“أحمد الصاوى” فقد بصره . ابتكر آلة حاسبة ناطقة للمكفوفين

“ابحث عن طريق غير معتاد”.. هو شعار شاب أسوانى يبلغ من العمر 24 عاماً، اتخذ من هذه القاعدة منهجاً له فى الحياة حتى وصل بها إلى تحقيق مزيد من النجاحات والطموحات، والمفاجأة أنه من المكفوفين الذين حرموا نعمة الإبصار فعوضهم الله بنعمة البصيرة.
موقع “اليوم السابع” يسرد قصة الشاب الأسوانى الكفيف أحمد على فهمى الصاوى، والتى تعتبر قصة نجاح فى ابتكار آلة حاسبة للمكفوفين والتدريب على برامج الحاسب الآلى سواء البرمجة أو الصيانة وتعلم بعض اللغات الأجنبية الإنجليزية والفرنسية، وممارسة هوايته فى السباحة وركوب الدراجات.

أحمد الصاوى كما يلقب بين أصدقائه، ولد فى عام 1994 بمدينة أسوان، أصيب منذ ولادته بمياه زرقاء على العين أفقدته نعمة الإبصار، ولكنه استطاع بمجهود من أسرته المكونة من والده ووالدته وأخواته أن يجعلوا منه إنساناً متمرداً على ظروف الحياة القاسية هادفاً إلى النجاح والتميز.

وتفوق أحمد الصاوى دراسياً، وكان يحقق المركز الأول دائماً فحصده على نطاق محافظة أسوان بالصف السادس الابتدائى وحصد أيضاً السادس على الجمهورية فى نفس السنة الدراسية، وأتم حفظ القرآن الكريم وهو بالصف الثانى الإعدادى، ثم حصل على ترتيب متقدم على مستوى الجمهورية فى مرحلة الثانوية، ثم التحق بجامعة الأزهر وحصل على ليسانس أصول الدين قسم التفسير، ويستكمل حالياً دراسته بمرحلة الدراسات العليا بكلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر بالقاهرة.

وقبل 3 سنوات ابتكر آلة حاسبة ناطقة لخدمة المكفوفين، بعد فترة قضاها من تعلم الحاسب الآلى داخل منزله، وبالمكافحة والمصابرة حاول تعلم المزيد من مهارات الكمبيوتر، وحصل على دورات تدريبية فى ICDL وIC3 والخاصة بمجال الحاسب الآلى ومهاراته ودورات برمجه أخرى بمحافظة سوهاج ثم بدأ التفكير فى ابتكار آلة حاسبة للمكفوفين.

ولم تتوقف حياة أحمد، عند هذه المرحلة لكنه انضم إلى مركز تكنولوجيا المعلومات التابع للقوات المسلحة، لتدريب المكفوفين، وكان مدرباً متميزاً ومبدع فى شرحه، وسافر لعدد من المحافظات منها الدقهلية وقنا لتعليم مهارات الحاسب الآلى، ونظراً لتميزه فى هذا المجال التحق مبكراً بالعمل بإحدى الشركات الخاصة بمستحضرات التجميل للعمل بقسم التسويق الإلكترونى، وبعد مرور عام على عمله تولى تدريب الكوادر الجديدة وبرمجة الحاسب الآلى فى الشركة بفروعها بالقاهرة والإسكندرية وأسيوط.

وحول حياته الشخصية، فالشاب الأسوانى الكفيف بعد التحاقه بالعمل يسافر بمفرده فى القطار ويقوم بمرافقته لمحطة السكة الحديد أحد أفراد اسرته، ولكنه يسافر منفرداً ويجيد استخدام GPS لمعرفة المسافة والوقت المتبقى على رحلته، وفى القاهرة يستقل سيارات التاكسى التابعة لـ”أوبر وكريم” للانتقال إلى المكان الذى يرغب فى الوصول إليه.

وحصل على دورات لتعلم اللغة الانجليزية والفرنسية أيضاً، ويعيش “الصاوى” غير مقيد بالإعاقة نظراً لما كان يغرسه أهله فيه منذ الصغر من عدم الانسياق للنمط التقليدى للحياة، وعدم الاستسلام للإعاقة البصرية وأن يعيش الواقع ويبذل فيه مجهوداً كبيراً للخروج عن المألوف وتحقيق التميز.

ويمارس الصاوى هواية ركوب الدراجات، ويرافقه أحد الأصدقاء المبصرين والذى يرشده على الطريق أمام منزله، وفى إحدى المرات أخطأ المبصر فى إرشاده الطريق حتى اصطدم بزجاج أحد المحال التجارية، إلا أن هذه الحادثة لم تؤثر عليه، وبجانب ركوب الدراجات يجيد أحمد السباحة ويتميز بمهارات “الأكروبات” بجانب هوايات لعب الدمينو وغير ذلك.

ويحاول الصاوى العمل فى مجال صيانة الكمبيوتر، وفى بادئ الأمر سعى لتثبيت مروحة هواء على لوحة تشغيل جهاز الكمبيوتر ولكن لم يثبتها بالشكل الصحيح فتعرضت للتلف، ولكنه حالياً أصبح ماهراً بصيانة أجهزة الكمبيوتر ويقوم بفك القطع فيه وتركيبها مرة أخرى، بالإضافة إلى مهارات صيانة “هارد وير” و”سوفت وير” والتى أصبح متمكن فيها جيداً.

Exit mobile version