عندما يُذكر اسم حازم إمام، أو كما يُلقب بـ”الثعلب الصغير”، يتبادر إلى الذهن لاعب مبدع ترك بصمة خالدة في كرة القدم المصرية والإفريقية. فقد جمع بين المهارة الفنية الفائقة والروح الرياضية العالية، ليصبح أحد رموز نادي الزمالك ومنتخب مصر، وواحدًا من أكثر اللاعبين جماهيرية في تاريخ الكرة المصرية.
Table of Contents
النشأة والبداية
وُلد حازم إمام في 10 أبريل 1975 بمدينة القاهرة، وينتمي لعائلة كروية عريقة؛ فجده حمادة إمام كان أحد أساطير الزمالك ووالده الكابتن يحيى إمام حارس مرمى النادي والمنتخب الوطني. هذا الإرث الكروي جعل حازم يعيش في أجواء كرة القدم منذ نعومة أظافره، فكان طبيعيًا أن يتجه ليكمل مسيرة عائلته المميزة داخل المستطيل الأخضر.
بدأ مشواره الكروي في قطاع الناشئين بنادي الزمالك، حيث ظهرت موهبته مبكرًا بفضل لمسته الفنية وسرعته الفائقة وقدرته على المراوغة وصناعة الأهداف. سرعان ما لفت الأنظار، ليتم تصعيده للفريق الأول في أوائل التسعينيات.
مسيرته مع الزمالك
ارتدى حازم إمام قميص الزمالك في فترة ذهبية، حيث ساهم في قيادة الفريق لتحقيق بطولات محلية وقارية مهمة. كان عنصرًا حاسمًا في بطولات الدوري المصري الممتاز وكأس مصر، كما لعب دورًا بارزًا في تتويج الزمالك ببطولات إفريقيا، أبرزها:
-
دوري أبطال إفريقيا عام 1996.
-
كأس السوبر الإفريقي.
-
ألقاب الدوري والكأس المحلية.
تميز “الثعلب الصغير” بأسلوب لعبه المختلف؛ فهو لاعب وسط هجومي يتمتع برؤية ثاقبة للملعب، يستطيع خلق الفرص وصناعة الأهداف بدقة، إضافة إلى قدرته على التسجيل في الأوقات الحاسمة.
الاحتراف الخارجي
لم يقتصر مشوار حازم إمام على الملاعب المصرية، بل خاض تجربة احترافية مميزة في أوروبا، حيث لعب في إيطاليا بصفوف نادي أودينيزي، ثم انتقل إلى دي غرافشاب الهولندي. ورغم أن فترة احترافه لم تكن طويلة، فإنها أكسبته خبرة دولية واسعة ورفعت من قيمته الفنية كلاعب قادر على المنافسة في الملاعب الأوروبية.
مع منتخب مصر
ارتدى حازم إمام قميص المنتخب الوطني في العديد من البطولات، وكان أحد أبرز عناصر الجيل الذهبي في منتصف التسعينيات وحتى بداية الألفية. شارك في بطولة كأس الأمم الإفريقية 1996 بجنوب إفريقيا، حيث تألق وأبهر الجماهير بمهاراته. كما ساهم في قيادة المنتخب في العديد من التصفيات المؤهلة لكأس العالم.
المهارات واللقب “الثعلب الصغير”
لقب “الثعلب الصغير” لم يأت من فراغ؛ فقد ورثه عن جده الراحل حمادة إمام “الثعلب الكبير”. والسبب يعود إلى قدرته على المراوغة، ودهائه الكروي داخل الملعب، وذكائه في استغلال المساحات والتمركز السليم. كان خصمًا صعبًا لأي مدافع، إذ يجمع بين الخفة والقدرة على تمرير الكرات الحاسمة.
الإنجازات والألقاب
حقق حازم إمام العديد من البطولات مع الزمالك ومع المنتخب، ومن أبرزها:
-
3 بطولات دوري أبطال إفريقيا.
-
4 بطولات دوري مصري ممتاز.
-
كأس مصر أكثر من مرة.
-
كأس السوبر المصري.
-
كأس السوبر الإفريقي.
هذه الألقاب جعلته واحدًا من أعظم من ارتدى قميص الزمالك على مر التاريخ.
الاعتزال وما بعده
أعلن حازم إمام اعتزاله كرة القدم في عام 2008، ليترك خلفه إرثًا كبيرًا من البطولات والذكريات. لم يبتعد عن المستطيل الأخضر بعد الاعتزال، إذ اتجه للعمل الإداري والإعلامي، حيث شغل منصبًا في مجلس إدارة اتحاد الكرة المصري، كما أصبح محللًا رياضيًا بارزًا في القنوات الفضائية.
من خلال عمله الإعلامي، واصل حازم إمام التأثير في الوسط الكروي المصري، حيث اشتهر برؤيته الهادئة وتحليلاته العميقة، مما جعله محبوبًا من الجماهير حتى بعد اعتزاله.
إرث خالد في كرة القدم المصرية
يُعد حازم إمام أحد أكثر اللاعبين الذين جمعوا بين الموهبة والروح الرياضية. فقد ترك بصمته داخل الملعب بأهدافه ومهاراته، وخارجه بأخلاقه وتواضعه. ورغم مرور السنوات على اعتزاله، لا يزال اسمه محفورًا في قلوب عشاق الزمالك والكرة المصرية.
حازم إمام والإرث الكروي لعائلة إمام
لم يكن حازم إمام مجرد لاعب بارز في نادي الزمالك ومنتخب مصر، بل كان امتدادًا لإرث عائلي عريق في كرة القدم. فجده يحيى إمام وحارس الزمالك التاريخي، ووالده حمادة إمام نجم الزمالك الملقب بالثعلب الكبير، أسهما في صناعة تاريخ القلعة البيضاء قبل أن يتسلم حازم الراية ويواصل كتابة المجد. هذا الامتداد الأسري جعل حازم يعيش كرة القدم منذ طفولته، ويُدرك أن حب الزمالك ليس مجرد انتماء عادي بل مسؤولية كبيرة. وقد نجح في أن يبرهن على أن الألقاب والبطولات قد تُنسى أحيانًا، لكن الإرث الكروي والروح العائلية يظلان خالدين جيلاً بعد جيل.
خاتمة
إن مسيرة حازم حمادة إمام – الثعلب الصغير هي قصة لاعب استثنائي كتب اسمه بحروف من ذهب في تاريخ نادي الزمالك والكرة المصرية. فهو لم يكن مجرد لاعب مهاري، بل رمزًا للالتزام والاحترافية وحب اللعبة. وما زال تأثيره مستمرًا حتى اليوم، سواء عبر إنجازاته أو من خلال دوره الإعلامي والإداري في خدمة الكرة المصرية.