«العيون الاستكشافية» لمساعدة المكفوفين على تخطي العوائق

تمكن المخترع السعودي أحمد خالد النعيمي من الوفاء بالوعد الذي قطعه على نفسه قبل عام، لولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز، وأحرز للعام الثاني على التوالي جائزة في معرض «انتل الدولي للعلوم والهندسة» (آيسيف 2008)، الذي أقيم أخيراً، في الولايات المتحدة الأميركية. وكرر النعيمي، فوزه الثاني في المسابقة الدولية، باختراعه «العيون الاستكشافية»، الذي يساعد المكفوفين على تجاوز العثرات، فيما قدم العام الماضي، اختراع «الحذاء الذكي» وهو أيضاً مخصص لفاقدي نعمة البصر.

وكرّس النعيمي وقته منذ فوزه العام الماضي، لإجراء بحوث علمية وتجميع الأدوات المستخدمة في الاختراع الجديد، من أجهزة إلكترونية وكهربائية وتقنيات صوتية، مستفيداً من الدعم المالي الذي تلقاه من ولي العهد العام الماضي، البالغ 600 ألف ريال، ليتوصل إلى جهاز «العيون الاستكشافية»، الذي يحل مشكلة المكفوفين ويغنيهم عن طلب مساعدة الآخرين، وحتى استخدام العصا.

ونقلت جريدة الحياة عن النعيمي قوله: «توصلت إلى نتائج إيجابية أثناء التجارب التي أجريتها على جهاز «العيون الاستكشافية»، وطبقتها على أرض الواقع، وقد قمت بتجريبه قبيل خوض التصفيات النهائية في المسابقات المحلية، التي أقيمت على مستوى السعودية، كما كررت التجارب في المسابقة العالمية، وتكللت بالنجاح جميع تلك التجارب التي شملت 29 كفيفاً، بينهم جَدي، الذي يعاني إعاقة بصرية، كما وزعتُ استبيانات على المكفوفين الذين جربوا الجهاز، وأسفرت النتائج عن نسبة نجاح عالية للجهاز». ويضيف النعيمي، الذي حصل على المركز الرابع في قسم العلوم الاجتماعية والسلوكية في معرض «آيسيف 2008»، «يوضع جهاز العيون الاستكشافية في أكثر من مكان، ويؤدي دوره بفاعلية، ففي إحدى التجارب وضعته في حقيبة، وفي أخرى في ساعة اليد، كما يمكن وضعه بسهولة في جيوب الملابس، ويمكن استخدامه كبروش لملابس النساء، وفور وصول الكفيف إلى موقع خطر، أو إلى عائق ربما يؤدي إلى عرقلته، يصدر الجهاز صوتاً منبهاً قبل الوصول إلى المكان بمترين كحد أقصى».

وأوضح «طلب جميع من أجريت عليهم التجارب العلمية، أن يشتروا الجهاز، على رغم علمهم أنه في مرحلة التجريب العلمي فقط، وطالبوا بمعرفة سعره فور تحويله إلى منتج في الأسواق».

وأشار إلى ان السعر «لن يتجاوز الـ350 ريالاً، بحسب تقديراتي أثناء العمل والأدوات التي استخدمتها، وهذا الأمر سيجعله في متناول أيدي جميع المكفوفين، وبخاصة الأطفال فهم المستفيد الأول من فكرته، خصوصاً أنه قائم على فكرة التنبيه من العوائق المرتفعة عن سطح الأرض، ويصدر تنبيهات بدرجة متفاوتة، فتكون منخفضة في حال كان الارتفاع بسيطاً، أو مرتفعة إذا كان العائق مرتفعاً كالجدار، أو جسماً معلقاً»، مضيفاً ان الجهاز «لا تقتصر فوائده على تجاوز العوائق المادية، فهو يساعد أيضاً على تخطي العوائق النفسية التي تصيب المكفوف، نتيجة شعوره بالعجز أثناء السير».

Exit mobile version