أليس جاي.. أول سيدة في العالم تمتهن الإخراج

تعتبر أليس إيدا أنطوانيت جاي بلاشيه (1 يوليو 1873 – 24 مارس 1968)، أول سيدة تقف خلف الكاميرا للإخراج بل كانت أول امرأة أخرجت فيلمًا روائيا.

بدايات أليس جاي

توفي والد أليس في 5 يناير 1891. بعد وفاته، حصلت والدتها على وظيفة في إحدى الشركات لكنها لم تستطع الحفاظ عليها، وبدأت في البحث عن أخرى، وفي ذلك الوقت تدربت أليس جاي ككاتبة اختزال، وكان مجالا جديد في ذلك الوقت، حتى تتمكن من إعالة نفسها ووالدتها.

وفي عام 1894، عُينت أليس جاي كسكرتيرة لشركة تصنيع الكاميرات ومعدات التصوير الفوتوغرافي المملوكة لفيليكس ماكس ريتشارد. والتي تغيرت ملكيتها فيما بعد عام 1895 بسبب قرار محكمة ضد ريتشارد، الذي باع الشركة لأربعة رجال هم: جوستاف إيفل، وجوزيف فالوت، وألفريد بيسنييه، وليون جاومون، الذي سميت الشركة باسمه. ومن بعدها أصبحت الشركة ذات قوة كبيرة في صناعة الصور المتحركة الوليدة في فرنسا.

واصلت أليس جاي العمل في الشركة وتعلمت فيها الكثير عن ذلك المجال الجديد إلى أن صارت رائدة في صناعة الأفلام، واستمرت فيها لمدة امتدت لأكثر من 25 عامًا شاركت خلالها في إخراج أكثر من 700 فيلم بخلاف الإشراف والإنتاج والكتابة.

أليس جاي ونقطة الانطلاق

على الرغم من أن بداية مهام عملها كانت كسكرتيرة لجاومون، فإنها امتسبت معرفة كبيرة بالصناعة وصارت على علاقة جيدة بعدد كبير من العملاء، وفهمت استراتيجيات التسويق ذات الصلة، ومخزون الشركة من الكاميرات. كما التقت بعدد من مهندسي السينما الرواد مثل جورج ديمينو وأوجست ولويس لوميير.

وقد حضر كل من أليس جاي وجاومون العرض الأول للأخوين لوميير في 22 مارس 1895، والذي تألف من مشهد بسيط لعمال يغادرون مصنع لوميير في ليون. وقتها شعرت أليس بالملل من فكرة استخدام الفيلم الذي تم التقاطه فقط للأغراض العلمية أو الترويجية لبيع الكاميرات في شكل “أفلام توضيحية”، وكانت واثقة من قدرتها على دمج عناصر رواية القصص الخيالية في الفيلم. فطلبت من جاومون الإذن لصنع فيلمها الخاص، وقد وافق على ذلك.

من هنا كانت نقطة الانطلاق. ومن عام 1896 إلى عام 1906، أصبحت أليس جاي رئيسة الإنتاج في شركة جاومون، وتعتبر عمومًا أول صانع أفلام يطور بشكل منهجي صناعة الأفلام الروائية. وربما كانت السيدة الوحيدة التي تعمل في مجال السينما طوال هذه الفترة.

في ذلك الوقت كانت أفلام جاي تشترك في العديد من الخصائص والموضوعات مع منافسيها المعاصرين، مثل الأخوان لوميير وميليز، واستكشفت أفلام الرقص والسفر، وغالبًا ما كانت تجمع بين الاثنين، في أفلام مثل مثل Le Boléro وTango.

ولكن في عام 1906 صنعت الشركة فيلم The Life of Christ، من إخراج أليس جاي، وهو إنتاج بميزانية كبيرة في ذلك الوقت، بل كان أكبر إنتاج في جاومون. في عصر السينما الصوتية.

بالإضافة إلى ذلك، كانت جاي من الرواد في استخدام التسجيلات الصوتية جنبًا إلى جنب مع الصور المعروضة على الشاشة، كما كانت رائدة في استخدام وتطبيق بعض المؤثرات الخاصة الأولى.

أليس جاي.. أول سيدة تمتهن الإخراج في العالم
أليس جاي.. أول سيدة تمتهن الإخراج في العالم

رحلة جديدة لـ أليس جاي

وفي عام 1907 ، تزوجت أليس جاي من هربرت بلاشيه، الذي سرعان ما تم تعيينه مدير الإنتاج جاومون في الولايات المتحدة. ومن بعدها انفضل الزوجان عن جاومون لينشئا في عام 1910 شركة سولاكس بالشراكة مع جورج ماجي، وكان صاحب أكبر استوديو قبل عالم هوليوود في أمريكا.

مع مرافق الإنتاج لشركتهم الجديدة في نيويورك، عمل زوجها كمدير إنتاج ومصور سينمائي. وعملت أليس جاي بلاشيه مخرجة فنية، وأخرجت العديد من إنتاجات الشركة. وفي غضون عامين، حققت الشركة نجاحًا كبيرًا لدرجة أنها استثمرت أكثر من 100 ألف دولار في مرافق إنتاج جديدة ومتقدمة تقنيًا في فورت لي، نيو جيرسي، التي كانت مقرا للعديد من استوديوهات الأفلام المبكرة في بداية القرن العشرين، ما جعل أليس تعد أول امرأة تمتلك استوديو أو شركة إنتاج خاصة في تاريخ السينما.

أليس جاي.. أول سيدة تمتهن الإخراج في العالم

وفي عام 1913 ، أخرجت أليس بلاشيه فيلم The Thief، وهو أول نص تم بيعه بواسطة مؤلف فيلم Wonder Woman المستقبلي ويليام مولتون مارستون.

أليس جاي والانفصال عن الزوج

انفصلت بعدها أليس جاي عن زوجها بعد عدة سنوات، ومع تغير الظروف وبالتزامن مع ازدهار هوليوود، انتهت أيضًا شراكتهما السينمائية، فأخرجت أليس جاي فيلمها الأخير عام 1919.

وفي عام 1921، اضطرت إلى بيع استوديو أفلامها وممتلكات أخرى في حالة إفلاس بالمزاد. وانفصل أليس وهربرت رسميًا في عام 1922. وعادت إلى فرنسا في عام 1922، لتنتهي المسيرة الفنية لسيدة تعد واحدة من رائدات هذه الصناعة.

المصادر: 1 – 2

Exit mobile version