تقنية لتعتيم الزجاج
هل شعرت يومًا بالملل من وضع الستائر على نوافذ بيتك أو مكتبك ؟! هل يمكنك الاستغناء عن الستائر يوماً ما ؟ وهل تم التوصل إلى بدائل للستائر ؟ وهل هذه البدائل ستقوم بنفس وظيفة الستارة التقليدية ؟ الإجابة .. نعم , فلم نعد في احتياج إلى تغطية النوافذ بعد اليوم، هنا لا نتحدث عن الزجاج العاكس للبنايات الشاهقة الجميلة التي تحول بألوانها الزاهية في النهار المدن الحديثة ، بل إنه نوع جديد من الزجاج الذكي.
حيث طّور باحثون في كلية الهندسة من جامعة هارفارد الأمريكية نوافذ جديدة تتغير حالتها من شفافة إلى معتمة في ثانية واحدة فقط .. يعنى في غمضة عين !
ربما يكون خبر النوافذ المعتمة غير جديد بالنسبة لنا، ولكن النوافذ الموجودة حاليًا باهظة الثمن، إضافة إلى عيوبها الأخرى، وذلك لأن عملية تصنيعها صعبة، بحيث تعتمد على تقنية تسمى بالترسيب الفراغي، حيث يقومون بترسيب الطبقات الجزيئية للمادة بصعوبة بالغة.
وفي المقابل، تتكون النوافذ المبتكرة من لوح زجاجي أو بلاستيكي، يقع بين لوحين من المطاط يتم طلاؤه بأسلاك الفضة النانوية.
الأسلاك النانوية صغيرة جدًا، وفي الحالة الطبيعية تلتقط الضوء فتجعله مرئي للبشر. ولكن إن قمنا بتمرير تيار كهربائي، فإن الأسلاك النانوية تتحرك جميعها، محاولة الاقتراب من بعضها البعض، وبالتالي تشتت الضوء الداخل وتقوم بتعتيم الزجاج مما يحجب الرؤية في أقل من ثانية.
ومن خلال تغيير الجهد والتيار يمكننا الحصول على مستويات مختلفة من التعتيم في الزجاج، فوجود تيار قوي وبصورة مناسبة يجعل الرؤية معتمة في ذلك الزجاج.
يقول “ديفيد كلارك” من جامعة هارفارد:” إن هذه الطريقة هي ظاهرة فيزيائية أكثر من أنها قائمة على أساس تفاعل كيميائي، حيث تعد أبسط ويُحتمل أن تكون أرخص من النوافذ التقليدية”.
كما يقول الدكتور “صموئيل شيان” من جامعة هارفارد أن سطح المطاط الصناعي المعتم يشبه طبقة من الجليد على البركة. ويضيف قائلًا: “إذا كانت البركة المجمدة على نحو سلس، يمكنك أن ترى من خلال الجليد، ولكن إذا تم خدش الجليد بكثافة، لا يمكنك المشاهدة من خلاله”.
جدير بالذكر أن جامعة هارفارد قدمت على براءة اختراع تقنية لتعتيم الزجاج لهذه النوافذ، فيما يسعى كلارك وشيان لتطوير المطاط الصناعي حتى يصبح أقل سمكًا، مما يقلل من الجهد اللازم لجعل زجاج معتم.
