علاج اعتلال الكلى السكري : يُعد اعتلال الكلية السكري أحد الأمراض الأكثر شيوعًا المُسببة لفشل الكُلى، ويحدث ذلك المرض بسبب مضاعفات مرض السكري من النوع الأول والثاني.
ويؤثر هذا المرض على قدرات الكلى الوظيفية؛ إذ يُقلل من قدرتها على إزالة اليوريا من الدماء، ويؤدي في المراحل المتأخرة إلى فشل كامل في أنظمة الترشيح الدقيقة للكليتين، وهو أمر يُقلل من جودة الحياة؛ إذ تقتصر الخيارات في تلك المرحلة على الغسيل الكلوي أو إجراء جراحة زراعة الكلى.
ولا يوجد علاج لمرض اعتلال الكلية السكري أو لتصلُّب الكبيبات المُصاحب للمرض، إلا أن هناك وسائل تُقلل من تفاقم المرض وتؤخر الإصابة بالفشل الكلوي، من بينها الانتظام في تناول عقاقير السكري، وتناوُل مُخفضات ضغط الدم المرتفع، والحفاظ على نمط غذائي صحي، ومنع التدخين.
توصل فريق من الباحثين الصينيين مؤخرًا إلى طريقة جديدة يُمكن استخدامها في علاج مرض اعتلال الكلية السُكري؛ إذ كشفت الدراسة التي نشرتها دورية “ساينس ترانسليشنال ميديسن” أن استهداف بروتين YY1 بجزيء يُسمى الـ”أيودسمين” eudesmin يُمكن أن يُقلل من تلف الكلى المصاحب للمرض في نماذج الفئران.
وتشير النتائج التي توصل إليها الباحثون إلى أن بروتين YY1 يُسهم بشكل سلبي في تفاقم الأعراض المرضية لاعتلال الكلية السكري؛ إذ يُعزز من إفراز أحد عوامل النمو المُسمى TGFβ1، الذي يُسبب بدوره التهاب كبيبات الكلى، وهي جسيمات صغيرة في الكلى تعمل كمرشحات للنفايات، وتخرجها من مجرى الدم إلى البول.
حين تحدث الالتهابات، تحاول الكلية الدفاع عن نفسها، ويعطي البروتين YY1 إشارة كيميائية لعوامل النمو TGFβ1 لكي تُفرز بكثافة في الكلية، حسبما يقول أستاذ الغدد الصماء والأيض بمعهد شانجهاي للسكري، “جونلي ليو”، المؤلف الرئيسي لتلك الدراسة.
ويشير “ليو” في تصريحات لموقع “للعلم” إلى أن تلك الآلية الدفاعية تُسبب في النهاية تصلُّب الكبيبات، وهي المرحلة التي تسبق تليُّف الكلى مباشرة.
في تلك الدراسة، التي استمرت 7 سنوات كاملة، فحص الباحثون عينات الكلى لمرضى يُعانون مرض السكري من النوع الأول والثاني، وهم مصابون أيضًا باعتلال الكلية السكري، في مراحل متعددة. كما فحصوا مجموعةً من فئران التجارب تُعاني الأمراض نفسها.
ووجد الباحثون أن إفراز أحد عوامل النمو المُسمى TGFβ1 يُساعد على تطور اعتلال الكلية السكري. وبعد أن تم تحديد ذلك العامل، قام الباحثون بتجربة مجموعة من الإستراتيجيات المختلفة؛ لتحديد مُقاربة علاجية تُسهم في وقف إفراز ذلك العامل دون التأثير على وظائف الكلية.
وبعد تجارب عدة، وصل عددها إلى 23 تجربة، على حد قول “ليو”، توصل الباحثون إلى وجود جزيء الـ”أيودسمين”، وهو جزيء صغير يُمكن أن يتفاعل مع البروتين المعزز لإفراز عامل النمو، وإيقافه عن العمل، وهو الأمر الذي ينجم عنه تثبيط عامل النمو المُسبب لتصلب الكبيبات، وبالتالي إبطاء تطور المرض المؤدي إلى فشل الكلى المزمن.
وصل عدد المُصابين بمرض السكري إلى نحو 422 مليون شخص عام 2014، ويقول “ليو” إن 40% من المرضى مُعرضون للإصابة بذلك المرض، مشيرًا إلى أن اكتشاف عامل النمو، والطريقة التي يُمكن استخدامها لكبحه قد يُساعد في تطوير عقاقير فعالة، تُسهم في الحد من آلام ملايين المرضى حول العالم.