النرجيلة (الشيشة)، إبريق الماء، قنديل الكاز، فنجان القهوة، وغيرها من الأدوات المنزلية القديمة، تعيد إحياءها اللبنانية اليسار حاجو حجار في قوالب زجاجية ملوّنة، أجمل ما قيل عنها أنها قطع تراثية عريقة. وقد حصدت إعجاب السياح الأجانب وقبلهم العرب واللبنانيين، نظراً إلى قيمتها الجمالية الفريدة وطابعها الشرقي الخاص.
إن ما تقدمه اليسار حاجو من مشغولات حرفية مميزة يصلح لأن يكون تحفا فنية نادرة تضفي على ديكور المنزل رونقاً خاصاً وذوقاً رفيعاً. وقد بدأت قصتها مع فنّ الرسم على الزجاج “صدفةً” قبل ثلاث سنوات تقريباً، فقد اضطرت لملازمة منزلها للاهتمام بأولادها. وفي أوقات فراغها كانت ترسم على الأواني الزجاجية وتلوّنها وتزين بها منزلها. وقد وجدت في هذا العمل متعةً كبيرة وراحة أكيدة، كما لاقت تصاميمها إعجاب الأهل والأصدقاء. الأمر الذي دفعها إلى إتقان عملها وتطويره قالباً ومضموناً، بعدها قررت العودة إلى القديم في كل فكرة تقدمها.
ولعلّ ذلك أبرز ما يميّز تصاميمها ويشدّ انتباه الناس إليها. وقد تخطى انتشارها حدود لبنان ووصلت أعمالها إلى دول عربية وأجنبية عديدة، حيث حققت رواجاً كبيراً وشهرة واسعة وذلك من خلال مشاركتها المستمرة في عدد من المعارض الحرفية الكبيرة. اختارت اليسار الرسم على الزجاج بدلاً من البورسولين أو الخشب، لأنها رأت فيه مادة تتنفس جمالاً وفرحاً وتمتصّ الألوان بعمق وشفافية.
وللزجاج علاقة أصيلة بالتصميم والديكور، والرسم عليه له جماليّته وخصوصيته داخل المنزل، وهو يكمّل الديكور من حيث الموضة والألوان، كذلك فإن كل قطعة زجاج يكون لها طابع فردي لا يشبه إلا نفسه. وتقدم اليسار تشكيلة واسعة من الأواني الزجاجية المفيدة من ناحية الاستعمال المنزلي والديكور، وتزينها بأجمل الرسوم التي تختارها بنفسها وغالباً ما تكون مزيجاً من الألوان الفاتحة التي لا شكل واضحاً لها ولكنها مفعمة بالمعاني والأفكار. كذلك ترسم على قطع الكريستال من أكواب وكؤوس ومنافض وشمعدانات، وتضيف إليها حبات الـ”شواروفسكي” وغيرها من الأحجار الملوّنة. هذا بالإضافة إلى موديلات وتصاميم خاصة بالمناسبات السعيدة مثل الولادة والأعراس وعيد الأم وأعياد الميلاد والأضحى.
وهي تعرض كل سنة أفكارا جديدة وغريبة تفاجئ بها زبائنها وزوارها في المعارض. ولا تكتفي بالرسم على القطع الزجاجية الصغيرة، إنما ترسم أيضاً على زجاج النوافذ وخصوصاً في غرف الأطفال، فتحوّلها لوحات فنية مزينة بالرسوم والألوان التي تجسد شخصيات كرتونية شهيرة يحبّها الأولاد ويفرحون لوجودها. “فنّ الرسم على الزجاج ليس عملا سهلا وبسيطا، فهو يتطلب فناً وذوقاً في اختيار الرسوم المناسبة، بالإضافة إلى الكثير من الحرفية والدقة في السيطرة على مادة الزجاج وتثبيت الألوان عليها.
لذلك نستعمل نوعية ألوان خاصة بالزجاج، ونضع كل لون بمفرده لأنه يحتاج إلى بعض الوقت ليجفّ، وأخيراً يتم إدخال القطعة إلى الفرن على درجة حرارة معينة تختلف قوّتها من لون إلى آخر”. هكذا تتحدث إليسار عن عملها الذي تحبّه كثيراً وتعتبره هواية أكثر من مهنة، فهي لا تسعى إلى الربح المادي فقط بل إلى التقدير المعنوي، لذلك تحرص على أن تكون أسعارها مدروسة ومناسبة لجميع الفئات الاجتماعية.
وتتراوح هذه الأسعار بين 15 و20 دولارا لإبريق الماء، وبين 30و50 دولار بالنسبة إلى النرجيلة، وذلك وفقاً لحجمها ونوعية الألوان والأحجار المستعملة فيها. أما كلفة الرسم على زجاج النوافذ فتتغير بحسب مقاسات النافذة وحجم الرسوم والألوان.
بيروت: مايا هاشم