جهاز إنذار يكشف أوقات وقوع الزلازل والاهتزازات الأرضية

تصدر حركة الصخور الضخمة الموجودة تحت الأرض إشارات كهربائية قبل وقوع الزلازل تستطيع بعض الحيوانات الإحساس بها، فتعمل على تجنب المخاطر التي قد تترتب جراء تلك الكارثة الطبيعية، فالموجات الضعيفة جدا التي تحدث قبل الزلزال لا يستطيع الإنسان إدراكها، وإنما تدركها تلك الحيوانات.

ونقل المخترع السوري سعيد مليح تلك الفكرة ليصنع حهازا أطلق عليه “الحيوان الآلي” وعرضه في معرض المخترعين الذي أقيم على هامش مؤتمر البيئة الأول في مدينة السويداء في شهر مايو 2010، ويعتبر “الحيوان الآلي” جهاز إنذار مبكر عن حدوث الزلازل والهزات الأرضية.

وفي تصريحات نقلتها جريدة الوطن السورية قال مليح: “إن فكرة الجهاز الذي ينبئ بالهزات الأرضية بسيطة، وهي عملياً مستمدة من حركة بعض الحيوانات التي تشعر بهذه الهزات، حيث لاحظت بكل الزلازل والهزات الأرضية الكبيرة أن أغلب الحيوانات كانت تستشعر الخطر القادم من جوف الأرض قبل الإنسان بساعات طويلة، وأحياناً قبله بأيام، وقمت بتصميم الجهاز من خلال هذه الخاصية، فهو يعتمد على أربعة حساسات (أربعة قوائم) تلامس الأرض مباشرة دون أي عازل”.

ويضيف: “وتقوم هذه الحساسات بنقل الاهتزاز البسيط القادم من جوف الأرض الذي يسبق عادة حدوث أي زلزال، إلى لوحة خشبية متوضعة هي الأخرى على أربعة نوابض تمكنها من نقل الاهتزازات إلى حركة «مكبرة» تشاهد بالعين المجردة، وقد رسمت على اللوحة الخشبية ثلاث دوائر محتواة داخل بعضها بعضاً أصغرها ملونة باللون الأخضر وتعني مرحلة الأمان والوسطى لونها أحمر والثالثة لونها أصفر، وهي مرحلة حدوث الخطر، أما آلية معرفة مستوى الخطر (الزلزال) القادم فتعتمد على مؤثر ثابت، مثبت فوق الدوائر الثلاث، فمثلاً عندما تكون الاهتزازات القادمة من جوف الأرض شديدة تتحرك لوحة الدوائر ليصبح المؤشر فوق الدوائر الحمراء وهو ما يعني أن زلزالاً متوسط الشدة قادم وينطلق في هذه المرحلة صوت متقطع من الجهاز الذي يجب أن يكون موصولاً إلى مضخم صوت يوضع مثلاً وسط المدينة لينبئ الناس بأمر الزلزال”

أما إذا كانت الاهتزازات عنيفة فيشير المخترع إلى أن لوحة الدوائر ستتحرك بعنف ليشير المؤشر الثابت إلى الدوائر الصفراء، وهي الحال التي يصدر الجهاز عندها صوتاً حاداً متواصلاً يخرج أيضاً من مضخم صوت في مكان ما من المدينة أو مركز الأبحاث مشيراً إلى أن زلزالاً شديداً قادماً.

وأكد مليح أن الجهاز يجب وضعه داخل غرفة معزولة من الإسمنت المسلح تحت سطح الأرض وعلى عمق نحو ثلاثة أمتار حتى تضمن عدم تأثر آلية عمل الجهاز بالاهتزازات وتأثيرات الحركة والضجيج الذي يحدثه الإنسان فوق سطح الأرض مثل حركة السيارات والآليات الثقيلة، وأصوات وتأثيرات القصف الحربي وغيرها من المؤثرات الحركية، ويفضل أن يكون الجهاز في مكان معزول نسبياً خارج نطاق المدن المكتظة، علماً أنه ينقل الاهتزازات الباطنية الأرضية من عمق عشرات الأمتار وبدائرة يتجاوز قطرها أيضاً عشرات الأمتار، ويجب أن يزود الجهاز بطاقة كهربائية يعمل من خلالها.
موضوع متكامل حول الهندسة

Exit mobile version