البروفيسور حامد البارقي.. طبيب ومخترع ومرجع طبي مشهور

يعد البروفيسور السعودي حامد حسن على البارقي, -وهو واحد من أهم الرواد العرب في مجال جراحة الفم والفكين، بل في العالم كله-, حالة استثنائية, فقبل أن يصل إلى ما وصله إليه الآن من مكانة دولية فى مجال جراحة الفم والفكين, امتهن بيع التمر والملح ورعاية الأغنام. فقد ولد البروفيسور السعودي “البارقي” يتيمًا حيث توفي والده في طفولته، ثم انتقل إلى كنف عمه ليرعاه هو وأخوته حتى أتم المرحلة الإعدادية، ثم شعر بضرورة أن يبحث عن عمل ليرعى إخوته، ولكنه لم ينتظر الوظيفة التي وعدها عمه بل انخرط منذ صباه في العمل فتنقل بين المهن ولأعمال المختلفة, فباع التمر أحيانًا وباع الملح ثم اشتعل برعي الغنم. وظل هكذا حتى أخبره عمه بأنه يعرف شخصية مسؤولة في منطقه تبوك الشمالية ستساعده في الحصول على وظيفة أفضل هناك، فحزم البارقي حقائبه متوجها إلى منطقه تبوك، وهو لا يحمل في جيبه سوى 50 ريالا تؤمن طريقه. استطاع عمه أن يجد له مكانًا في عمل كجندي أول في اللواء المظلي بمساعدة مسئول هناك، وبالفعل سافر البروفيسور إلى مدينة تبوك سريعًا، وهذه هي نقطة التحول في حياته، فظل ينظر إلى الضباط الموجودين في اللواء ويفكر في أن يصبح يومًا مثلهم فيصبح رجلًا ذا مكانة مميزة، وعندما علم أن هذه المكانة العليا للحصول عليها لابد لها من عمل وجهد مستمر ودراسة قرر بإصراره على التفوق إكمال دراسة المرحلة الثانوية.

 

وقد كان, فعندما أكمل دراسته كان من أهم الطلبة المتفوقين وتحصل على الامتياز، وكان الجيش حينئذ بحاجة إلى مجموعة من الممرضين وكان هو أحد المنتدبين وحصل على شهادة في التمريض ولكن بتفوق ملحوظ عن باقي أقرانه حيث نال المركز الأول فتم نقله إلى مستشفى الرياض، فبدأ بها طريقه ممارسًا لمهنة التمريض ولكنه أصبح أفضل الممرضين بالمستشفى، ولكن حلمه القديم ظل يراوده فكان دائمًا يحلم بأنه أحد الضباط في الجيش.

كان البارقي ذا عزيمة واضحة وصبر وتحمل في سبيل الوصول لأهدافه، فانتهز فرصة الإعلان عن دورة ترشيح لضباط ونظرًا لتفوقه قامت إدارته بترشيحه، وبالفعل تخرج وأصبح ضابطًا متفوقًا.

الدراسة فى امريكا

نظرًا لتفوقه الشديد في عمله قررت إدارة المستشفى منحه رحلة علمية للدراسة خارج المملكة، وبالفعل تم ابتعاثه لدراسة طب وجراحة الأسنان في الولايات المتحدة الأمريكية، واستمر في الدراسة إلى أن حصل على درجة الدكتوراه وتم اعتماده بالبورد الأميركي.

ارتفعت خبرات البارقي في مجال طب الأسنان وتمكن من الحصول على أكثر من 20 شهادة ليصبح أحد أهم السعوديين الدارسين لعلم تجميل الوجه والفكين، وأصبح نائبًا لرئيس جمعية جراحة الوجه والفكين في أميركا، وكان عاشقًا لدوره كطبيب متخصص وعالم بارز نقش اسمه ولمع في مجاله.

بعد نيله درجة الدكتوراه في طب الاسنان العام من الولايات المتحدة الامريكية، ترقي إلى درجة أستاذ استشاري في إعادة إعمار الوجه والفكين في مستشفى توماس جيفرسون بالولايات المتحدة الأمريكية 2003-2004، ثم عُين مسئولًا عن جداول الرسوم الطبية بكلية طب جيفرسون بالولايات المتحدة الامريكية، من مناصبه التي تقلدها في المملكة العربية السعودية أنه عُين استشاريًا لجراحة الوجه والفكين ومديرًا لبرنامج التدريب في مستشفى الملك خالد للحرس الوطني، ثم عُين استشاريًا لجراحة الوجه والفكين في مدينة الملك عبد العزيز الطبية بجدة.

البارقي في سطور:

Exit mobile version