مصطفى كمال اتاتورك مؤسس تركيا الحديثة سيرة حياة فكرية

الكتاب: أتاتورك.. سيرة حياة فكرية

تأليف: سوكرو هانيو غلو

الناشر: فايار ــ باريس ــ 2016

الصفحات:

288 صفحة

القطع: المتوسط

مصطفى كمال أتاتورك (بالتركية: مصطفى كمال أتاتورك) (19 مايو 1881 – 10 نوفمبر 1938) ، أول رئيس لجمهورية تركيا (1923-1938) ، زعيم الحركة الوطنية التركية والقائد الأعلى للجيش التركي خلال حرب الاستقلال التركية .

كان قائدا للجيش العثماني خلال الحرب العالمية الأولى. بعد الحرب العالمية الأولى ، قاد تمردًا قوميًا ضد الحكومة العثمانية الشرعية في القسطنطينية والحلفاء. في هذا التمرد ، تم دعمه بدعم من الضباط والسياسيين والشعب العثمانيين. انتصر في الحرب ضد القسطنطينية والحلفاء وأسس الجمهورية التركية.

تركيا الحديثة هي وريثة الإمبراطورية العثمانية. هذه هي النظرة السائدة في العالم عموماً، وفي العالم الغربي على وجه الخصوص. وعندما تكون المرجعية هي تركيا الحديثة يتبادر إلى الذهن مباشرة اسم «مصطفى كمال اتاتورك» على أساس أنه مؤسسها وبانيها. ولا شك أن الكثير من الأسئلة تثار حول هذه الشخصيّة التي يعتبرها الأتراك رمز تاريخهم الحديث.

لا شك أيضاً أن مئات الكتب كانت قد جعلت من سيرة حياة مصطفى كمال اتاتورك موضوعاً لها وكان أصحابها قد حاولوا أن يلقوا الأضواء على شخصية هذا الرجل الذي تراوحت تصنيفاته سياسياً بين أقصى المحافظة إلى أقصى التقدمية ومن اليمين إلى اليسار. وإذا كانت تلك الأعمال قد طالت مختلف مظاهر حياة أتاتورك فإن النادر منها تعرّض لسيرة حياته الفكرية.

في مثل هذا السياق يأتي كتاب «سوكرو هانيوغلو»، المؤرّخ التركي والأستاذ في جامعة برنستون الأميركية، الذي يشرح فيه أن الإجابات حول مصطفي كمال اتاتورك هي أكثر تعقيدا مما هو سائد عامّة من جميع التصنيفات المقدّمة. يحمل الكتاب عنوان «اتاتورك: سيرة حياة فكرية».

كان هذا الكتاب قد صدر أوّلاً عن جامعة برستون لتتم ترجمته في مطلع هذا العام 2016 إلى اللغة الفرنسية مع إشارة من المؤلف إلى إثرائها بجملة في المقدّمة جاء فيها: «عند تحضير هذه الطبعة الفرنسية قمت بالاطلاع على الأعمال الرئيسية المستجدّة حتى شهر مايو من عام 2015. الأمر الذي سمح لي بإجراء الكثير من الإضافات والمراجعات على الطبعة الإنجليزية، ذلك على مستوى النص كما على مستوى المصادر».

تتوزّع مواد هذا الكتاب بين ثمانية فصول تبدأ بفصل يحمل عنوان «سالونيك في نهاية القرن التاسع عشر» وتنتهي بالتعرّض للعلاقة بين «تركيا والغرب» في الفصل الأخير من الكتاب. ذلك ومروراً بفصول تحمل بالتتالي عناوين: «تكوين ضابط عثماني» و«النزعة العلمية لدى أنصار حزب تركيا الفتاة» و«من الحرب إلى الحرب» و«اشتراكية ذات طبيعة إسلامية» و«جمهورية علمانية» و«النزعة القومية التركية والكمالية».

ويحدد المؤلف أهدافه الرئيسية من كتابة هذه السيرة لرمز تركيا الحديثة، كما جاء في تحليلاته، أن يتعرّض لشخصية صاحبها في «سياقه التاريخي». وهو يصل في هذا الإطار إلى التأكيد أن اتاتورك من ناحية مفاهيمه هو «نتاج فكري لفترة نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين». وهو يركّز بهذا المعنى على دراسة الحقبة المعنيّة التي «أنتجت الشخص». وبالوقت نفسه يقوم بنوع من «نزع الصفة الأسطورية» عن اتاتورك ووضعه في «سياقه التاريخي»، كما يشير هو نفسه.

أمّا على صعيد المسار الفكري الذي ساهم في تكوين أفكار مصطفى كمال فلا يتردد المؤلّف ــ المؤرّخ في القول ان أتاتورك لا يجد مرجعية أفعاله في شخصيته الفذّة. ولكنه تمتّع بـ«مواصفات شخصية استثنائية» كان منها أن جعلت أفكاره وأفعاله تتجسّد في الواقع الاجتماعي والفكري والسياسي للعصر الذي عاش فيه. وكي يكتسب بعد ذلك صفة مؤسس تركيا الحديثة.

ويشرح المؤلف على مدى العديد من الصفحات كيف أن ذلك الضابط الشاب المسلم تبنّى الأفكار الجديدة ــ ذات المصدر الأوروبي عامّة ــ التي كان يتم تداولها في نهاية الحقبة الإمبراطورية العثمانية. والإشارة في هذا السياق أنه استلهم كثيراً من التجارب الجمهورية الأوروبية.

بل ويشير المؤلف أن اتاتورك كان من القرّاء المواظبين على الفكر الغربي وأنه كان شديد الإعجاب بـ«ايميل دوركهايم»، عالم الاجتماع الشهير، وبـ«ارنست رونان» صاحب المفاهيم الشهيرة عن «الأمّة». ومن هنا يرى أن اتاتورك تبنّى بالوقت نفسه مفهوم «الدولة ــ الأمّة» السائد في أوروبا و«لم يخترع أفكاراً جديدة».

وإذا كان المؤلف يؤكّد بصورة أساسية على تشرّب مصطفى كمال اتاتورك للعديد من المفاهيم والأفكار الغربية منذ سنوات شبابه، فإنه يشرح في أحد فصول الكتاب أنه لم يكن بعيدا عن التأثّر بالفكرة القومية التركية. ذلك خاصّة أفكار ضياء كوك ألب ، الذي اشتهر أنه أبو القومية التركية الذي كان بدوره متأثراً بالفكر الأوروبي الغربي الحديث ــ توفي عام 1924. وكان يطالب بتوحيد جميع الشعوب الناطقة باللغة التركية.

مصطفى كمال أتاتورك من مواليد عام 1881 في «القسم الأوروبي من الإمبراطورية العثمانية» وتوفي عام 1938. ويعرّفه مؤلف الكتاب بالكثير من التوصيفات التي تتكرر في مختلف الفصول بأنه مؤسس تركيا الحديثة العلمانية على رماد الإمبراطورية العثمانية التي استمرّت ستة قرون، مع التأكيد على أن تراث تلك الإمبراطورية العريقة بقي مترسّخاً بقوّة «تحت عباءة الكمالية».

موقف

يبين المؤلف في شأن المحطّات السياسية الأساسية في مسيرة مصطفى كمال، أنه كان أحد أعضاء «جمعية الاتحاد والترقّي» التي تأسست في تسعينيات القرن التاسع عشر والتي ساهمت مع ضباط الجيش في قيام ثورة 1908 . إذ أعادت العمل بدستور 1876 الذي ألغاه السلطان عبد الحميد.ويؤكّد أنه دان بعد نهاية الحرب العالمية الثانية المذابح التي تعرّض لها الأرمن عام 1915.

المؤلف في سطور

سوكور هانيو غلو، مؤرّخ تركي. يعمل أستاذاً في القسم المختص بالشرق الأوسط في جامعة برنستون الأميركية. وكان مديراً للقسم خلال سنوات 2005 ــ 2014. قدّم العديد من الدراسات والمساهمات حول تاريخ تركيا الحديثة. من مؤلفاته: «تحضير ثورة: تركيا الفتاة 1902 ــ 1908» .

نقلا عن البيان الاماراتية

 

 

أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة .. سيرة حياة فكرية
أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة .. سيرة حياة فكرية
أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة .. سيرة حياة فكرية

 

 

Exit mobile version