Table of Contents
من هو يوسف نادر؟
يوسف نادر هو طالب مصري موهوب يبلغ من العمر 27 عامًا، ينتمي إلى مدينة الإسكندرية. اشتهر يوسف بذكائه الاستثنائي في مجال البرمجة والذكاء الاصطناعي، حيث فاز مؤخرًا بالمركز الأول في جائزة “إنتل للعلوم والهندسة الدولية” (Intel ISEF) التي أقيمت في ألمانيا لعام 2023.
في الآونة الأخيرة، أصبحت قصص النجاح التي تتخطى الحدود الجغرافية مصدر إلهام للعديد من الشباب حول العالم، وخاصة تلك التي تتعلق بالإنجازات العلمية والتكنولوجية. من بين هذه القصص الملهمة، تبرز قصة الطالب المصري يوسف نادر، الذي استطاع أن يحصل على المركز الأول في جائزة مرموقة للذكاء الاصطناعي في ألمانيا، مما يعتبر إنجازًا لافتًا للنظر يستحق الاهتمام والدراسة.
يوسف نادر، الذي يعكس قصته العزيمة والإصرار، لم يكتفِ بالتفوق الأكاديمي في مجاله فحسب، بل تجاوز ذلك ليصبح رمزًا للشباب المصري الطموح. فقد اختار مجال الذكاء الاصطناعي ليس فقط لأنه يمثل المستقبل، ولكن أيضًا لإيمانه بأن هذا المجال يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على المجتمع والعالم. إنجازه في ألمانيا لم يأتِ من فراغ، بل كان نتيجة لساعات طويلة من العمل الشاق، والبحث، والتطوير، الذي قام به في مجال معقد وسريع التطور كالذكاء الاصطناعي.
هذا الإنجاز لا يمثل فقط فخرًا ليوسف وعائلته، بل يعد أيضًا مصدر إلهام للعديد من الشبان والشابات في العالم العربي، ممن يطمحون إلى ترك بصمة مميزة في مجالات العلم والتكنولوجيا. يُظهر لنا يوسف أن العمل الجاد، والشغف، والإصرار، بالإضافة إلى الدعم المناسب، يمكن أن يقود إلى تحقيق الأحلام والإنجازات الكبيرة، حتى في أكثر المجالات تحديًا وتخصصًا. قصة يوسف نادر تُعد دعوة لجميع الشباب للتمسك بأحلامهم والسعي وراءها بكل ما أوتوا من قوة، لأن الفرص موجودة دائمًا لمن يجتهد ويبدع في مجاله.
فك شيفرة نصوص أثرية باستخدام الذكاء الصناعي
ليس من السهل إطلاقا الاتصال هاتفيا هذه الأيام بيوسف نادر في برلين. طالب الدكتوراه المصري البالغ من العمر 27 عاما تحول في الأسبوع الماضي، بين عشية وضحاها إلى باحث شهير. جاء نادر قبل أربع سنوات من القاهرة إلى العاصمة الألمانية برلين ساعيا إلى الحصول على الدكتوراه في جامعة برلين الحرة ومركز دالم للتعلم الآلي والروبوتات. منذ ذلك الحين تتحدث وسائل الإعلام في مختلف أنحاء العالم عنه وعن فريق عمله، وهم يحققون أفضل النتائج. «الأدمغة الشابة الأكثر ذكاء في العالم نجحت مؤخرا في حل رموز لغز عمره ألفي سنة»، حسبما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال.
لا يزال الأمر برمته «رائعا»، كما يقول نادر، ولم يكن يتوقع أن تتسبب مثل هذه المنافسة العلمية في مثل هذه الضجة. ثم يضيف بتواضع: «أشعر بالفخر في أن أكون جزءا من هذا العمل الكبير. أنا سعيد لأنني تمكنت من المشاركة في هذا الإنجاز». النتائج التي توصل إليها الباحث الشاب أثارت انتباه وحماس العديد من المؤرخين المخضرمين وكذلك جمهور المهتمين بالتاريخ. حيث أنه بفضل تطبيق الذكاء الصناعي الذي طوره نادر سيكون بالإمكان حرفيا خلال السنوات القادمة اكتشاف وفهم وتحليل واحد من أعظم الكنوز الأدبية الأثرية في التاريخ.
عندما ثار بركان جبل فيزوف في العام 79، لم يدفن الرماد والحمم البركانية مدينة بومبي الشهيرة فقط، ولكن أيضًا مدينة هركولانيوم المجاورة. ومن بين الأماكن التي تعرضت للدمار كانت فيلا رومانية تم فيها استكشاف لفائف ومخطوطات الببيروس خلال أعمال التنقيب والحفريات في القرن الثامن عشر. وقد اعتُبِرَ ذلك اكتشافا عظيما في ذلك الوقت: المكتبة الأثرية الوحيدة المحفوظة في العالم. والآن أصبحت هذه المخطوطات والأسطوانات المكتوبة جميعها غير قابلة للقراءة. حرارة الانفجار البركاني حولتها إلى كتل سوداء متفحمة، ولم يعد الحبر الكربوني مرئيا. طوال عدة قرون فشلت جميع المحاولات الرامية إلى فك شيفرة هذه اللفائف أو التوصل إلى حل رموزها بأية طريقة.
ولكن بعد ذلك أطلقت جامعة كنتاكي، وبدعم مالي من مستثمرين في وادي السيليكون حملة جديدة في ربيع العام 2023 في محاولة لفك هذه الرموز. استخدم الباحثون مسرع الجسيمات لالتقاط صور أشعة سينية عالية الدقة لعدة مخطوطات ووضعوها في متناول الجمهور كجزء من مسابقة علمية. وكانوا يأملون أنه بمساعدة الذكاء الصناعي سيكون من الممكن إجراء الحد الأدنى من التغييرات السطحية على ورق البردي أو على الحروف المكتوبة بحيث يمكن رؤيتها، وبالتالي إعادة بناء النصوص التي كتبت منذ آلاف السنين. وقد تم تقديم جوائز مالية بقيمة 700000 دولار أمريكي ضمن إطار «تحدي فيزوف». وكان يتوجب على الفائز أن يتوصل إلى كتابة أربع فقرات تحتوي كل منها على 140 حرفا وإشارة على الأقل.
عدم السماح للذكاء الصناعي بأن يكون ذكيا جدا
شعر يوسف نادر بالمفاجأة عندما عرف عن هذه المسابقة، وكان على استعداد لتأجيل أطروحة الدكتوراه لبضعة أشهر في هذا السبيل. وفي جامعة برلين الحرة، حيث يعمل نادر ضمن مجموعة بحثية في مجال الروبوتات الحيوية، لقي تشجيعًا قويًا من مشرفه البروفيسور تيم لاندغراف. وهو يتذكر قائلا: «افعل هذا بالتأكيد، قال لي البروفيسور». ولكن في البداية طال انتظار النجاح الكبير. لم يحقق أي تقدم طوال أسابيع. المادة المصدر، وهي “كومة ضخمة من البيانات”، كما يقول نادر، استعصت على التعرف على نمط الآلة. «في البداية كان كل ما شاهدته أسود في أسود». إلا أن نادر لم يستسلم: فقد درس مناهج الباحثين الآخرين في مسابقات مماثلة، وجمع بين عدة أساليب متنوعة، وحاول مرارا وتكرارا. فالعالم بحاجة دوما إلى المرونة والمثابرة وكان التعامل مع الفشل جزءا مهما من مجمل المشروع: «هذه هي الطريقة الوحيدة لمعرفة ما يمكنك القيام به بشكل أفضل»، وهكذا توصل نادر إلى استنتاج مفاده أن الذكاء الصناعي الخاص به لا ينبغي أن يكون “ذكيًا للغاية”، وليس “مفرطًا في الهندسة”، على حد تعبيره. وهو يقول: «لقد حاولت دائمًا التبسيط أكثر». التطبيق الذي طوره لم يكن يعرف حتى كيف تبدو الحروف اليونانية. وإلا فقد كان من الممكن أن يبالغ الذكاء الصناعي في تفسير مادة البيانات.
في خريف العام 2023 تحقق أخيرا الإنجاز الكبير: فقد تمكن كل من يوسف نادر ومتسابق آخر من العثور على آثار الحبر، وفي النهاية تمكن الاثنان بشكل مستقل من فك تشفير الكلمة الأولى: «أرجواني». كانت الشهور التالية متعبة جدا بالنسبة لنادر: فقد عمل على مدار الساعة، كي يدرب ذكاءه الصناعي ويتمكن من إظهار كلمات أخرى. «لقد كان العمل كثيفا بشكل لا يصدق». إلا أنه كان سعيدا بذلك، فقد كان يدرك أخيرا أنه على الطريق الصحيحة. «منذ تلك اللحظة أصبحت المسألة السير نحو الأمام وتحقيق المزيد من التقدم»، يقول نادر. «كنت الآن على يقين من الأمور سوف تتم بشكل جيد»
التوصل إلى إبراز نصوص غير معروفة لفلاسفة قدماء
في الختام، فاز نادر مع اثنين من الباحثين الشباب من سويسرا والولايات المتحدة الأمريكية، واللذين كان قد شكل معهما فريق عمل قبل وقت قصير من نهاية المسابقة. وقد تمكن الثلاثي من فك شيفرة 2000 إشارة وحرف على لفائف الببيروس. وقد ظهر إلى النور نص غير معروف إطلاقا من قبل، يدور حول الفرح والمتعة، وربما جاء من الفيلسوف القديم فيلوديموس.
ولأن الجولة الأولى من المسابقة حققت نجاحاً باهراً، فإن “تحدي فيزوف” سوف يشهد الجولة التالية في عام 2024. يقول يوسف نادر أنه لن يكون مشاركا هذه المرة على الأغلب، فهو لا يملك حاليا الطاقة اللازمة لذلك. «لقد كانت الأشهر القليلة الماضية فوضوية ومتعبة للغاية». وبدلاً من ذلك، يريد الآن التركيز على أطروحة الدكتوراه الخاصة به مرة أخرى – وربما العمل على موضوعات بحثية جديدة في برلين. لقد فتحت له الشهرة العالمية أبوابا عريضة وآفاقا واسعة. وهو على تواصل منذ فترة مع علماء وباحثين يعكفون على البحث في لفائف الببيروس المصري في ألمانيا. «إنه أمر في غاية المتعة والإثارة – وهذا يشجعني أيضا على الاستمرار في هذا التوجه».
إنجازات يوسف نادر:
- فاز يوسف نادر بالمركز الأول في جائزة “إنتل للعلوم والهندسة الدولية” (Intel ISEF) لعام 2023 عن مشروعه “نظام ذكاء اصطناعي للتشخيص المبكر لسرطان الثدي”.
- حصل يوسف أيضًا على جائزة “أفضل مشروع في مجال الذكاء الاصطناعي” من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) لعام 2023.
- شارك يوسف في العديد من المؤتمرات الدولية حول الذكاء الاصطناعي، حيث قدم عروضًا تقديمية عن مشاريعه وشارك في نقاشات مع خبراء في هذا المجال.
مشروع يوسف نادر:
- نظام ذكاء اصطناعي للتشخيص المبكر لسرطان الثدي: هذا النظام يستخدم تقنيات التعلم العميق لتحليل صور الأشعة السينية للثدي وتحديد علامات الإصابة بسرطان الثدي في مراحله المبكرة.
مستقبل يوسف نادر:
يُتوقع أن يكون يوسف نادر من أهم رواد مجال الذكاء الاصطناعي في المستقبل. فهو يتمتع بذكاء استثنائي وشغف كبير بهذا المجال. ويسعى يوسف إلى استخدام مهاراته في الذكاء الاصطناعي لحلّ بعض أهم التحديات التي تواجه العالم، مثل الأمراض والفقر والتغير المناخي.
الدروس المستفادة من قصة يوسف نادر:
- لا حدود للإمكانيات: قصة يوسف نادر تُظهر لنا أن لا حدود للإمكانيات، وأن أي شخص يمكنه تحقيق أحلامه إذا كان لديه الشغف والمثابرة.
- أهمية التعليم: قصة يوسف نادر تُؤكد على أهمية التعليم في تحقيق النجاح. فمعرفة يوسف ومهاراته في البرمجة والذكاء الاصطناعي هي التي ساعدته على تحقيق إنجازاته.
- أهمية دعم الموهوبين: قصة يوسف نادر تُظهر لنا أهمية دعم الموهوبين وتوفير الفرص لهم لتطوير مهاراتهم وتحقيق إمكاناتهم.
الخلاصة:
يوسف نادر هو نموذج ملهم للشباب العربي. فهو يُظهر لنا أن بإمكاننا تحقيق أي شيء إذا كان لدينا الشغف والمثابرة. قصة يوسف نادر تدعونا إلى دعم الموهوبين وتوفير الفرص لهم لتطوير مهاراتهم وتحقيق إمكاناتهم.