هرمون الذكورة يقل تدريجيا بعد الأربعين!

انحصر إطلاق مسمى “سن اليأس” على النساء فقط، وتغافلت الكثير من الدراسات والتقارير الطبية عن إمكانية تعرض الرجل ومروره بنفس المرحلة من العمر، التي يشعر فيها باليأس، عندما تقل قدرته على ممارسة حياته الطبيعية وخاصة فيما يتعلق بالعلاقة الزوجية، ويشعر الرجل وقتها بأنه اقترب من سن الشيخوخة.

ورغم ذلك فإن مسمى “سن اليأس” عند الرجال ما زالت تثير جدلا بين الأطباء بين مؤيد ومعارض، حتى إن بعض الأطباء ينفي وجود “سن يأس” للرجال، بينما يستند فريق آخر على وجود تغيرات فسيولوجية وهرمونية تصاحب الرجل عندما يتقدم به العمر.

وفي هذا الصدد أشارت بعض الدراسات، التي أجراها بعض الأطباء على الرجال إلى أن نسبة الرجال تصل إلى 30 % من الرجال يشكون من أعراض “سن اليأس” والذين تتراوح أعمارهم بين الأربعين والثمانين من العمر، والذي يتزامن مع انخفاض في معدل الهرمون الذكري في الدم لديهم.

هرمون الذكورة

ويرتبط “سن اليأس” عند الرجال بنسبة تركيز هرمون الذكورة المعروف باسم “التستوستيرون” في الجسم والإصابة بمشاكل في البروستاتا، أو التعرض لأمراض قلبية تؤثر على العلاقة الحميمة، حيث يتناقص هرمون “التستوستيرون” تدريجيا بوصول الرجل إلى سن الأربعين، حتى يصل إلى أدنى مستوى له في المراحل المتقدمة من العمر، مما يتطلب العلاج بإعطاء الفرد جرعات من “التستوستيرون” المتوفرة في الصيدليات والتي يوجد منها أقراص وحقن أسبوعية وشهرية.

والمعروف عن هرمون “التستوستيرون” بأنه هرمون ذكري مشتق من الكوليسترول cholesterol وهو من مجموعة “الاندروجين”، ويتحول في الأنسجة الطرفية إلى “داي هيدرو تستوستيرون” الذي يعتبر الصورة النشطة لهرمون التستوستيرون، ويؤثر” التستوستيرون” على التطور والخصائص الجنسية وله دور في تميز لون الجلد وفي نمو العظام، ويتم إنتاج هذا الهرمون بكميات كبيرة لدى الرجال، بواسطة خلايا “ليدج” في  الخصيتين وبكمية صغيرة من الغدة الكظرية، فيما ينتج بكميات صغيرة لدى النساء بواسطة الغدة الكظرية والمبايض، وتكون أكبر كمية إنتاج لهرمون “التستوستيرون” عند الأولاد والبنات قبل سن البلوغ، وعندما يكون مستوى هرمون “التستوستيرون” منخفضا، تقوم الغدة النخامية بتحرير هرمون “LH” الذي يزيد من كمية هرمون “التستوستيرون”، وفي سن البلوغ يزداد مستوى هرمون “Before puberty” الذي يتسبب في نضج الأعضاء التناسلية وإنتاج الحيوانات المنوية وتطور الخصائص والصفات الجنسية كنمو شعر الوجه والجسم وكبر العضلات وعمق أو خشونة الصوت، ويستمر هرمون “التستوستيرون” في الارتفاع حتى سن الـ 40 ثم يبدأ في الانخفاض.

ورغم ذلك ينفي بعض الأطباء حدوث “اليأس” للرجال، ويحذرون بشدة من استعمال الهرمون الذكري بسبب ارتباطه ببعض الأعراض الجانبية التي قد تكون خطيرة، ولكن على الجانب الآخر يؤكد الخبراء احتمال دخول الرجال “سن اليأس” ولكن بطريقة بطيئة في غضون بضع سنوات مقارنة بحصوله المفاجئ عند النساء، وينصحون بمعالجته الهرمونية.

 

هرمون الذكورة يقل تدريجيا بعد الأربعين!
هرمون الذكورة يقل تدريجيا بعد الأربعين!

ويختلف “سن اليأس” للرجال من فرد لآخر، حيث يرتبط الأمر بأمراض أخرى غير نسبة هرمون الذكورة، ومن هذه الأمراض: تضخم أو سرطان البروستاتا السكري، وأمراض القلب والشرايين وأمراض الجهاز العصبي مثل “الباركنسون” أو ما يعرف بالشلل الرعاش، هذا بالإضافة إلى أعراض الإصابة بنقص هرمون “التستوسيرون” والذي تصاحبه شكوى من انخفاض الرغبة الجنسية أو ممارسة النشاط الجنسي والشعور بالتعب والكآبة والآلام في الجسم والتعرق الليلي والشعور بالكبر وقلة الدافع للحياة والسوداوية والاكتئاب والشعور بالحزن والأسى والإحباط والأرق وفقر الدم والسمنة وضمور العضلات وضعفها وتخاذل الأداء الجسدي وعدم التركيز الفكري وفقدان الذاكرة، حيث أثبتت دراسة طبية أجريت على ألف شخص لديهم الشعور بسن اليأس، وكانت أعراض سن اليأس التي يشكون منها مقسمة بنسب كالتالي:  التعب 82% ، ضعف الانتصاب 80%، قلة الشهوة 79%، كآبة 70%، آلام المفاصل63%، سرعة الغضب61% ، التعرق الليلي53% ، الشعور بالكبر 43% .

وأكد الخبراء ارتباط هذه الأعراض السالف ذكرها بتركيز هرمون “التستوستيرون” الذي دفع الأطباء للتفكير في إعطاء المرضى هرمون “التستوستيرون” بأنواعه، ولكنهم حذروا من استخدامه في حال إصابة المريض بسرطان البروستاتا، ونصحوا بضرورة عمل فحص دوري للمريض للتأكد من عدم وجود إصابة بسرطان البروستاتا، حتى لا تؤدي الهرمونات إلى تفاقم حالة المريض، كما نصحوا أيضا بإجراء فحص دوري لمعدل خلايا الدم الحمراء وتركيز بعض الفيتامينات وبخاصة فيتامين (ب 12) الذي يؤدي نقصه في الجسم إلى إصابة المريض ببعض أعراض نقص هرمون “التستوستيرون”.

ونصح الأطباء بعض المبادئ التي يجب إتباعها في حالة العلاج بالتستوستيرون نذكر منها: أنه يتم اتباع هذه الأسلوب في العلاج  في حال حدوث نقص في مستوى الهرمون الذكري في الدم إلى أقل من 300ملج / لكل 100مليلتر، كما يجب أن يكون الهدف من العلاج هو التقليل من مخاطر نقص الهرمون الذكري في الجسم، والحفاظ على الحالة الصحية للمريض، على أن يهتم الأطباء بأن يسبق إعطاء المريض للهرمونات الجنسية، فحوصات تثبت سلامة البروستاتا من أية أمراض أو أعراض تضخم، سواء كان هذا التضخم حميدا أو خبيثا، كما أشار الخبراء إلى إمكانية تطبيق المعالجة الهرمونية للرجال المسنين الذين أظهروا بعض علامات نقص الهرمون الذكري، مثل تدني حجم الأعضاء التناسلية أو فقدان شعر اللحية أو الجسم والإصابة بالاضطرابات الجنسية وغياب الرغبة، على أن يتم الإشراف الطبي للمريض بعد المعالجة والاستمرار في إجراء الفحوصات الدورية.

 

هرمون الذكورة يقل تدريجيا بعد الأربعين!

من ناحية أخرى نصح الأطباء بالتوقف عن تناول الأدوية والعلاج، في حالة عدم استجابة المريض للمعالجة الهرمونية، والبحث عن أسباب الخمول وأعراض سن اليأس والابتعاد عن المسببات التي تؤدي لنقص هرمون الذكورة في الجسم مثل المشروبات الكحولية، وتجنب السمنة والحفاظ على الوزن المثالي والذي يؤدي بدوره إلى إفراز الإنزيم الكابح لعمل “التستوستيرون” ، كما نصحوا أيضا بالإقلال من تناول الأغذية التي يوجد بها نسب عالية من “الكوليسترول” ، وتناول الخضراوات الغنية بالفيتامينات والمحافظة على تركيز كاف للزنك في الجسم، والابتعاد عن المشاحنات العائلية التي تؤثر نفسيا على العلاقة الحميمة بين الأزواج، وأكدوا على أهمية الرياضة وممارستها بانتظام للحفاظ على حيوية الجسم وإعادة النشاط للأعضاء الحيوية في الجسم.

أحمد جندي

Exit mobile version