القوهي من العلماء المسلمين الذين اشتهروا في الفلك والرياضيات في القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي، وهو “أبو سهل ويجن بن رستم القوهي” من “كوه” في جبال طبرستان، لكنه عاش في بغداد، ولما تولى شرف الدولة البويهي الحكم، قرَّبه وعينه سنة 378هـ/988م رئيساً للمرصد الذي أسسه في بغداد، وطلب منه أن يقدم له دراسة عن رصده للكواكب السبعة من حيث مساراتها وتنقلها في بروجها.
كان القوهى من نوابغ علماء الفلك في القرن الرابع الهجري/القرن العاشر الميلادي؛ فقد وضع عدداً من الأرصاد التي كان يعتمد عليها في عصره، وانتقد بعض فرضيات علماء اليونان في الفلك، كما اشتهر بصناعة الآلات الرصدية.
وفي الرياضيات، اهتم القوهي بمسائل أرشميدس وأبولونيوس التي تؤدي إلى معادلات ذات درجة أعلى من معادلات الدرجة الثانية، ووجد حلاً لبعضها، كما ناقش شروط إمكانية ذلك. وتعتبر دراساته هذه من أحسن ما كتب عن الهندسة عند المسلمين.
وأسهم القوهي في دراسة الأثقال، وكان له السبق في هذا المجال، حيث استخدم البراهين الهندسية لحل كثير من المسائل التي لها علاقة بإيجاد الثقل، وترك بحوثاً قيمة في المبادئ التي تقوم عليها الروافع.
ذكر كل من د.عبد الله الدفاع، والزركلي، عدداً من مؤلفات القوهي في الفلك والرياضيات، منها : “كتاب مراكز الأكر”، “كتاب الأصول على تحريكات أقليدس”، “كتاب صنعة الأسطرلاب بالبراهين”، كتاب الزيادات على أرشميدس في المقالة الثانية”، “إخراج الخطين من نقطة على زاوية معلومة”، “تثليث الزاوية وعمل المسبع المتساوي الأضلاع في الدائرة”.
ويقول د. عبد الله دفاع في كتابه “العلوم البحتة في الحضارة العربية الإسلامية” : “إلا أن معظم مؤلفات القوهي قد ضاعت، ولم يعرف عنها إلا القليل من بعض الإشارات في المراجع اللاتينية”، وتوفي القوهي سنة 405هـ/1014م.