آلة موسيقية تستطيع عزف كل أنواع الموسيقات في العالم

من المعروف أن لكل شعب من شعوب العالم موسيقاه الخاصة به, وهي تعتمد على عدد النغمات المستخدمة في بناء مقامات تلك الموسيقى .فهنالك شعوب تستخدم خمس نغمات في بناء مقاماتها (الموسيقى البنتاتونية) مثل الموسيقى الصينية, وهنالك شعوب تستخدم اثنا عشر نغمة في بناء مقاماتها (الموسيقى الكروماتية) مثل الموسيقى الأوربية, لكن الأمر يختلف كثيرا في الموسيقى العربية وما جاورها فهي تستخدم أربعة وعشرون نغمة في بناء مقاماتها .ولهذا فان البناء المقامي في الموسيقى العربية يعتبر الأكثر تعقيدا بين موسيقات شعوب العالم.

وفي محاولة منه لتطوير الموسيقى العربية قدم الباحث الموسيقي المخترع غازي يوسف إبراهيم آلة موسيقية متفردة جاءت تطويرا حقيقيا لآلة الناي فهي تستطيع لوحدها عزف كل مقامات الموسيقى العربية وعلى كل درجات الاستقرار المختلفة (التونيك)، وأطلق عليها المخترع اسم “النايلوت”.

يقول المخترع: “لكي تستطيع الآلات النفخية الهوائية من مجاراة التعدد المقامي في الموسيقى العربية , فان العازف لابد وان يحمل عدد كبير من الآلات يناور بها حسب الاحتياج المقامي، ولهذا فان عازف الناي لديه حقيبة فيها مالايقل عن سبعة نايات مختلفة الأطوال, وهي في الحقيقة غير كافية لكل التغيرات المقامية ففي الغالب فانه يعتذر عن أداء الكثير من الطبقات الصوتية أو النوتات العرضية”.

ويضيف: “ولهذا فان آلة النايلوت جاءت تطويرا حقيقيا لآلة الناي فهي تستطيع لوحدها من عزف كل مقامات الموسيقى العربية وعلى كل درجات الاستقرار المختلفة ( التونيك )، وهي بذلك تعتبر نظاما موسيقيا عالميا جديدا لأنها آلة موسيقية طبيعية (غير الكترونية) تستطيع لوحدها من عزف كل أنواع الموسيقات في العالم سواء ( البنتاتونية – الهبتاتونية – ذات الأرباع ) في حين إن آلة الفلوت الغربية التي تعتبر(الأرقى بين كل الآلات النفخية الهوائية) تستطيع عزف الموسيقى البنتاتونية والهبتاتونية, لكنها تقف عاجزة من عزف (موسيقى الربع صوت) الموسيقى العربية وما حولها”.

ويتابع: “الآلة عبارة عن قصبة أو أنبوبة مصنعة من الألمنيوم ومن الممكن تصنيعها من الفضة أو الذهب والمهم هنا أن يكون المعدن ذا مواصفات فيزيائية وكيميائية خاصة والجديد في هذه الآلة الهجينة أنها تستطيع إصدار 24 نغمة مختلفة وهي أرباع النغمة الموسيقية العربية وهذا ما نحتاجه في النسيج الموسيقي العربي المعاصر، فالمعروف أن آلة الناي العربية تصدر 7 نغمات فقط ونحن نحتاج لـ24 نغمة وعلى هذه الأساس كان لا بد من زيادة عدد الثقوب في الناي لزيادة عدد النغمات وسيطرنا عليها بآلية الغطاء المستعارة من الفلوت الغربية وحصلنا على ما نريد من خلال النايلوت وتم تسجيل الاختراع باسمي في ألمانيا وفي مؤسسة براءات الاختراع المصرية بالقاهرة، كما شاركت في مؤتمرين للموسيقى العربية في العام الماضي في القاهرة في مارس (آذار) والجزائر في يونيو (حزيران) وعرضت الآلة الجديدة على المشاركين من موسيقيين وخبراء عرب، كما تم عرضها على مجمع الموسيقى العربية”.

جدير بالذكر أن غازي إبراهيم عراقي المولد وهاجر إلى ألمانيا قبل ست سنوات وأسس هناك مؤسسة علمية بحثية في الموسيقى حيث تفرغ للبحث العلمي وللمشاركة في مؤتمرات علمية دولية عمل قبل ذلك خبيراً للموسيقى العربية في المعهد الوطني للموسيقى في الأردن ومع مؤسسة نور الحسين.

Exit mobile version