الزراعة تعريفها وتاريخها وماضيها وحاضرها ومجالاتها وفوائدها

الزراعة

الزراعة أو الفلاحة هي عملية إنتاج الغذاء، العلف، والألياف وسلع أخرى عن طريق التربية النظامية للنبات والحيوان. كلمة زراعة تأتي من “زَرَعَ” الحبً زرْعاً أي بَذَرهُ، وحرَثَ الأرض للزراعة أي هيئهَا لبذَر الحبً. قديماً زراعة كانت تعني “علْمُ فلاحة الأراضي” فقط ولكن كلمة زراعة الآن تغطي كما سبق الذكر كل الأنشطة الأساسية لإنتاج الغذاء والعلف والألياف، شاملة في ذلك كل التقنيات المطلوبة لتربية ومعالجة الماشية والدواجن.
وقد جاءت الإحصائيات والاستبيانات لتؤكد أن اثنان وأربعون في المائة من العاملين في العالم يشتغلون في مجال الزراعة، جاعلين الزراعة أكثر الوظائف شيوعاً بلا استثناء.

الاختراع الزراعي :

هو كل إبداع يطرأ علي المجال الزراعي, ليعدل علي ما هو موجود أو يضيف شيئا جديدا ويشترط أن تكون الإضافة لما هو قديم أو الابتكار الجديد أن يتصفوا بالنفع والتطوير وزيادة المنفعة من الشيء الجديد. والتطوير أو الإبداع أو الابتكار في المجال الزراعي قد يأتي في مجالات كثيرة نذكر منها علي سبيل المثل وليس الحصر, التطوير في آلات أو بذور أو تطوير جيني للحيوانات أو اختيارات جديدة لخصائص الأرض المنزرعة أو للمبيدات أو أي شيء يتعلق بالمجال الزراعي.

تطور الزراعة:

تطورت الزراعة التي تتضمن استئناس النباتات والحيوانات منذ 10.000 سنة على أقل تقدير، رغم أن بعض أشكال الزراعة مثل بستنة الحدائق والزراعة بإضرام النار تمتد إلى ما قبل ذلك في عصر ما قبل التاريخ.
ومرّت الزراعة بتطورات بالغة منذ عهد الحراثة القديمة. وكانت مناطق الهلال الخصيب في غرب آسيا و مصر و الهند من أولى المواقع التي كانت تبذر فيها الحبوب وتحصد المحاصيل بتخطيط لم يشهده العالم من قبل ، حيث كانت النباتات والجذور تجمع من البرية. كما شهد شمال وجنوب الصين وساحل إفريقيا وغينيا الجديدة وعدة مناطق من الأمريكتين تطويرًا مستقلاً لعملية الزراعة.
شهدت الممارسات الزراعية مثل الري والدورة الزراعية والأسمدة و المبيدات تطورًا كبيرًا في الماضي ولكنها قطعت خطوات واسعة في القرن المنصرم. ومثلت طريقة هابر بوش في تصنيع نترات الأمونيوم انفراجة كبيرة ساعدت على إنتاج محاصيل أكثر وفرة .
في القرن الماضي، نجحت الزراعة في زيادة الإنتاجية والاستغناء عن اليد العاملة البشرية بالأسمدة الاصطناعية والمبيدات الحشرية والاستيلاد الانتقائي والميكنة. وارتبط التاريخ الحديث للزراعة ارتباطًا وثيقًا بحزمة من القضايا السياسية منها تلوث المياه والطاقة الحيوية والعضويات المعدلة وراثيًا ، والتعريفة الجمركية والإعانات الزراعية. وفي السنوات الأخيرة، تباينت ردود الأفعال العنيف المنددة بالآثار البيئية الخارجية للزراعة المميكنة وبالدعم المتزايد للحركة العضوية والزراعة المستدامة.

زراعة
زراعة

أهمية الزراعة

1- الزراعة سمة حضارية و إنسانية :

التخضير سمة حضارية و إنسانية معا ، فإن الأمم في القديم و في الوقت الحاضر تتسابق في التفنن في تخضير مدنها و أراضيها الحدائق و البساتين و المسطحات و المواقع الخضراء و ما شابه ذلك . إن التخضير يرتبط بقوة في حياة الإنسان منذ أن وجد على هذه الكرة الأرضية و حتى الآن ، و لذا يعتبر التخضير قناة بدائيا قديما جدا يرجع إلى ما قبل التاريخ .

2- الإسلام يشجع الزراعة :

إن موقف الإسلام إيجابيا للغاية في الزراعة و في هذا السباق قال الرسول صلى الله عليه و سلم : ( ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة ) و في الحروب لم ينسَ الإسلام أن يوصي المحاربين بالمحافظة على البيئة من نبات و حيوان و عدم إتلافها أو تدميرها .

3- فوائد الزراعة و مجالاتها :

تقليل نسبة التلوث في الهواء و تنقيته ، و زيادة نسبة الأكسجين في الجو ، و تهدف زراعة الأشجار و الشجيرات و المسطحات الخضراء إلى تحسين ظروف البيئة القائمة قرب و حول المباني فالنباتات و الأشجار تساعد على زيادة نسبة الأكسجين في الهواء من خلال ما تطلق منه عملية البناء الضوئي
• التحكم في حركة الهواء و درجات الرطوبة في الجو ، تقوم عناصر التشجير باستقطاب الهواء الأقل برودة ليمر عبرها و ذلك نتيجة وجود الجو المحيط من خلال أوراقها فتخفف بذلك عامل التبخر و إشباع الهواء بالماء .
• فعالية عناصر التشجير في تخفيف ملوثات الهواء و الضوضاء ، تقوم الأشجار ، و النباتات بتنقية الهواء و الجو المحيط في ثاني أكسيد الكربون .
• حماية الموقع من الرياح و الغبار، و تلعب الأشجار دورا فعالا في تخفيف حدة الرياح .
• فعالية عناصر التشجير المختلفة من تخفيف درجات الحرارة و انعكاسات الأشعة حول المباني .

التغيرات التي طرأت علي الزراعة

شهد القرن العشرون تغييرات ضخمة في الممارسات الزراعية، خصوصاً في مجال الكيمياء الزراعية. الكيمياء الزراعية تتضمن تطبيقات الأسمدة الكيميائية، المبيدات الحشرية الكيميائية(راجع مكافحة الآفات)، المبيدات الفطرية الكيميائية، تركيب التربة، تحليل المنتجات الزراعية، والاحتياجات الغذائية لحيوانات المزرعة. بداية من العالم الغربي، الثورة الخضراء قامت بنشر الكثير من هذه التغييرات إلى المزارع حول العالم، بنسب نجاح مختلفة.

– من التغييرات الحديثة في الزراعة: الزراعة بدون تربة، تربية النبات، التهجين، المعالجة الوراثية، إدارة أفضل لمغذيات التربة، ومكافحة حشائش محسُنة. لقد أنتجت لنا الهندسة الوراثية محاصيل لها سمات تفوق النباتات الموجودة طبيعياً، كالحاصلات الأكبر ومقاومة الأمراض. البذور المعُدلة تنبتَ أسرع، وذلك يمكننا من تنميتها في مساحة نمو ممتدة. الهندسة الوراثية للنباتات موضوع مثير للجدل خصوصاً في حالة النباتات المقاومة لمبيدات الحشائش.

– يقوم المهندسون الزراعيون بتطوير خطط للري، الصرف، الصيانة والهندسة الصحية، وذلك يكون ذو أهمية شديدة في المناطق الجافة عادة والتي تحتاج لري مستمر، وأيضاً في المزارع الكبيرة.

التعبئة، المعالجة، وتسويق المنتجات الزراعية هي أنشطة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالعلم. طرق التجميد السريع والتجفيف قامت بتوسيع السوق للمنتجات الزراعية.

وكان الإنسان البدائي يعيش على الجمع والالتقاط والصيد وعندما توقف هطول الأمطار وبدأت النباتات تجف وأصبحت الغابات صحاري هبط المصري القديم إلى وادي النيل وبدأ في الاستقرار ومن هنا بدأت الزراعة على ضفاف النيل
خلال العصور الوسطى، قام المزارعون المسلمون في شمال إفريقيا والشرق الأدنى بتطوير ونشر التقانة الزراعية والتي تتضمن نظم الري المبنية على مبادئ الهيدروليكي والهيدروستاتيك، واستخدام الماكينات مثل السواقي، وماكينات رفع الماء، والسدود، والخزانات.
وقد قام المسلمون بكتابة كتب إرشادية زراعية ولكن تطبيقها مكاني(أي يجب تعديلها حتى تناسب مناطق أخرى)، وكانوا السبب في الانتشار الواسع للمحاصيل مثل: قصب السكر، الأرز، الموالح، المشمش، القطن، الخرشوف، الزعفران، وقام المسلمون أيضا بجلب اللوز، والتين، ومحاصيل تحت استوائية مثل الموز إلى إسبانيا.

النهضة الأوروبية :

ولقد ساعد اختراع نظام تدوير المحاصيل أثناء العصور الوسطى، واستيراد المحراث الذي إخترعه الصينيون، على تحسين الكفاءة الزراعية بمقدار كبير.

 

التقدم التكنولوجي في مجال الزراعة

1. الزراعة بالميكروويف

في الإمكان أن تنمو الفراولة والخوخ، والعديد من نباتات الزينة، في بيوت محمية، تدفئها الموجات متناهية القصر Microwave. وبذلك، أصبح العالم أمام فتح جديد، يمكن أن يطبق تكنولوجيا جديدة لزراعة الصحارى، القاحلة. وقد حقق المخترع البريطاني، وليام جونسون William Johnson، الريادة في تقنية زراعية جديدة، يمكن أن تحدث ثورة في مجال زراعة المحاصيل والنباتات، في أيّ مكان في العالم. يسمى الابتكار أنظمة الزراعة المتقدمة، وعماده تغطية أسطح ألواح البلاستيك، التي تبنى بها الصوبة، بطبقات ناعمة من معادن مختلفة. وينجح هذا النظام عندما تكون درجة الحرارة عالية. وباستخدام تقنية الميكروويف، تسخن موجاته النباتات، من دون الجو المحيط بها، ومن دون أن تحرق النبات؛ وتحفزه على النمو. وسيكون التعامل مع هذه الصوبات مأموناً جداً.

2. الجينات والزراعة

أ. ري القمح بماء البحر
نجح العلماء في ري القمح، بماء البحر وذلك بنقل جينات نبات الشيلم عالي البروتين إلى نبات القمح، فينتج محصول جديد، أُطلق عليه اسم قمحليم، قادر على النمو في الأراضي منخفضة الخصوبة، ويحتاج إلى قليل من الأسمدة، ويتحمل المياه مرتفعة الملوحة.

ب. زراعة جينية
يضطلع النبات بعملية التمثيل الضوئي، للحصول على غذائه، فيمتص النبات الماء من خلال جذوره، وثاني أكسيد الكربون والضوء من الجو، ليستخدم ذلك، بعد تفاعلات عديدة بالبلاستيدات الخضراء في الورقة، لإنتاج الغذاء. وقد أُجرى العديد من التجارب معملياً، لاستخدام هندسة الجينات في تحقيق التمثيل الضوئي المستمر؛ لأن ذلك يتيح للنبات تكوين كمّ أكبر من المواد الغذائية. وكذلك تكوين بلاستيدات خضراء في جينيوم الأجزاء غير الموجود بها، أو التطعيم للجينات المولدة للطاقة الكيماوية مباشرة، من دون الحاجة إلى الطاقة الضوئية. وقد حققت التجارب نسبة نجاح جيدة.

ج. إنتاج غذاء متكامل والتخصص الغذائي
بعد التقدم، الذي شهدته تقنية الجينات، اتجه فكر علماء التغذية والنبات، إلى استخدام تقنية الحمض النووي في إنتاج بعض الثمار المحتوية على كلّ أو أغلب العناصر الغذائية، بدلاً من ثمار تحتوى على نوع معين من السكريات والبروتينات والفيتامينات مثلاً. كما اتجه العلماء في أبحاثهم على الأغذية الحيوانية، إلى التخصص الغذائي؛ فكل حيوان مخصص بإنتاج نوع معين من الغذاء، فثمة ما يختص ، مثلاً، بإنتاج اللحوم وآخر بإنتاج الألبان، وثالث بإنتاج الفراء؛ وذلك باستخدام الهندسة الوراثية، التي تستثير الهرمونات المنبهة للغدد الثديية لإفراز اللبن.

د. إنتاج مواد النكهة والرائحة والطعم
تستخدم تقنية الحمض النووي المطعم في إيلاج بعض الجينات، الخاصة بالنكهة والرائحة والطعم، سواء كانت طبيعية أو مستنسخة، في الحمض النووي الخاص بالعديد من الثمار والنباتات، لتعطى رائحة ما أو طعما ما مفضلَين. وكذلك في إدخال رائحة جديدة للزهرة، ما يساعد على التلقيح، وتعديل جينيوم الزهرة بجين مفرز للمواد ذات الرائحة، الجاذبة لنوع معين من الحشرات الناقلة لحبوب اللقاح.ويساعد ذلك على رفع نسبة التكوين ألثمري، بما يوفر الغذاء.

هـ. التكوين الجيني والنمو
يمكن استخدام تقنية الحمض النووي في توجيه عمليات التكوين الجيني والنمو؛ لتنشيط عمليات الأخير، وتقصير فترة الأول؛ ما يؤدى إلى تسارع نمو النبات، وإنتاج الكثير من الحبوب والثمار ذات الحجم الكبير، وبمعدل نمو يقلّ عن نظيره الطبيعي.

و. التسميد الذاتي
تستضيف جذور بعض النباتات، كالبقوليات، بكتريا العقد الجذرية، التي تثبت النيتروجين الجوى، ليستفيد منه النبات، بصفته سماداً آزوتياً. وقد استطاع العلماء كشف التتابع الوراثي لبكتريا التأزت، ومن ثم صناعة الجينات الخاصة بهذه التتابعات، وتطعيمها في الحمض النووي للعديد من النباتات، التي تحتاج إلى سماد آزوتي. وهناك مشروع بين شركات التسميد في العالم وشركات الهندسة الوراثية، لإنتاج مخصبات ذاتية؛ إلا أن تطبيقها على مساحات شاسعة، ما زال متعثراً. ويأمل العلماء التغلب على المشاكل، التي تواجههم، لتلافي تصنيع المخصبات الكيماوية، والتلوث البيئي الناتج من إضافة تلك المخصبات إلى التربة.

ز. مكافحة الآفات
اكتشف علماء الهندسة الوراثية، أن بعض النباتات، تفرز أنسجتها مواد كيماوية قاتلة للآفات، أو منفرة، مطاردة لها. وهذه المواد تتكون تحت توجيه من جينات محددة بشفرة معينة، تجعل الأنسجة تنتجها. وفي مراحل تالية، اكتشف تلك الشفرات، واستنسخت، ولقح جينيوم نبات آخر بالجينات المستنسخة؛ وبحصول هذا النبات على الجين، أمكنه إفراز مواد قاتلة للآفات التي تعتريه.

3. استخدام الروبوت في الزراعة

بدأ، في أواسط الثمانينيات، اتجاه إلى استخدام الروبوت في الزراعة؛ للحفاظ على معدل نمو الإنتاج الزراعي؛ فسُخِّر في تمهيد التربة وتسميدها، والحرث، واجتثاث الحشائش، ورش المبيدات، ونثر الأسمدة، وجني الفواكه من الحدائق؛ وأعمال الحصاد الانتقائية، مثل: البطاطس والكرنب، والطماطم والخيار. ويتميز الروبوت بإمكانية تعرُّف الفواكه الناضجة من غيرها، ويستطيع جني الجذور المائية من تحت سطح الماء. وقد ابتُكر روبوت صديق للفلاح، يطهر الأرض، بالقضاء على الآفات

4. الزراعات المحمية والحاسب

يقصد بالزراعة المحمية للخضراوات إنتاجها في منشآت خاصة، تسمى الصوبات أو البيوت المحمية، تقيها الظروف الجوية غير الملائمة؛ وبذلك يمكن إنتاجها في غير مواسمها. وتتوافر للخضراوات داخل هذه البيوت الظروف البيئية الملائمة، مثل: درجة الحرارة، وشدة الإضاءة. ويُتَحَكَّم في جميع العوامل البيئية، وتعديلها بما يلائم نمو النبات؛ باستخدام الحاسب الآلي، الذي يعدل درجات الحرارة، تلقائياً، للاستفادة القصوى من ضوء الشمس؛ ويضبط نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون، ويركز العناصر في السماد، وينظم حقنه في مياه الري، ويرصد الأحوال الجوية، خارج البيت.

مستقبل الزراعة

أ. الزراعة فوق سطح الماء

هناك نباتات تنمو فوق سطح الماء العذب، وأخرى فوق سطح مالحة. وثمة دراسات مستفيضة، للصنفين كلَيهما، مكنت العلماء من الوقوف على خصائصهما، وما يحتويانه من مواد غذائية مفيدة أو سموم ضارة. فالنبات، إذاً، يمكنه أن ينمو خارج التربة، ومن دون دفن بذوره فيها؛ وكلّ ما يطلبه توافر العناصر الغذائية، التي يستطيع امتصاصها.
سوف يمعن إنسان المستقبل في تصنيف النباتات: النهرية والبحرية؛ بل سينقل بعضها من منطقة إلى أخرى. ولا شك أن تقنيات جديدة عظيمة، سيبتكرها، فتسهل عليه زراعة سطح الماء، وجني ما زرع؛ وذلك باختيار منطقة معينة، في الطور الأول من هذا النوع الجديد من الزراعة، وإلقاء شباك عليها، معلقة بالإسفنج، تكون حدوداً للسطح المستزرع. وسوف تساعد تلك الشباك على جني المحصول.
سوف يتطلب ذلك، اختراع تقنيات، قد تستبدل بالتربة صوفاً عائماً، يفرش على سطح الماء، وتلقى عليه البذور، التي تخترق جذورها سطحه. وسوف تكون هناك وسائل لجني المحاصيل، لا يمكن تحديدها الآن. وإن الكثير من النباتات، التي تزرع، الآن، في التربة، ستستجيب لهذا النوع من الزراعة، الذي يتوقع له انتشار واسع في المستقبل. وسيستتبع وجود فئة جديدة من المزارعين البحريين، الذين سيدربون على فنون الزراعة، فوق سطح الماء؛ فضلاً عن نشوء فنون وعلوم كثيرة، خاصة بالتقنيات الزراعية الجديدة.
سيُمسح سطح الماء، وتنشأ ملكيات جديدة، يستخدم مزارعوها القوارب في البذور والحصاد والتسميد وسائر أنشطة الفِلاحة. وإذا ما ثبتت أهمية هذا المجال الزراعي الجديد، فإن الدول الكبرى، سوف تتسابق إلى احتلال أكبر رقعة من سطح الماء الصالح للزراعة؛ كما أن مختلف الدول، ستحاول الحفاظ على مياهها دون عوامل التلوث، وبخاصة النفط، الذي يحول دون الزراعة فوق سطح الماء.
وستوفر الزراعة فوق سطح الماء مرتفعاً للأسماك، ناهيك عن أن مزارعي المستقبل، سيوفرون لها ما يسهم في تكاثرها وازدهار حياتها ونموها بسرعة. ومن المتوقع نشوء صناعات زراعية، إلى جوار الشواطئ، التي ستُزرع مساحات من أسطح المياه المطلة عليها بالفواكه والخضراوات، مثل صناعات تعليب الثمار. ولسوف يُنتفع بصناعة البلاستيك في تشييد مزارع فوق الماء، يمكن أن تتحمل ثقل الأشجار ومحاصيل النباتات الحولية، كالبطيخ والشمام ونحوهما.
إن المستقبل البعيد، سوف يشهد قرى ومدناً عائمة فوق سطح مياه البحار والمحيطات، وقد أحاطت بها المزارع المائية، المجهزة بأحدث التقنيات، التي تسمح بالزراعة المنتظمة فوق سطح الماء؛ والإفادة من المحاصيل الزراعية، التي ستجنى بوسائل مستحدثة ومبتكرة. ولسوف تكون القرى والمدن البحرية الجديدة مثبتة بدعائم خرسانية، ويكون سكانها متمتعين بجميع وسائل الراحة، وقد توافر لهم الغذاء، واتسعت قراهم أو مدنهم لتربية الطيور والحيوانات؛ بل تكون القرية أو المدينة متمتعة بوسائل مواصلات مختلفة، داخلية وخارجية، وفيها مطار وميناء، تتوافر فيها المصانع والأجهزة المختلفة، وكلّ ما يحتاج إليه سكانها، من وسائل الرفاهية والحياة.

ب. زراعة قاع النهر والبحر

زراعة قيعان الأنهار والمحيطات من الممكنات الصعبة، التي سوف يتسنى لإنسان المستقبل الاضطلاع بها، والاستفادة منها. ولسوف يكون غزوها بالزراعة فتحاً جديداً لا تقلّ أهميته عن غزو الإنسان للأرض بالزراعة. وكلّ نبات يوجد بشكل طبيعي في القاع، يمكن زراعته، عن قصد وإرادة؛ شأنه شأن النباتات والأشجار، التي كانت موجودة بشكل فطري وطبيعي في الغابات؛ ثم تمكن الإنسان البدائي من زراعتها، عن قصد، في الأرض. ولا شك أن النباتات، التي تنمو بشكل طبيعي في قيعان البحار والأنهار، يمكن دراستها ومسحها، ثم التخطيط لزراعتها ورعايتها، والإفادة من إنتاجها.
إن إنسان، المستقبل سوف يحدد أنواع الزراعة التي تحتاج إلى ماء كثير، فيزرعها في قيعان الأنهار، مثل: الأرز والبطيخ والشمام، وغير ذلك من فواكه أو خضراوات، مراعيا ملائمة زراعته لقيان البحار والمحيطات. ويُزرع قاع البحر، باستخدام أجهزة توجيه إلكترونية، من محطات على الشواطئ؛ إذ يمكن تسيير الآلات من بُعد، ومراقبة العمل كلّه من طريق المشاهدة، بواسطة شاشات مراقبة أو شاشات تليفزيونية. فعمليات الحرث والبذر والتقليم وتقليب التربة والحصد، تُنجز، من دون أن ينزل المزارعون إلى القاع. هكذا، سيستعين إنسان المستقبل بالروبوت على العمل في قيعان الأنهار والبحار والمحيطات وفي البر، بالأوامر أو وضع البرامج للزراعات المرغوب فيها.
وقد يروق إنسان المستقبل، أن يعيش في قرى محكمة الإغلاق راسية في قاع نهر أو بحر أو محيط. وهي لا تنعزل عن العالم؛ تصلها به وسائل الاتصال والمواصلات، مثل مركبات برمائية، مغلقة، تقل سكانها إلى البر ومنه.
ولن يَعْيَى الإنسان بالصحراء، بل سيرويها بالمطر الصناعي، الذي سوف يحيلها إلى أراض خضراء، تزخر بشتى صنوف الزراعات؛ فضلاً عن حفره الآبار العميقة فيها، واستخراجه مياهها الجوفية. وسيتأتى للمهندسين إنشاء خزانات ضخمة، لتخزين ما تنقله الطائرات العمودية من محطات تنقية المياه المستمدة من الأنهار، أو محطات تحليتها، على شواطئ البحار والمحيطات. وستفرغ الطائرات، وهي محلقة في الهواء، حمولتها من المياه العذبة، بواسطة أنابيب مطاطية؛ ولا تلبث أن تتوزعها الأراضي الصحراوية المستزرعة، والقرى، المتحلقة بيوتها، حول تلك الخزانات. وهكذا، تتحول الصحراء إلى أماكن استيطان عامرة.
سيتحكم الإنسان في توجيه الرياح، وذلك بإحداث منخفضات جوية، صناعية، تجتذب السحب المحملة بالبخار، لتندفع إلى الصحراء، فتبدلها أماكن خصبة، معمورة.

ج. استخدام جبال الثلج في الزراعة

لئن اتسم القرن الماضي بالصرع على آبار النفط، فإن القرن الحالي يتسم بالصراع على الماء. ولعل أوفر مصدر للمياه العذبة، في المستقبل، سيكون جبال الثلج؛ ما حفز إلى التفكير في سحبها من المناطق القطبية إلى تلك المعتدلة. تبلغ جبال الثلج ارتفاعاً شاهقاً، وحجماً مهولاً، حتى إن بعضها يقارب حجم مدينة صغيرة. وقد قدر علماء علم المحيطات في جامعة كاليفورنيا، في بالولايات المتحدة الأمريكية، أنه عند سحب خمسة عشر كيلومتراً من ثلج القطب الشمالي إلى كاليفورنيا، يمكن إمداد مدينة لوس أنجلوس بالماء العذب، مدة شهر.
وما إن يستقر الثلج بشاطئ ضحل؛ ويبقى طافيا فوق سطح، لأن الماء العذب أقلّ كثافة من نظيره المالح؛ فإنه يحاط بخزان عائم، تضخ المياه في أنابيبه إلى المدينة.

 

زراعة

الانماء الزراعي (( الزراعة المستدامة ))

مفهوم الزراعة المستدامة:

العديد من التحديات يواجها العالم خاصة المجتمعات النامية أولها الزيادة المطردة فى تعداد السكان وزيادة إستهلاك الغذاء والتوسع فى الإنتاج الصناعى مما يتطلب الإتجاه  فى الزراعة إلى مفهوم جديد هو الإستدامة.

إن الزراعة هى أكبر المهن على وجه الأرض والتى تمد العالم باحتياجاته من الغذاء يوميا” التى تصل إلى 7.3 مليار طن من الألبان سنويا” و حوالى 2.25 مليار فنجان من القهوة يوميا” و الزراعة تشغل حوالى 40 % من مساحة الأرض التى نعيشها فى العالم وتستهلك حوالى 70 % من موارد العالم المائية و 30 % من المحميات الخضراء بالعالم.

  والإستدامة فى الزراعة تتحقق من خلال ثلاث دعائم رئبسية ، الأول مراعاة تحقيق المردود الإقتصادى أو الربحية وذلك بالنظر غلى النشاط الزراعى كاستثمار ، والثانى هو خلق وابتكار نظم إجتماعية جديدة من خلال تلك المشروعات الزراعية وتشغيل وتنمية وتدريب الأفراد ، أما الثالث فهو البعد البيئى والحقاظ على البيئة وتنوعها ، ويتأتى ذلك من خلال إستغلال كل الموارد المتاحة أفضل إستغلال وحمايتها وتنميتها من أجل توفير الغذاء الآمن النظيف والمنتجات الزراعية باستمرار وإلى مدى طويل وبأقصى كفاية لأفراد المجتمع الزراعى الذى ينتمى لتلك المشاريع الزراعية وكذا المجتمع الغير زراعى ويحقق أيضا” الربحية المرجوه لأصحاب الإستثمارات ، ويحافظ على البيئة المحيطة على المدى الطويل مع توفير التنوع البيئى ، فلو لم تحافظ الزراعة على البيئة وتنوعها فلن تتوفر البيئة لإستمرار وإستدامة الإستثمار الزراعى ومن ثم لن يتوفر الغذاء الكافى والآمن للمجتمع.

خطوات تحقيق الزراعة المستدامة:

تنمية التنوع البيئى والحفاظ على الأنواع البيئية الغير ضارة.

 الحفاظ على الأرض وجودة التربة.

 الإدارة الجيدة لمصادر المياه وإستهلاكها.

 تخطيط وابتكار نظم ومجتمعات ريفية جديدة وتنميتها صحيا” واجتماعيا”.

 رفع كمية وجودة الإنتاج الزراعى.

 الإستغلال الجيد للأرض.

 كفاءة وترشيد إستهلاك الطاقة

 مراعاة التغيرات المناخية فى البيئة.

الفاقد فى الإنتاج الزراعى وضرورة تقليله.

الأقتصاد الزراعي

الاقتصاد الزراعي (Agricultural economics) هو اجد فروع علم الاقتصاد

يهتم بكيفيه الاقتصاد في الإنتاج الزراعي وذلك بالاستخدام الأمثل للالات

الزراعية في مختلف مراحل الإنتاج وكذلك ترشيد استخدام الموارد الزراعية

الغير متجدده والاستخدام الأمثل للعماله وذلك للحصول علي اعلي إنتاجيه

بأقل تكاليف وذلك لأن الزراعة تمثل العمود الفقري لتوفير الغذاء للإنسان كما

تمثل مصدر للدخل لمعظم سكان الدول التي يعتمد اقتصادها علي الزراعة.

أهم علماء الزراعة علي مستوي العالم :

جوستس فون ليبيج
جيثرو تول
روبرت بيكويل
نورمان بورلوج
لوثر بوربانك
جورج واشنطن كارفر
رينيه دومونت
جاي لوش
جريجور مينديل
كايلاس ناث كاول
لوي باستير
إيلي ويتني
سيوال رايت
سكوت هيل

وللزراعة الكثير من المجالات التي تتشعب فيها ونذكر منها ما يلي :

التنويع الزراعي
الاقتصاد الزراعي
الهندسة الزراعية
الجغرافية الزراعية
الفلسفة الزراعية
التسويق الزراعي
الفيزياء الزراعية
علم الحيوان
تربية الحيوان
تغذية الحيوان
علم الهندسة الزراعية
علم النبات
بيئة الإنتاج النظرية
تحسين النوع النباتي
تسميد النبات

الزراعة المائية
الهندسة الحيوية
الهندسة الوراثية
علم الأحياء الدقيقة
العلوم البيئية
علم الغذاء
التغذية البشرية
الري وإدارة المياه
علوم التربة
علم التربة
إدارة المخلفات

وفي الخاتمة نتمنى نحن إدارة موقع موهوبون دوت نت أن نكون قد أضفنا إلي القارئ المزيد من المعلومات حول الزراعة وماهيتها وفوائدها ومجالاتها وتاريخها ومستقبلها وحاضرها واهم علماء الزراعة .

Exit mobile version