تجربة مغربية: المغرب “الأخضر” لمكافحة التغير المناخي
تسعى الرباط من أجل “مغرب أخضر” بهدف التكيف مع التغير المناخي بما يقلص من آثاره ويحافظ على البيئة ويخلق فرص عمل جديدة.
ومن بين الأمور التي يحاول تنفيذها من أجل هذه الغاية، مواصلة العمل في محطات الطاقة الشمسية “نور”، حيث تم افتتاح المرحلة الأولى منه “نور 1″، التي تمتد على مساحة 480 هكتارا، ويوجد فيها ما يصل إلى نصف مليون مرآة عاكسة، ويتوقع أن تنتج 160 ميغاواط من الكهرباء.
وكانت المرحلة بدأت في العام 2013، وبكلفة 730 مليون يورو، على أن تكون قادرة على الوصول إلى تخزين حراري لمدة 3 ساعات.
أما مساحة المرحلة الثانية “نور 2″، التي بدء العمل فيها في وقت سابق من العام الجاري، فتصل إلى 680 هكتارا وبطاقة إنتاجية تقدر بنحو 200 ميغاواط وقدرة تخزين حراري لنحو 7 ساعات، وتقدر تكلفتها بحوالي 810 ملايين يورو.
وتبلغ مساحة محطة “نور 3” نحو 750 هكتارا، وبطاقة إنتاج إجمالية حوالي 150 ميغاواط وسعة تخزين حراري تصل إلى 8 ساعات، وتقدر تكلفة هذه المرحلة بحوالي645 مليون يورو.
ومن المنتظر أن يقلل مشروع نور بمراحله المختلفة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بحوالي 3.7 مليون طن سنويا.
ويسعى المغرب إلى توليد نحو 52 في المئة من احتياجاته من الكهرباء من خلال الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، الأمر الذي من شأنه أن يحفز الصناعات التحويلية المحلية من خلال الحصول على ما يصل إلى 35 في المئة من مكونات المرحلة الثانية لمحطة نور 2 من مصنعين محليين.
ولتشجيع المزيد من الاستخدام الكفؤ للطاقة وتحرير الموارد من أجل الاستثمار في الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر المراعي للبيئة ألغى المغرب كل أشكال الدعم على الديزل والبنزين وزيت الوقود الثقيل.
ويهدف مخطط “المغرب الأخضر” إلى حماية البيئة وسبل كسب الرزق للمغاربة، مع العلم أن قطاع الزراعة يشكل نحو 15 في المئة فقط من إجمالي الناتج المحلي للمغرب، رغم أنها تستوعب قرابة 40 في المئة من القوى العاملة.
كذلك بدأ المغرب في التعامل مع المحيط الأطلسي باعتباره موردا طبيعيا لا يقل أهمية عن اليابسة، مع تحسين إدارة المنطقة الساحلية وتطوير المزارع السمكية المستدامة، خصوصا وأن قطاع الصيد البحري (صيد الأسماك) يشكل ما نسبته 56 في المئة من الصادرات الزراعية للبلاد.
كما يبذل المغرب جهودا للحفاظ على مستودعاته من المياه الجوفية، التي تعتبر مصدرا طبيعيا للمياه العذبة، وتمتاز بأنها تجدد نفسها إذا ما تم الحفاظ عليها، والتي تعتبر مكسبا للبيئة وللأجيال الحالية والمستقبلية.
وعلى صعيد طاقة الرياح، يهدف المغرب إلى إنتاج نحو 2000 ميغاواط من طاقة الرياح بحلول العام 2020، الأمر الذي من شأنه أن يساهم في 26 في المئة من احتياجات المغرب من الكهرباء.، وبما بقلل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 5.6 مليون طن سنويا.
وتنتشر مزارع الرياح الحالية في كل من طنطان وطرفية والعيون وطنجة والصويرة، وتولد 101.87 و300 و50.6 و140 و60 ميغاوط على الترتيب، أي ما مجموعه 652.47 ميغاواط.