في خطوة قد تكون البداية على طريق وقف نزيف الأرواح جراء حوادث السيارات، تمكن شاب ليبي من اختراع هيكل سيارة قادر على امتصاص صدمات الحوادث، في أول ابتكار من نوعه على المستوى العالمي.
هذا الاختراع الذي شرع المهندس محمد خليل الفيتوري في تطوير فكرته منذ عام 2001 بمجهود شخصي ودعم من عدة هيئات ليبية، فاز بالميدالية الفضية في معرض جنيف الدولي للاختراعات بسويسرا مطلع إبريل الجاري.
ويهدف الاختراع -الذي خاض به الفيتوري المنافسة مع 700 مخترع من أكثر من 45 دولة شاركوا بالمعرض- إلى التقليل من حجم الخسائر في الأرواح الناتجة عن حوادث الطرق جراء السرعة المفرطة.
وبالفعل حقق الاختراع نسبة نجاح تقدر بحوالي 90% في المجال النظري، ونسبة 85% في التجريبي.
أما عن تصميم الاختراع فيتكون من ثلاثة أجزاء، الأمامي منها يحتوي على المحرك، بينما يتشكل الأوسط من مقر الركاب، وفي الجزء الخلفي توجد باقي مكونات السيارة مثل خزان الوقود.
وبحسب الفيتوري فإن هذا النموذج لهيكل السيارة قادر على تجنب الصدمات عبر تشغيل آلية تسمح لقسم الركاب بالانزلاق بعيدا عن قسم المحرك مما يؤدي إلى الحد من الأضرار المادية والبشرية عند وقوع الحوادث.
ويوضح أن “هذا النظام يسمح عندما تفوق قوة الصدمة 100 طن كيلو نيوتن بانزلاق قسم الركاب فوق قسم المحرك مما يؤدي إلى امتصاص الصدمة ويتيح إمكانية عودة السيارة إلى وضعها الطبيعي فيما بعد تفاديا للخسائر المادية أو في الأرواح”.
ويؤكد الفيتوري لهيئة الإذاعة السويسرية أن أغلب المشاكل في الحوادث ناتجة عن قوة الصدمة، وبامتصاصها نتفادى الخسائر على كافة الجوانب.
الصدمات الجانبية
وبهذا التصميم يتمكن هذا الهيكل الجديد من تفادي الخسائر جراء الصدمات الأمامية، بينما لم يتوصل الاختراع إلى تفادي الخسائر جراء الصدمات الجانبية في السيارة.
وعن مشواره مع هذا الاختراع، فيروي الفيتوري أنه بدأ منذ نحو سبع سنوات، وجاء نتيجة دراسته في قسم الهندسة الميكانيكية بجامعة قاريونس بمدينة بنغازي الليبية.
وتخصص حينها في مختلف تطبيقات معادلات الاتزان ونظرية الحركة، ووضع التصميم المبدئي إلى جانب تحليل القوة الناتجة عن الصدمة والقوة التصميمية للهيكل إلى الانتهاء من التصميمات المبدئية.
وفي إطار تطوير الفكرة لواقع ملموس درس الفيتوري أيضا نتائج تقسيم السيارة مثل عمود الحركة بين المحرك والإطارات الخلفية إلى جانب دراسة اتزان السيارة.
ولا يعد هذا هو الاختراع الوحيد للمهندس محمد خليل فله تسع اختراعات أخرى مسجلة من قبل في ليبيا، من ضمنها جهاز رؤية للمكفوفين يستعمل خلايا حسية كهروميكانيكية قال “إنه قد يُشارك بها في دورة السنة المقبلة في جنيف”.