المجلةبنك المعلومات

البناء بالحوائط الحاملة حلا لمشكلة غلاء حديد التسليح

ارتفاع أسعار الحديد كان الدافع نحو البحث عن بديل لحديد التسليح وكان هذا البديل هو العودة الي تصميم المباني والإنشاءات وتنفيذها باستخدام نظام الحوائط الحاملة التي كان معمولا بها حتى الماضي القريب وهي تتناسب مع الأبنية التي لا تتجاوز ارتفاعاتها ستة طوابق‏..‏ الدعوة الي هذا البديل أطلقها المهندس أحمد المغربي وزير الإسكان عندما قال لقد حان الوقت للنظر في بدائل أخري للبناء ومنها الحوائط الحاملة‏.‏

الفكرة الأساسية “البناء بالحوائط  “

تعتمد فكرة هذه الحوائط علي تحميل الأوزان الثابتة والمتحركة للأسقف الي الحائط مباشرة دون الحاجة الي صب أعمدة خرسانية وهذا الحل يتميز بالاستغناء عن كثير من حديد التسليح‏..‏

هذه الفكرة تؤدي إلي تخفيض تكاليف البناء بنسبة لا تقل عن‏20%‏ من تكاليف البناء بالهياكل الخرسانية وانها اثبتت قوة البناء وتحقيق السلامة والسهولة في التنفيذ‏,‏ فضلا عن جدواها الاقتصادية‏,‏ وكثير من دول العالم المتقدمة تستخدمها في بناء المباني السكنية سواء المنخفضة أو المرتفعة‏,‏ وهو المعمول به الآن في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وعديد من الدول العربية‏.‏

كثيرا من دول العالم مثل أوروبا وأمريكا تستخدم الحوائط الحاملة في البناء‏,‏ وهو أسلوب له كود مباني وتصميمات خاصة يضعها المهندس الإنشائي المختص‏,‏ وهو مباشر التصميم دون أي تخوف‏,‏ أو استشعار مخاطر يتعرض في قوتها ومتانتها‏,‏ وفي هذه الطريقة من البناء لا يتم إنشاء أعمدة خرسانية بل يتم نقل الأحمال من الأسقف الي الحوائط‏,‏ ويتم تحديد سمك كل حائط حسب ارتفاع المبني وعدد الادوار‏.‏

ولكن الامر يستلزم استخدام طوب معين مصنع خصيصا لهذا الاسلوب من البناء ويتحمل الاحمال والاوزان‏,‏ فالطوب الاحمر لا يصلح لهذا الغرض وهذا يتطلب ضرورة اقامة مصانع للطوب تصلح للبناء بالحوائط الحاملة‏,‏ وتدريب الانشائيين علي كودات التصميم بالحوائط الحامله والتي ستيم بمقتضاها التراجع عن ثقافة الخرسانة المنتشرة في المباني الحالية والتي كانت في مقدمة اسباب تزايد الاقبال الشديد علي الاسمنت والحديد التي ارتفعت أسعارهما بهذه الطريقة الجنونية‏.‏

ففي دول أوروبا مثلا تقوم كثير من المصانع بانتاج طوبة بطريقة جيدة ومنتهية التشطيب بحيث يسهل البناء بها ولا تحتاج الواجهة الخارجية الي التشطيبات بعد انتهاء عملية البناء‏,‏ مما يجعل هذه الواجهة لا تحتاج لطبقة البياض الخارجية وبما يعمل علي التوفير في المواد الخام وبالتالي في التكلفة المادية للمبني‏,‏ كما يمكن التوجه للبناء بالدبش والدقشوم والحجر‏,‏ لكن بعد اختبارها والتأكد من خواصها بعدم نفاذ أو رشح للمياه والرطوبة اليها‏,‏ وتشير الي أن هذه الانواع من البناء توفر الكثير من الطاقة وهو ما يتناسب مع جو بلادنا الحار فهي حوائط سميكه عازلة للحرارة والرطوبة وأيضا قد توفر في سعر تكلفة المبني‏.‏

وبالنسبة لمواجهة الزلازل فمصر مقسمه الي خمس مناطق زلزاليه‏,‏ ولسنا من المناطق ذات الخطورة‏,‏ ولكن لو كانت هناك منطقة زلزالية عالية‏,‏ فإن المهندس الانشائي يعلم جيدا كود الزلازل ويستطيع وضع تصميمه حسب المنطقة‏..‏ وبالنسبة للمساحات الداخلية للمباني المبنيه بالحوائط الحاملة فإنه يمكن وضع التصميمات الداخلية للمباني‏,‏ كما يتراءى للمصمم بحيث تكون الحجرات واسعة ويتم تصميم الفتحات حسب ما يتراءى للمهندس دون قيود‏.‏

ولكن مع مميزات هذا الحل لمواجهة غلاء الحديد يتوجس المحافظون خيفة من البناء بهذا الأسلوب خوفا من مدي قوة المتانة أو سلامة البناء أو مواجهة مثل هذه المباني وقدراتها علي تحمل الزلازل وغيرها‏..‏

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى