المصرية هبة مصطفى تشارك علماء جامعة جونز هوبكنز

المصرية هبة مصطفى, بالتزامن مع الجهود العالمية لإيجاد علاجات ناجحة لـ”كوفيد-19″، يسابق العلماء الزمن أيضًا لتطوير اختبارات تشخيصية له، في محاولة للسيطرة على تلك الجائحة التي أصابت أكثر من 285 ألف شخص في أكثر من 160 دولة.

وللتعجيل بتوافر الاختبارات التشخيصية، منحت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في أواخر فبراير، الضوء الأخضر للمراكز الطبية الأكاديمية في أمريكا؛ لاستخدام اختباراتها الخاصة لتشخيص الفيروس المسبب لـ”كوفيد-19″ في مستشفياتها، لتسريع معدل عملية التشخيص.

https://www.youtube.com/watch?v=9ZpNuhqB1Qo

وتسمح هذه الخطوة لهذه المؤسسات بالاعتماد على عملية التحقق الداخلي الخاص بها لتقييم فاعلية هذه الاختبارات، بدلًا من الانتظار طويلًا حتى أخذ موافقة (FDA)، وبمجرد أن تحدد المستشفيات أن الاختبارات دقيقة وآمنة، يمكنها البدء في استخدامها، وذلك بموجب قانون الهيئة، الذي يسمح باستخدام المنتجات الطبية غير المعتمدة، في حالات الطوارئ؛ للتشخيص أو العلاج أو الوقاية، عندما لا توجد بدائل أفضل.

أحد أبرز هذه الاختبارات، ما طوره علماء من جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، ويأتي في مقدمتهم الباحثة المصرية هبة مصطفى، وهو اختبار خاص بالجامعة للكشف عن “كوفيد-19”.

وأعلنت الجامعة، عبر موقعها الإلكتروني، أنها استخدمت الاختبار الجديد، الذي يُحلّل مسحة الأنف أو الفم، للمرة الأولى في 11 مارس الجاري. وتم إجراء 85 اختبارًا، في أول 3 أيام من تطبيقه.

من جانبها، قالت هبة مصطفى، مديرة مختبر الفيروسات الجزيئية وأستاذ مساعد علم الأمراض بكلية الطب بجامعة جونز هوبكنز: “إن مستشفيات الجامعة قادرة على اختبار أكثر من 50 عينة يوميًّا، وبحلول الأسبوع المقبل، سيزيد عدد العينات التي يمكن اختبارها إلى 180 يوميًّا، حتى تصل لـ1000 يوميًّا خلال ثلاثة أسابيع من الآن”.

وأوضحت أن “الاختبار الجديد هو اختبار جزيئي يركز على جينوم فيروس كورونا لاكتشاف وجوده في العينة من عدمه. والعينة هي مسحة من أنف أو فم المريض داخل شبكة “هوبكنز” المكونة من 5 مستشفيات في ميريلاند وواشنطن”، مشيرةً إلى أن هذا الاختبار سيخفف العبء على المختبرات الحكومية.

ويجرى الاختبار -الذي تظهر نتائجه في غضون 3 ساعات- للأشخاص الذين يعانون من الحمى أو السعال أو ضيق التنفس، بالإضافة إلى مَن سافروا إلى بلدان سجلت إصابات ووفيات مُرتفعة من جَرَّاء الفيروس.

وأشارت إلى أن “الجزء الصعب في تطوير الاختبار تمثَّل في الحصول على المواد الجينومية للفيروس اللازمة لإجراء عمليات التحقُّق التي تُمكِّن من إجراء الاختبار”.

هبة مصطفى حصلت على درجة الدكتوراة من كلية الطب في جامعة الإسكندرية عام 2004، أعقبتها فترة تدريب وإقامة في علم الأمراض السريرية بالجامعة. ونالت درجة الدكتوراة في علم الأحياء الدقيقة بجامعة كانساس الأمريكية عام 2014. وتقوم حاليًّا على تطوير برنامج بحثي يركز على تنفيذ تسلسل الجينوم الكامل في مختبر علم الفيروسات السريري، مع التركيز على دراسة الأحداث التطورية الجينومية الفيروسية.

تعمل “مصطفى” جنبًا إلى جنب مع كارين كارول، رئيس قسم علم الأحياء الدقيقة الطبية، التي أكدت أن أمام مختبر “جونز هوبكنز” 15 يومًا لإرسال حزمة التحقُّق الخاصة بالاختبار الجديد إلى (FDA)؛ لمنحه ترخيص استخدام الطوارئ.

وأضافت أن مختبرات الجامعات البحثية يجب أن يكون لديها اتصالٌ وثيق مع مختبر قسم الصحة في الولاية، إذ تطلب (FDA) من المستشفيات الخاصة إرسال أول خمس نتائج سلبية وأول خمس نتائج إيجابية إلى المختبر الحكومي بالولاية لضمان فاعلية النتائج.

وأشارت كارول إلى أن روح التعاون بين المراكز الطبية الأكاديمية كانت ممتعة، إذ دعمت جامعتا تكساس وواشنطن جهود جامعة “جونز هوبكنز” في التوصل إلى الاختبار الجديد، وساعدا في توفير المواد الوراثية اللازمة لإكمال التحقق من صحة اختبار “كوفيد-19”.

اختبارات أخرى

وتُعد جامعة “جونز هوبكنز” واحدةً من عدد قليل من المؤسسات الطبية الأكاديمية في أمريكا التي طورت اختبارها الداخلي الخاص لفيروس “كوفيد-19″، ويأتي من بينها اختبار داخلي طورته عيادات مايو كلينك وكلية الطب بجامعة نورث كارولينا، الذي يُظهر النتائج في غضون 24 ساعة.

المصدر

Exit mobile version