بليغ حمدي .. مكتشف المواهب

من هو  بليغ حمدي

بليغ حمدي :صاحب موهبة متدفقة في التلحين، وثراء لحني وموسيقى لافت للنظر، أنجز أكثر من ألف وخمسمائة لحن من كافه الأشكال والقوالب الموسيقية التي انتشرت في عصره من أغنيات عامية وقصائد واوبريتات وموسيقى تصويرية للأفلام والمسرحيات، وذلك في عمر فني قصير بالقياس لغزاره ألحانه.

تميز الموسيقار بليغ حمدي من الناحية الموسيقية أيضا، بقدرته على وضع أي صوت يلحن له في الإطار الموسيقى الصحيح، والذي يبرز إمكانيات المطرب الصوتية وشخصيته الفنية على النحو السليم، مما يصل به إلى وجدان وأذهان المستمعين من أقصر الطرق ولهذا ظلت دائما أعماله لكافه المطربين والمطربات بمثابة “أعمالهم الخالدة” والتي ارتبطت في أذهان الجماهير بأسمائهم.

ويعتبر بليغ من أكثر الفنانين المصريين وطنية وإخلاصا وحبا إلى درجه الهيام لمصر وأهلها ونيلها، وله مواقف وطنية لا تنسى في أثناء فترات النكسة وحرب الاستنزاف وحرب أكتوبر وعلى امتداد حياته بشكل عام، وكان من أغزر الموسيقيين تلحينا لمصر وفي عشق مصر.

متى ولد بليغ حمدي

ولد بليغ عبد الحميد حمدي مرسي في حي شبرا بالقاهرة في 7 أكتوبر عام 1932م وكان والده يعمل أستاذا للفيزياء في جامعة “فؤاد الأول” (جامعة القاهرة حاليا)، وأتقن العزف علي العود في التاسعة من عمره وحينما بلغ الثانية عشر حاول الالتحاق بمعهد فؤاد الأول للموسيقي إلا إن عمره الصغير حال دون ذلك، فالتحق بليغ بكلية الحقوق وفي نفس الوقت التحق بشكل أكاديمي بمعهد فؤاد الأول للموسيقي “معهد الموسيقي العربية حاليا”.

واقنع السيد محمد حسن الشجاعى مستشار الإذاعة المصرية وقتها بليغ حمدي باحتراف الغناء، وبالفعل سجل بليغ للإذاعة أربع أغنيات لكن تفكيره كان متجها صوب التلحين وبالفعل لحن أغنيتين لفايدة كامل وتوطدت علاقته بالفنان العظيم الموسيقار محمد فوزي، الذي أعطاه فرصة التلحين لكبار المطربين والمطربات من خلال شركة “مصر فون” التي كان يملكها فوزي، وفي عام 1957م قدم أولى ألحانه لعبد الحليم حافظ “تخونوه”.

وفى عام 1960م بدأ تعاونه مع كوكب الشرق أم كلثوم في الأغنية التي كتب كلماتها الشاعر مأمون الشناوي “أنساك” ثم استمر تعاونهما و حتى قبيل وفاتها، فكانت من نصيبه أخر أغانيها “حكم علينا الهوا ” التي سجلتها عام 1973م ولم يمنحها القدر فرصة غنائها فوق المسرح

ولحن لها أيضا “كل ليلة و كل يوم”  من كلمات مأمون الشناوي و”حب أيه” من كلمات “عبد الوهاب محمد ” و”ظلمنا الحب”  من كلمات عبد الوهاب محمد و”سيرة الحب” من كلمات مرسى جميل عزيز و”بعيد عنك” من كلمات مأمون الشناوي و”إنا فدائيون” من كلمات عبد الفتاح مصطفى و”فات الميعاد” من كلمات مرسى جميل عزيز و”ألف ليلة و ليلة” من كلمات مرسى جميل عزيز و”الحب كله” من كلمات احمد شفيق كامل.

ثم قدم بليغ لعبد الحليم حافظ مجموعة من أروع الألحان منذ نهاية الستينات وحتى منتصف السبعينات منها “جانا الهوى”، “التوبة”،  “موعود”، “سواح”، “تخونوه”، “حبيبتي من تكون”، “مداح القمر”، ” زي الهوى”، “حاول تفتكرني”،  “أي دمعة حزن”، “عدي النهار”، “فدائي”، “عاش اللي قال”.

بليغ حمدي
بليغ حمدي

 

واهتم بليغ حمدي خلال مشواره بالمسرح الغنائي وقدم عدة مسرحيات غنائية واوبريتات استعراضية أهمها “مهر العروسة”، “تمر حنة”، “ياسين ولدي”، وقد تعاون بليغ حمدي مع الثنائي محمد رشدي وعبد الرحمن الأبنودي في مطلع الستينات فقدم الفلكلور المصري بكافة أنواعه وجمله الشجية فقدموا معا عدد من الأغنيات منها “عدوية”، “بلديات”، “وسع للنور”  كما قدم لمحمد رشدي من كلمات آخرين “ميتة أشوفك”، “على الرملة”، “مغرم صبابة” ، “طاير يا هوى” وكان بليغ هو أول من اكتشف المطربة عفاف راضي.

ووضع بليغ الموسيقي التصويرية لكثير من الأفلام والمسرحيات والمسلسلات التليفزيونية والإذاعية منها “شئ من الخوف”، “أبناء الصمت”، “العمر لحظة”،  “آه يا ليل يا زمن”، “أضواء المدينة”، ومن المسرحيات “ريا وسكينة” و”زقاق المدق” ومن المسلسلات “بوابة الحلواني”.

وقد توفي الموسيقار العظيم بليغ حمدي في 17 سبتمبر من عام  1993م، عن عمر ناهز 61 عاما.

Exit mobile version