كل شيء يمكن تسجيله ورصده مع التطور التكنولوجي الكبير في عالمنا الحاضر ما يجعل حبل الكذب قصيرا جدا.
يرى بعض الخبراء أنّ كذبة أول إبريل المزعومة, يمكن أن تأخذ شكلاً أكثر تعقيداً، عما كانت عليه في السابق، بسبب التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم، والذي يقدم أدوات يمكن استغلالها “لصناعة” كذب أفضل؛ يعتقد آخرون أنّ هذا التقدم التقني سيفسد على الكثيرين “كذبهم” بقية أيام السنة، ويسد شهيتهم عن تلفيق الحكايات المختلقة، وسرد وقائع لم تحدث إلا في عقولهم.
إذ يعتبر هؤلاء الخبراء أنّ كل شيء في العالم أصبح من الممكن تسجيله ورصده، كما أنّ تواصل الأفراد فيما بينهم بات يعتمد بشكل رئيس على النصوص المكتوبة، سواء من خلال الرسائل الإلكترونية أو الرسائل القصيرة عبر المحمول، لتشكل في مجموعها أدوات تفضح كذب المدعيين، وتكشف زيف حكاياتهم المختلقة.
ويحار العديد من المختصين في الأسباب التي تدفع الأشخاص للكذب، وخصوصاً من المشاهير، فلن يستغرق الأمر لكشف زيف ادعاءاتهم سوى وقت قصير، فأحاديثهم يتلقاها السامع في كل مكان، وترصدها الكاميرات وآلات التسجيل، ليدفعوا ضريبة ذلك في وقت لاحق.
وقد تتعدّد النظريات التي تفسِّر سبب لجوء الإنسان للكذب، إلاّ أنه يُعدّ صفة مقيتة نبذتها الشرائع السماوية، وحضت على تركها، كما أنها طريقة سهلة وسريعة لكسب كره الآخرين.
ومن وجهة نظر روبرت فيلدمان، المختص من كلية علم الاجتماع والسلوكيات في جامعة “مساتشوسيتس – أميرست” الأميركية، يعتقد معظم الناس أنه لن يُكشف كذبهم، فعلى الرغم من وجود طرق للتأكد من صحة مزاعمهم، مثل شبكة الانترنت التي تحوي الكثير من المواد المكتوبة والفلمية؛ إلا أنهم يعتقدون أنّ كذبهم سينطلي على الآخرين.
أما ديفيد ليفينجستون- سميث، مؤلف كتاب “لماذا نكذب: الجذور التطورية للخداع واللاوعي”؛ فيرى أنه وبالرغم من أنّ التطور التكنولوجي ساهم في جعل مسألة التأكد من الحقائق أمراً أكثر سهولة من السابق؛ إلا أن ذلك لم يثن الكثيرين عن الكذب.
وهو يرى أنّ الفرد قد يلجأ للكذب على نفسه أولاً، ليصبح تأثير كذبه أكثر فاعلية على الآخرين.
وبحسب ليفينجستون – سميث؛ فإنّ التكنولوجيا لم تقلل من احتمالية أن يقع الفرد منا ضحية لحيل الآخرين، أو أن تنطلي عليه أكاذيبهم، كما هو الحال منذ الأزل.