التعليم مشروع الأمة.. فثوروه بالإبداع والمبادرة

التعليم مشروع الأمة.. فثوروه بالإبداع والمبادرة

بقلم : مجدي سعيد

ما أجمع الناس شرقا وغربا قديما وحديثا على شيء قدر إجماعهم على محورية التعليم كأحد أهم أدوات التغيير أثرا، ذلك لأنها تعمل على أهم الصناعات ثقلا وخطرا، وهي صناعة “صياغة” عقل ووجدان الإنسان، من أجل ذلك كنت قد نشرت كتابا في يناير عام 2010 بعنوان: التعليم مشروع الأمة ، وتحدثت فيه عبر تجارب وأفكار ماضية ومعاصرة عن التعليم كمشروع للمقاومة: مقاومة الاحتلال، ومقاومة التخلف، ومقاومة الاستبداد، وعن التعليم كمشروع للتنمية والنهضة والاستقلال، وعن التعليم كمشروع لمقاومة الفقر، وعن التعليم كمشروع لعولمة إنسانية جديدة. ومنذ أيام قلائل انتهى عدد من المبادرات الأهلية التي يغلب عليها روح الشباب الدافقة من عقد ما يمكن تسميته بأول منتدى أهلي عن التعليم باسم “كلام في العلام”، لا أدعي علاقة بين ما كتبت منذ أربع سنوات وما كنت أحلم به حين كتبت، وبين النبتة الناشئة للاهتمام الأهلي بالتعليم والمتمثلة في عشرات المبادرات وأولهم المبادرة التي قامت على تنظيم ذلك المنتدى والمسماة “ميدان التعليم”.

“ميدان التعليم” كما تعرف نفسها: هي مبادرة محتضنة من قبل جمعية نهضة المحروسة، تعمل من خلال موقع إلكتروني تم تطويره بواسطة مؤسسة أضف ومبادرة نبتة لربط المنظمات غير الحكومية والمبادرات التي تعمل في مجال التعليم معا، وربطها مع الجمهور أيضا حتى يتمكنوا من تقاسم الموارد، مساعدة بعضهم البعض وتجنب الأنشطة المتداخلة، كما تعمل مبادرة ميدان التعليم من خلال فعاليات متعلقة بالتعليم: كمساحة للجميع للمشاركة والتفكير بصوت عال، تبادل الخبرات حول قضايا التعليم التى تشغلهم، و تحليل المشاكل، ودعوة الخبراء لجعل الناس على علم بالحلول الممكنة التي من شأنها أنتلهم و تحدث تغيير في هذا المجال. اجتماعات شهرية ، عرض الأفلام، النشرات الإخبارية وورش العمل هي أدواتنا لنشر الوعي .مهمة المبادرة الأساسي هي: تحسين التعليم في مصر من خلال إنشاء موقع على شبكة الانترنت به خرائط المنظمات غير الحكومية والمبادرات العاملة في مجال التعليم وخلق مساحة حقيقية للممارسين في مجال التعليم للتعاون وتبادل حلول مبتكرة مختلفة، ورؤيتهم: تمكين وتوحيد المجتمع المدني العامل في مجال التعليم في مصر من خلال توفير مساحة لمناقشة المشاكل، ودعم الحلول المبتكرة وتعزيز الحلول العملية.

التعليم
التعليم

 في ذلك اليوم الذي تم تنظيمه يوم 13 يونيو 2014 في مباني الجامعة الأمريكية بالتحرير، تحت اسم كلام في العلام والذي استهدف توفير مساحة مفتوحة تجمع كل مهتم أو عامل فى التعليم لمناقشة مشاكل التعليم والتعرف على الافكار والمشاريع التي تقدم حلولا مبتكرة ومناقشتها، وقد شارك في تنظيم اليوم  إلى جانب مبادرة ميدان التعليم، كل من: أكاديمية التحرير، مؤسسة تروس مصر لتنمية العمل الأهلى، ومؤسسة ال100 يوم والقائمين على 24h Education Hackathon ، وشارك بالحضور العديد من المبادرات الأخرى المهتمة بالتعليم وذلك إيمانا من الجميع بأهمية مشاركة الأفكار وطرحها لتحقيق عائد اكبر. وقد كتب “محمد عبد الظاهر” أحد المشاركين في فعاليات اليوم تقريرا ملخصا لما دار في اليوم وانطباعاته حوله جاء فيه: أول وأهم فايدة من اليوم كانت (التعارف – والتشبيك) بين الكيانات والأفراد المشاركة، واللي أعتقد أنه لو الناس اللى تبادلت بيانات الاتصال ببعضها، تواصلت مع بعض فعلا وعملوا حاجات مشتركة، هتكون تحققت أكبر فائدة من اليوم (…) المجال المفتوح: وهو تخصيص 7 أماكن في كل منها (متحدّث) عن مبادرة أو فكرة، وده على التوازي 3 مرات -يعني 21 متحدث خلال التلات فترات- الأمر أشبه بسوق عكاظ للي مش قادر يتخيل  بس بدال إلقاء الشعر كان كلام في العلام، أنا كنت في الفترة التالتة عند المكان رقم 6 متحدثا عن حركة فوتون العلمية بأسيوط ، (..) برغم إني جيت مخصوص من أسيوط -6 ساعات بالقطار- مع صديقي Mohamed Abbas Abdelraheem اللي كان بيمثل صالون آفاق الثقافي بأسيوط .. إلا أننا اتبسطنا واستفدنا، والايفنت فعلا كان يستاهل المشوار، فوجب الشكر لكل المنظمين والمساهمين في نجاح اليوم الجميل ده.. جزاكم الله عنا خيرا.

لا عليك إذا إن أثمرت زرعتك أم لم تثمر “أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون”..علينا فقط الاستمرار في غرس الفسائل، حتى آخر نفس، حتى وإن كان نافخ الصور ينفخ مؤذنا بقيام الساعة..ولا شك أن الاهتمام الأهلي بالتعليم وتطويره يحتاج إلى مزيد من الانتشار الأفقي في ربوع مصر المحروسة، والتعمق الرأسي في إبداع الحلول لمشكلاته المزمنة حتى ننطلق به وبمخرجاته إلى الآفاق العلا.. لكن حسبنا الآن أن هذه المبادرات التي انتشرت في أوساط الشباب بصفة خاصة قد ألقت حجرا في المياه الراكدة وعلينا وعلى كل المعنيين بالتعليم ودوره في مستقبل الوطن إكمال المسيرة، وعلينا أن نسعى كي تتضافر جهودنا وتتكامل عقولنا، وتتعاضد عزائمنا على المضي قدما إلى نهاية الطريق.

التعليم

 

Exit mobile version