدهور في الظروف المعيشية، انتقل ناصر الراوي إلى ليبيا، وعمل هناك 5 سنوات بجامعة ناصر، وأحد معاهد المعلمين العليا.
وبعد ذلك، فكر ناصر الراوي في السفر إلى ماليزيا، لاستكمال الدراسات العليا، وبالفعل حصل في 2006 على الدكتوراه من جامعة العلوم الماليزية، وكانت عن تحسين الإضاءة بواسطة تقنيات النانو تكنولوجي، ثم انتقل بعد الدكتوراه إلى شمال ماليزيا، وتحديدا جامعة برليس، التي بقي فيها 3 سنوات، قبل أن يحصل مجددا على فرصة للعمل بالجامعة التي حصل منها على درجة الدكتوراه، وبقي فيها 23 عاما أعمل أستاذا مشاركا في قسم الفيزياء.
يعمل حاليا بين الجامعتين، لأنه ما مازال يشرف على 14 طالبا من طلاب الدكتوراه في جامعة العلوم الماليزية، فقد تخرج تحت إشرافه أكثر من 35 طالبا من طلاب الدكتوراه، وأكثر من 40 طالبا من طلاب الماجستير، وهو نشاط علمي يعتز به كثيرا، إلى جانب أنشطته الأخرى التي تشمل 11 كتابا علميا باللغة العربية والإنجليزية، وسلسلة من الكتب يعمل حاليا عليها حول تصنيع الأجهزة النانوية، ولديه 3 براءات اختراع، ونشر بحثي غزير يتراوح ما بين الـ20 و40 بحثا في السنة.
مصانع إنتاج الأوراق البحثية
وحول مدى اعتماده على ما يعرف بمصانع إنتاج الأوراق البحثية نظرا لغزارة إنتاجة يقول الدكتور ناصر الرواي في تصريحات له عبر (الجزيرة نت): بالطبع، فإن مكاتب إنتاج الأوراق البحثية، التي يسميها البعض بـ”بمصانع إنتاج الأوراق البحثية”، أصبحت تمثل خطرا على البحث العلمي، وقد يثير الإنتاج العلمي الغزير لأي باحث شكوك حول التعامل مع تلك المكاتب، لا سيما عندما يصل النشر في أحد الأعوام، كما حدث معه، إلى 80 بحثا.
لكن بالنسبة لحالتي، فأسباب النشر الغزير معروفة، فأنا أقبل الإشراف على كثير من طلاب الماجستير والدكتوراه العرب الذي يأتون إلى الجامعة الماليزية للعلوم، لا أفرق بين طالب جيد أو غير جيد، كما يفعل الآخرون، لأن لدي قابلية لتعليم الطلاب، واستخراج أفضل ما عندهم، لذلك يتم نشر اسمي في الأبحاث التي تنشر من رسائل الماجستير والدكتوراه الخاصة بطلابي.
كما أني عندما أشرف على طلاب البكالوريوس في مشروعات تخرجهم، أحرص على النشر البحثي لهذا المشروع، هذا فضلا عن أن لدي علاقات مع فرق بحثية كثيرة حول العالم، وأعمل معهم في مشروعات بحثية مشتركة، يتم نشر أبحاث منها، ولكل هذه الأسباب لدي نشر بحثي غزير.
يقول الدكتور ناصر الراوي: يطلقون علي هناك لقب “الأب الروحي للطلاب العرب”، فعلاقتي مع طلابي لا تقتصر على حدود المعمل والجامعة، فأنا أقضي معهم ساعات طويلة خارج المعمل نتناقش ونتبادل الأفكار التي نقوم بتحويلها في اليوم التالي لمنتج بحثي.
وحول مدى تقييمه الموضوعي لعقلية الطالب العربي يقول الراوي:
الطلاب العرب نوابغ ولديهم استعداد سريع للتعلم والتطور، لكنهم للأسف يفتقدون إلى التوجيه، فلا أخفيك سرا أن نسبة ليست ببسيطة، اكتشفت في بداية تعاملي معها ضعفا شديدا في المادة العلمية وافتقادا للأساسيات، وهو وضع لم يكن موجودا في الماضي، حيث كانت المستويات أفضل بكثير.
ولكن الشيء الإيجابي، أن هؤلاء الطلاب لديهم استعداد سريع للتعلم عندما يجدون من يوجههم، ولدي قصة حدثت مؤخرا تؤكد ذلك، فأنا أحرص على أن يقدم كل طالب من طلابي عرضا (برسينتيشن) كل أسبوعين.
وفي إحدى المرات كان تقييمي لعرض أحد الطلاب بأنه سيئ للغاية وغير صالح بتاتا، فطلبت منه تجهيز نفسه لإعادة العرض مجددا بعد أسبوع، وذلك بعد أن أعطيته بعض التوجيهات، فاتصل بي بعد أسبوع طالبا مهلة أخرى، فعاد بعد أسبوعين وقدم عرضا رائعا، كان تقييمي له أنه يحصل على تقدير 90%، إذن المشكلة لم تكن في قدرات هذا الطالب، بقدر ما كانت في افتقاده لمن يوجهه ويعلمه.
ولا تقول لي إن الطالب لم يعد لديه استعداد للتعلم، فلدي تجربة أخرى، عندما كتبت قبل شهور على صفحتي بالفيسبوك، داعيا الباحثين للانضمام إلى مبادرة أطلقتها تحت عنوان (100 ورقة بحثية في السنة)، أرسلت لي طالبتان بالمرحلة الثانوية من العراق والأردن تطلبان الانضمام إلى تلك المبادرة، فالرغبة في التعلم موجودة حتى عند هذا السن الصغير، إذن فالمشكلة في غياب الأستاذ الذي لديه استعداد للتعليم والتوجيه.
في تقديري، فإن ظهور الجامعات الأهلية هي التي أدت لتلك الانتكاسة، حيث أصبح الربح هو المسيطر على العملية التعليمية، فالطالب لا يكون مؤهلا لدراسة التخصص، ولكن لامتلاكه المقابل المادي يستطيع دراسة التخصص الذي يريده، والأستاذ ليس لديه وقت للعمل مع طالب غير مؤهل، ومع ذلك ومن خلال تجربتي، تستطيع أن تصنع قصة نجاح مع هذا الطالب، كما تكشف تجربتي الشخصية من خلال توجيهه وتعليمه، لأن مجموع الثانوية العامة، أحيانا لا يكون معبرا عن القدرات.
وأنصح كل أستاذ أن يربط الطلاب مبكرا بمنصات التواصل العلمي، فقد وجهت طلابي بمرحلة البكالوريوس بجامعة دجلة، إلى الانضمام لتلك المنصات مثل “ريسيرش جيت ” و “غوغل سكولار”، وأعطيهم درجات على ذلك، فهذا هو أول الطريق لتوسيع مدارك الطالب، بلفت انتباهه إلى طريق للتواصل يصب في صالح مساره المهني بدلا من التواصل الاجتماعي الذي يقضي به وقتا طويلا.
لا تنس أننا تعرفنا عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي؟
(ضاحكا) لا أنكر أهميتها في التعارف والترويج للأبحاث، لكن ما يحزنني هو الإفراط في الاستخدام، حتى إن أطفالنا باتوا يقضون الليل في الانتقال من فيديو لآخر عبر موقع (التيك توك)، وهذا سلوك مضر للغاية، سينتقل معه خلال المراحل العمرية المختلفة، ليجد حينها صعوبة في الاستمتاع بمنصات أخرى تفيده مهنيا مثل منصات التواصل العلمي.
أسلاك الفضة النانوية
أحد أهم أبحاثك المنشورة هذا العام كانت عن أسلاك الفضة النانوية برفقة طالبك الغزاوي أنس القانوع، هل يمكن إعطاؤنا فكرة عنها؟
قبل الحديث عن أسلاك الفضة النانوية اسمح لي في البداية أن أشيد بأنس القانوع، فعندما جاءني طالبا الإشراف على رسالته، كان يريد أن يكون اتجاهه في البحث نظريا، لكني قلت له إني لا أعمل إلا في الجانب التطبيقي، فإذا كانت لا ترغب في ذلك، يمكنك البحث عن مشرف آخر، لكنه وافق على تعديل توجهه، وعمل ليل نهار، حتى تمكن من الخروج بنتائج خلال 4 أشهر فقط، شاركنا بها في مؤتمرات بحثية، وكانت من الجودة بحيث أن فريقا بحثيا ألمانيا طلب زيارتنا في المعمل لرؤية عينات من المنتج.
وما الجديد في منتجكم؟
من الجيد أنك طرحت هذا السؤال، فإذا قمت بإجراء بحث على الإنترنت ستجد بالفعل عشرات الأبحاث على إنتاج أسلاك الفضة النانوية، ولكن المميز في عملنا أننا نجحنا في إنتاجها بنقاء عال يجعلها مؤهلة للتطبيق العملي.
وما قيمة أسلاك الفضة النانوية؟
لها العديد من التطبيقات في أجهزة اللمس، بما فيها الهاتف المحمول، فهي تساعد في تحقيق الهدف الذي تريده الجهات المصنعة، وهو إنتاج شاشات قابلة للطي، حيث إن المادة المستخدمة في التصنيع حاليا لا تسمح بالطي، وتؤدي إلى كسر الشاشات، في حين أسلاك الفضة النانوية النقية التي نجحنا في إنتاجها يمكن أن تكون مساعدة في ذلك.
أسلاك الفضة النانوية
أحد أهم أبحاثك المنشورة هذا العام كانت عن أسلاك الفضة النانوية برفقة طالبك الغزاوي أنس القانوع، هل يمكن إعطاؤنا فكرة عنها؟
قبل الحديث عن أسلاك الفضة النانوية اسمح لي في البداية أن أشيد بأنس القانوع، فعندما جاءني طالبا الإشراف على رسالته، كان يريد أن يكون اتجاهه في البحث نظريا، لكني قلت له إني لا أعمل إلا في الجانب التطبيقي، فإذا كانت لا ترغب في ذلك، يمكنك البحث عن مشرف آخر، لكنه وافق على تعديل توجهه، وعمل ليل نهار، حتى تمكن من الخروج بنتائج خلال 4 أشهر فقط، شاركنا بها في مؤتمرات بحثية، وكانت من الجودة بحيث أن فريقا بحثيا ألمانيا طلب زيارتنا في المعمل لرؤية عينات من المنتج.
وما الجديد في منتجكم؟
من الجيد أنك طرحت هذا السؤال، فإذا قمت بإجراء بحث على الإنترنت ستجد بالفعل عشرات الأبحاث على إنتاج أسلاك الفضة النانوية، ولكن المميز في عملنا أننا نجحنا في إنتاجها بنقاء عال يجعلها مؤهلة للتطبيق العملي.
وما قيمة أسلاك الفضة النانوية؟
لها العديد من التطبيقات في أجهزة اللمس، بما فيها الهاتف المحمول، فهي تساعد في تحقيق الهدف الذي تريده الجهات المصنعة، وهو إنتاج شاشات قابلة للطي، حيث إن المادة المستخدمة في التصنيع حاليا لا تسمح بالطي، وتؤدي إلى كسر الشاشات، في حين أسلاك الفضة النانوية النقية التي نجحنا في إنتاجها يمكن أن تكون مساعدة في ذلك.