إن المراقب لواقع ما يتم بقطاع الاتصالات المحلية والدولية ( الاتصالات من خلال شبكة الإنترنت)، ليستنتج حقيقة مؤداها إن الاتصالات يمكن أن تستغل بطريقة سلبية جداً، يواجه معها أمن ومصالح الأفراد والمؤسسات -وربما المجتمعات أحياناً – الكثير من المخاطر.
فمثلاً محاولات اختراق مواقع بعض المؤسسات الهامة بالمجتمع الموجودة على شبكة الإنترنت، بغرض التطفل على بياناتها ومعلوماتها أو بغرض العبث بها من خلال إرسال الفيروسات المدمرة لها، أو بغرض سرقتها وتهديد أمن و مصالح الأفراد والمؤسسات، قد يؤدي ذلك إلى عواقب وخيمة جداً، يصعب أحياناً التنبؤ بأبعادها سواء على مستوى الفرد أو المؤسسة أو المجتمع.
ونظراً لصعوبة معالجة المشكلة الوارد ذكرها هنا في ظل الآلية الحالية لعمل قطاع الاتصالات، قام الباحث السعودي فهد صباح الخالدي بابتكار تصور لمشروع وهو تصميم نظام يعتمد على إعادة هندسة القطاع بهدف تعزيز أمن المعلومات على الشبكات وتسهيل عملية الملاحقة القانونية لأي عابث بأمنها.
والمقصود بإعادة هندسة قطاع الاتصالات كما أوضح المبتكر السعودي هي إعادة تشكل نظم العلاقة التكاملية بين مختلف العناصر الأساسية لعمل قطاع الاتصالات والتقنية المستخدمة بتصميم هذا النظام المبتكر، هي تقنية الاتصالات، ويتم تصميم هذا النظام جديد لقطاع الاتصالات من خلال إعادة هندسة القطاع، بما يسهل التعرف على شخصية أي متصل خلاله.
وسيتطلب تصميم النظام الجديد، استحداث وتطوير تكنولوجيا جديدة بمواصفات خاصة وضعها الباحث هنا. وهدف القيام بذلك هو المساعدة في التعرف على شخصية أي المتصل بالشبكة، وبالتالي سهولة الملاحقة القانونية له ( في حال مخالفته للقوانين والأنظمة المعمول بها بهذا القطاع).
ويمكن للنظام الجديد المطور، أن يعزز نظم التعرف على شخصية الفرد عن بعد أو دون الحاجة لكشف ملامح الوجه، مما قد يؤدي إلى تعزيز التجارة الإلكترونية بالعالم، فهو – بما يتطلبه من استحداث تكنولوجيا جديدة – سيساعد على التعرف على شخصية المتصل، دون الحاجة لحضوره شخصياً وتقديمه لإثباتات رسمية تساعد في التعرف على شخصيته – كالبطاقة الشخصية له، وتعزيز ذلك بالتوقيع المطابق له – مما سيعزز التجارة الإلكترونية بالعالم.
يقول الباحث الخالدي: “قد يتسأل البعض، لماذا لم تقدم الابتكار للجهات المهتمة عالمياً مباشرة. والتوضيح هو كالتالي : فنظراً لأن دراستي السابقة خلال مرحلة الماجستير كانت باللغة العربية، وإضافةً إلى أنه لم تتح لي الفرصة السانحة لتطوير مهاراته باللغة الإنجليزية الأكاديمية، لذا أصبح صعباً علي الاتصال بجهات الابتكارية العالمية”.
ويضيف: “قدمت الابتكار لحاضنة بادر التابعة لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالرياض، بغرض دراسة الابتكار الجديد، ودراسة أمر دعمه وتبنية. وبتاريخ 15/11/2009م، أبلغني المهندس/ طارق الشثري، بأن المدينة رتبت لي بتاريخ 18/11/2009م، الساعة التاسعة صباحاً، اجتماعاً مع مستشار المدينة لشؤون براءات الاختراع ( المستشار الاسترالي). فعرضت الابتكار عليه، وجرى حوله نقاش جيد لتوضيح كافة الالتباسات. وفي آخر الاجتماع طلب من المستشار مني، تطبيق الابتكار على عينه صغير، حتى تتضح للجميع مدى فاعليته وجدواه، ومن ثم تتم دراسة تطبيق الابتكار”.
الجدير بالذكر أن تعقيب المستشار على الباحث كان:
قدرات الباحث الذاتية، يصعب معها توفر القدرات التكنولوجية المطلوبة، اللازمة لاستحداث التكنولوجيا الجديدة (كما في الابتكار الجديد المقد ). وهذا مطلب أساسي للقيام من ثم بتطبيق الابتكار على عينه ( كما طلب منه ذلك).
لذا فالابتكار الجديد يحتاج لجهة ما تكن داعمة ( لها حد أدنى من القدرات التكنولوجية) لتقدم الدعم التمويلي والفني المطلوب، وجهة مطورة أيضاً، ولكن بالتنسيق مع مقدمه. ليتم في نهاية الأمر تسجيل الابتكار الجديد، كبراءة اختراع ينبغي حمايتها، ومن ثم القيام بتسويقها خدمةً للتنمية وصالح الجميع.
حصل الباحث فهد الخالدي على بكالوريوس اقتصاد زراعي، جامعة الملك سعود في عام (1993)، وماجستير إدارة التقنية، جامعة الخليج العربي- البحرين في عام (1998م)، دبلوم إدارة التقنية، جامعة الخليج العربي-البحرين(1995م)، شارك بالعديد من المشاريع البحثية، سواءً على مستوى الإدارة التي أعمل بها، أوعلى مستوى الجامعة ككل ( مثل مشروع “واحة المهن”، ومشروع ” وضع خطة تدريب شاملة بالمملكة”، والعديد من المشاريع الأخرى). وكانت لتلك المشاركة كبير الأثر في إكسابه كفرد التفكير المنطقي ذات المنهجية العلمية. ذلك التفكير المبني على أهمية توفر عنصر التطوير بمؤسسات المجتمع، من خلال إيجاد البنية التحتية التنموية المطلوبة، لإحداث عملية التنمية الشاملة بالمجتمع.