المعارض الدولية للعلوم والتكنولوجيا في مصر والعالم العربي

المعرض الدولي للعلوم والهندسة

بقلم : د. مجدى سعيد

   حينما شرعت في وضع قائمة بالنقاط المضيئة التي سأكتب عنها في هذه ، وشرعت في ترتيب أولوية الحديث حول تلك النقاط انطلاقا من واجب الوقت، ومواكبة الحدث ازدحمت القائمة أمامي بالنقاط المضيئة التي تبعث في النفس الأمل، بأن مجتمعاتنا لم تمت، وأنها لن تقبل أن تعيش في ظلام دامس، فالمبادرون الاجتماعيون في مجالات العلوم والتنمية الرحبة في بلادنا أبوا أن يستمروا في إيقاد الشموع مهما تقلبت علليهم وعلى بلادهم الظروف.

ولأن الحدث يفرض نفسه ويضع الأولويات، فإنني سأتحدث اليوم عن إحدى النقاط المضيئة في مصر والعالم العربي وأعني “المعرض الدولي للعلوم والهندسة” والذي يعرف اختصارا باسم آيسف ISEF والذي ترعاه شركة إنتل Intel وهي إحدى الشركات متعددة الجنسيات في مجال تكنولوجيا المعلومات، والمعرض والذي بدأته الجمعية الأمريكية المعروفة باسم “العلوم من أجل المجتمع والعامة Science for Society & The Public” منذ سبعينيات القرن الماضي، ثم تولت شركة إنتل رعايته، هو أكبر مسابقة للعلوم في العالم لمرحلة التعليم ما قبل الجامعي المعرض يقدم جوائز سنوية تقدر بحوالي 4 مليون دولار. ويجري التنافس في السمابقة في 17 مجالا تشمل علم الحيوان، والعلوم الاجتماعية والسلوكية، والكيمياء الحيوية، وبيولوجيا الخلايا والجزيئات، والكيمياء، وعلوم الكمبيوتر، وعلوم الأرض ووالهندسة الكهربائية والميكانيكية، وهندسة وخصائص المواد، وهندسة الطاقة والنقل، وعلوم البيئة وإدارتها، والرياضيات والطب والأحياء الدقيقة، والفيزياء والفضاء وعلوم النبات.

كانت شركة إنتل قد بدأت إدخال المسابقة/ المعرض إلى مصر عام 2005، وتعاونت فيه مع كل من وزارة التربية والتعليم ومكتبة الإسكندرية، وذلك حتى عام 2009، حين رعته المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، ثم تولت رعايته جمعية عصر العلم برئاسة الدكتور عصام شرف، ونقلته إلى الساحة العربية عامي 2010 و2011، ثم كل من جمعية مصر الخير ومكتبة الإسكندرية واللتان توليتا تنظيمه في مصر أعوام 2012 و2013 تحت رعاية وزارة التربية والتعليم.

التنافس في المسابقة سواء محليا، أو إقليميا أو دوليا يجري على أساس البحث والتقصي للوصول لفكرة أو معلومة أو نظرية جديدة إلى حد ما يجري إثباتها من خلال البحث، ومن ثم فليس شرطا في المسابقة الوصول إلى مخرج نهائي أو منتج، ومن ثم فإن إعداد الطلاب، وقبل منهم المعلمين المشرفين على المسابقة يكون بالأساس بتعلم أبجديات البحث والتفكير العلمي، ومن ثم يجري تقييم المعارض والمشاريع والأبحاث المتنافسة على أساس الفكرة الإبداعية والأصالة في مشكلة البحث المطروحة، الأسلوب العلمي في البحث والتفكير، تحقيق الأهداف الهندسية، التمكن في العرض، المهارة في الأداء، الوضوح، تعاون فريق العمل.

ويهدف المعرض إلى تشجيع الطلاب على الاهتمام بالعلوم والتكنولوجيا والانضمام إلى برامج العلوم والرياضيات والابتكارات الهندسية، وتعزيز ثقة الشباب والطلاب المصريين في أنفسهم بشأن قدرتهم على تحويل الأفكار والابتكارات إلى واقع ملموس، تحسين المهارات الشخصية للطلاب في العمل الجماعي، ومهارات الاتصال وحل المشكلات والبحوث التطبيقية والتصميم والتطوير والابتكار، وإتاحة الفرصة للطلاب للمنافسة في المسابقات على مستويات مختلفة وعرض مشاريعهم في كل مستوى منهم، إكساب الطلاب المزيد من الخبرة نتيجة للتنافس على المستوى المحلي ثم الإقليمي ثم الدولي.

هذه المسابقة وأمثالها كانت – ولا زالت – تساهم في إحداث حالة من الحراك في مجال التنشئة العلمية وهي التنشئة التي تستهدف أمرين وهما: إثارة الشغف بالعلوم لدى النشء، وإكساب القدرة على التفكير العلمي المنهجي. وهو ما من شأنه إذا اتسعت رقعته لتغطي الوطن المصري والوطن العربي (وهو الحدث الذي لم يحدث حتى الآن) أن يضع أسسا متينة للنهضة على أساس من الابتكار والتطوير العلمي، وهو ما يقتضي تعاونا بين كافة مكونات المجتمع من وزارات وهيئات حكومية، ومبادرات ومؤسسات أهلية، وشركات ومؤسسات اقتصادية ويقتضي قبل ذلك وبعده إرادة تجمع المجتمعات من جهة والحكومات من جهة أخرى، والمؤسسات التي تمثل هؤلاء وأولئك، وهو ما كان مرشحا أن يحدث بعد الثورات العربية، لكن الأمل فيه قد تراجع إلى الوراء كثيرا بعد الانتكاسة التي حدثت في مصر، وإن بقي استمرار تلك المسابقات وغيرها من الفعاليات بصيصا من الأمل وقبسا من النور الذي نأمل أن يضيء الوطن كله حينما تعود الظروف للتهيؤ سواء على مستوى الشعوب أو مستوى الحكومات.

طالع:

كلمات مفتاحية: آيسف مصر – تنشئة علمية – توعية علمية

رابط صفحة الدكتور مجدى سعيد على الفيسبوك :

 

 

Exit mobile version