أفق جديدة للذكاء الاصطناعي في لعبة الملاكمة!

الملاكمة .. أبرز الرياضات القتالية 

الملاكمة هي واحدة من أبرز الرياضات القتالية في العالم. وهي تحظى بمتابعة كبيرة في كافة البلدان، ومؤخراً، تم إقامة حدث ملاكمة مميز جمع بين أولكسندر أوسيك وتايسون فيوري في موسم الرياض بالمملكة. 

ودوماً تنجح الملاكمة في إثارة اهتمام المتابعين حول العالم ليس في التنافسية الرياضية الظاهرة فحسب، بل أيضاً في قرارات الحكام التي قد تثير الكثير من الجدل. 

فالملاكمة – مثلها مثل الرياضات الأخرى – تحقق القدر الأكبر من الأرباح من الدعايا والرهانات التي يجريها محبو الرهان عبر مواقع الرهانات الرياضية مثل موقع وان اكس بت

وإذا لم تنتهي المباراة بالضربة القاضية، فعادة ما يتم حسم نتيجة المباراة بقرار الحكام. حيث يشارك بشكل اعتيادي 3 حكام في احتساب النقاط طيلة جولات المباراة، ويعلنون النتيجة النهائية في ختامها في حال عدم نهايتها بالضربة القاضية كما أشرنا. 

وعليه، فقد تعالت الأصوات مؤخراً بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي في هذه الرياضة لضمان الوصول لنتائج وقرارات أفضل فيما يخص المباريات. 

ويقول المؤيدون أن الذكاء الاصطناعي بالفعل تم الاستعانة به في رياضات أخرى مثل كرة القدم، أو حتى لعبة الكركيت في تقنيات متنوعة. 

على الجانب الآخر، يقول المعترضون بأن التداخل في هذه الرياضات أسهل نسبياً، حيث أن إعادة اللقطات بتقنية الفيديو واستخدام الذكاء الاصطناعي لتقديم تحليل أفضل قد يكون أمراً مقبولاً. 

إلا أن إيقاف مباريات الملاكمة بشكل متتالي قد يكون أمراً غير عملي وغير مقبول من قِبل محبي اللعبة، نظراً لأن هذا قد يثير جلبة أكثر مما يساهم في حل المشكلات. 

فبالنظر إلى الاستخدامات الحالية لتقنية الذكاء الاصطناعي في كرة القدم، نرى أن فوائدها تتجاوز أضرارها، حيث تتدخل التقنية في اللحظات الهامة لتحديد احتساب هدف من عدمه. 

أما في الملاكمة، فإيقاف المباراة بعد لكمة قد تؤدي لإسقاط مباشر، أو حتى لكمة قد تتيح للحكم إنهاء المباراة إنهاءاً تقنياً يبدو أمر غير عملي، ويسلب أفضلية اللاعب المهاجم. 

المشكلات التي قد تواجه حكام الملاكمة 

السؤال الهام الآن، ما هي الصعوبات الحقيقية التي يواجهها حكام لعبة الملاكمة؟ القواعد على ما يبدو بسيطة وسهلة. الاحتكام للإنهاء الفني للمباريات يخضع لعوامل تبدو واضحة مثل الهجوم القوي، والدفاع، واللكمات النظيفة المباشرة. 

تبدو العناصر الثلاثة واضحة كما أشرنا، ومع ذلك، فعلى الجانب العملي قد يكون تقدير مثل هذه العوامل وقوة تأثيرها أمر يشوبه الكثير من الشك. 

وهذه الصعوبات هي الباقية إذا افترضنا  جدلاً قدرتنا على تجنيب إشكاليات أحكام العنصر البشري والتي قد تخضع لتحيزات ، أو قرارات غير دقيقة بسبب رؤية قد لا تكون واضحة في بعض الأحيان. 

أبرز الأمثلة التي أثارت جلبة مؤخراً بشأن قرارات التحكيم في لعبة الملاكمة كانت أولمبياد 2012، الذي شهد عدداً من القرارات التي اعتبرها محبو اللعبة غير منطقية نسبياً. 

بالإضافة للنزال الأخير الذي جمع بين ألكسندر أوسيك ودانيال دوبويس، والذي ألغى فيه الحكم احتساب لكمة مهمة بدعوى أنها تحت المنطقة المسموح بها، في حين رأي البعض أن هذا القرار كان خاطئاً. 

ولكن كيف يمكن إحلال الذكاء الاصطناعي محل الحكام البشر؟ يقول المتفائلون بأن استخدام الذكاء الاصطناعي سيكون معيناً للحكم البشري، وليس بديلاً عنه. 

فمثلاً، إيقاف مباريات الملاكمة خارج حدود الجولات يبدو أمراً غير منطقي؛ أضف إلى ذلك أن حتى استخدام تقنية مثل VAR ولو بين الجولات قد يؤخر بدايتها وهذا أمر غير مقبول كذلك. 

فكيف إذن يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي في تحسين قرارات حكام رياضة الملاكمة، أو حتى منحهم الفرصة لاتخاذ قرارات أفضل؟ 

حلول الذكاء الاصطناعي في الملاكمة 

يقترح المؤيدون لاستخدام الذكاء الاصطناعي في التحكيم في مباريات الملاكمة أن يتم استخدام عدة تقنيات مستخدمة في رياضات أخرى لمساعدة الحكام. 

فمثلاً، استخدام المستشعرات أو أجهزة حساسية محددة قد تساعد الحكام في تحديد قوة الضربة الموجهة، وإذا ما كانت ضربة مباشرة أم لا وفقاً لتحديد وضعية جسد الملاكم. 

أما فيما يخص القرارات الهامة، يمكن أن يستخدم الذكاء الاصطناعي في تحليل اللقطة مع عرض بيانات سريعة تساعد الحكام في تحديد القرار. 

وإحدى أبرز عناصر تميز الذكاء الاصطناعي هو قدرته على الاحتفاظ بمجموعة كبيرة من البيانات التاريخية وتحليلها، وهذا أمر قد يساعده في تحليل وفهم نتيجة المباراة الحالية. 

نتحدث عن برنامج ذكاء اصطناعي كحكم رابع يرجّع فوز أحد اللاعبين وفقاً للمباراة المباشرة التي يجري لها برنامج الذكاء الاصطناعي تحليلاً مباشراً، ثم يقارنها بمباريات أخرى تاريخياً في قاعدة بياناته. 

وبالطبع سوف تستخدم كافة البيانات التي يجمعها الذكاء الاصطناعي من كل مباراة جديدة في تغذية قاعدة بياناته الرئيسية مما يعد بمستوى أفضل مستقبلاً. 

في الختام، تُعد الملاكمة واحدة من أكثر الرياضات التي لم تشهد تطوراً كبيراً بداعي احتفاظها بتقاليدها وتاريخها الطويل الذي مر به عظماء كُثر مثل محمد علي كلاي ومايكل تايسون وغيرهم. 

إلا أنه في ظل وجود عدد كبير جداً من الاستثمارات التي تضخ في هذه اللعبة، فمن المتوقع أن يطالب مشجعو اللعبة بمزيد من الإجراءات لضمان حيادية ونزاهة القرارات التحكيمية. 

اليوم أصبح الذكاء الاصطناعي واقعاً يجب التعامل معه، وبالفعل بدأ في الانتشار في كافة المجالات وتقديم نتائج واعدة على الرغم من التخوفات المرتبطة بمستقبله وتفوقه على البشر. 

وعليه، فلا مناص للرياضات أن تستعين هي الأخرى بخدمات الذكاء الاصطناعي من أجل تقديم قرارات أفضل وأكثر عدلاً لمحبيها ومشجعيها. 

 

Exit mobile version