الملياردير الأزهري الذي يتربع على عرش أغنى أغنياء نيجيريا

ينتمي رجل الاعمال النيجيري, “أليكو دانجوتي Aliko Dangote“، لعائلة مسلمة مرموقة، لا يمكن وصفها الا بميسورة الحال. ولد عام 1957, وحظى بتربية جيدة، وفرصة ممتازة لطفل ينتمي الى أسرة متعلمة ميسورة الحال تتمرس التجارة في نيجيريا. ولكن ربما لم تكن تتصور هذه الأسرة أن طفلهم هذا سيكون هو أغنى رجل في القارة السمراء على الإطلاق.

كان يعمل جده الأكبر فى مجال التجارة, كان تاجراً معروفاً في غرب أفريقيا بالكامل وليس نيجيريا فحسب، بينما والده كان يعمل سياسياً في نطاق العاصمة لاجوس. لكن أليكو يعترف أنه تأثر بجدّه أكثر من أي شخص آخر.

منذ نعمة أظفاره، وكونه ينتمي لأسرة تمارس التجارة، أبدى أليكو ولعاً بالتجارة. ففي المرحلة الإبتدائية، تعود أن يذهب لشراء صناديق الحلوى من أحد تجار الجملة، ثم يبيعها بشكل فردي لزملاء مدرسته، وللمارة، محققاً هامشاً جيداً من الربح. وعندما انتهى أليكو من دراسته الثانوية في نيجيريا، قرر والده أن يستكمل دراسته بالأزهر الشريف في مصر، وتحديداً في تخصص إدارة الأعمال.

كان الهدف من ذلك، هو أن يستمر أليكو في دراسة التجارة وإدارة الأعمال، وهو التخصص الذي يحبه، والتخصص الذي تمارسه أسرته، ولكن بطريقة أكاديمية علمية. وفي نفس الوقت، يدرس في جامعة الأزهر أصول الدين الإسلامي وقواعده في اعرق جامعة دينية في أفريقيا والعالم.

تخرج أليكو من الجامعة عام 1977م, وهو في عمر الواحدة والعشرين، وعاد الى بلاده، مُسلحاً بالمعرفة الأكاديمية والدينية، وليبدأ الخطوة الأولى في حياته.

بمجرد عودته إلى نيجيريا، لم يبدأ أليكو رحلته في البحث عن وظيفة، بل بدأ رحلته بالبحث عن تمويل لبدء مشروعه. حيث كانت تجارته التي مارسها في صغره وهي بيع الحلوى والأغذية، مسيطرة على عقله.

بدأ البحث في عائلته الميسورة عن ممول، حتى استطاع أن يقترض مبلغاً ماليا من سانوسي عبد القادر (الذي ذكره أليكو دانجوت كثيراً بالخير) والذي وافق أن يمنحه 500 ألف نيرة نيجيرية ليبدأ تجارته.

وقد كان، بدأ أليكو شركته الصغيرة في نهاية السبعينيات، وهو مازال في مطلع العشرينيات من عمره. كانت هذه الشركة تتخصص في مجال توريد الأغذية والحلوى.

“مجموعة دانجوتي”

وبعد عشر سنوات فقط من إطلاق شركته الصغيرة، كانت قد تحولت إلى “مجموعة دانجوتي” التي تشمل عدداً من الشركات متعددة المجالات، ليس فقط الاغذية والحلوى، بل توسعت لتشمل السكريات والدقيق، بل وافتتح شركة متخصصة في صناعة الأسمت.

التوسع التجاري

بعد النمو الكبير الذي حققته مجموعة دانجوتي في الثمانينيات، استمرت المجموعة في توسعها التجاري لتشمل مجالات أخرى. كل مجال جديد تدخله المجموعة، توظف له مجموعة من أمهر الموظفين، وتخصص له شركة ومصنع.

بدأت الشركة تدخل في أسواق جديد، مثل اسواق القطن والكاكاو، وتهيمن عليها بشكل كامل في نيجيريا ثم غرب افريقيا. ثم هيمنت على صناعة وتجارة السكر في البلاد، وأيضاً المشروبات الغازية والألبان.

لم يكتفِ دانجوت بالصناعات الغذائية فقط، حيث دخل مجال العقارات، وبدأت الشركة في ضخ استثمارات ضخمة في مجالات العقارات، ثم النقل، والتوسع أيضا الى الخدمات البنكية.

مع نهاية تسعينيات القرن الماضي، أخذت مجموعة دانجوتي في التوسع لتشمل قطاعات الاتصالات والبناء، وبدأ في تدشين صناعات الكابلات البصرية وأصبح المزود الأول لها في نيجيريا. وتعتبر شركته “دانجوتي للأسمنت” المنتج الأول للأسمنت في أفريقيا بالكامل، وتملك فروعاً ومشروعات في 10 دول أفريقية.

قطاع النفط

ودخل مجال النفط فساهم في بناء أكبر مصفاة نفط في أفريقيا. كما ساهم في بناء مصانع تكرير نفطي لتزويد البلاد بكافة المنتجات الكيميائية الناتجة عن تكرير النفط، واعتبر من أهم الانجازات الوطنية في نيجيريا.

وصلت ثروة أليكو الذي يبلغ من العمر الآن 65 عاماً، ولديه أربعة أولاد، وصلت إلى أقصى مداها في العام 2013 – 2014 حيث وصلت الى 25 مليار دولار، ليصبح أغنى ملياردير في أفريقيا. في السنوات اللاحقة، ظل مستوى ثروة دانجوتي بمتوسط ال20ـ مليار دولار، ثم بدأت في الهبوط لتصل الى أقل قيمة لها وهي 9 مليارات دولار في عام 2020، عام جائحة كوفيد، والذي كان العام الذي تأثرت فيه العديد من القطاعات التجارية حول العالم.

في العام الحالي، عادت ثروة أليكو دانجوتي للإرتفاع مرة أخرى الى متوسط 18 – 20 مليار دولار في العام 2022، ليستمر في رأس قائمة أغنى أغنياء أفريقيا، على مسافة كبيرة من المصري ناصيف ساويرس الذي يعتبر ثاني أغنى شخص في القارة حاليا بثروة تقدر بحوالي 8 مليارات دولار.

Exit mobile version