خلال شهور.. إنترنت بعشرة آلاف ضعف السرعة الحالية

الانترنت الذي نستخدمه يومياً قد يصبح شيئاً من الماضي. فالعلماء يسعون الآن لصنع بديل سريع جداً قادر على خزن أفلام روائية ونقلها بأكملها خلال ثوان.

ففي سرعة تزيد على سرعة الانترنت من نوع النطاق العريض (BROADBAND) بعشرة آلاف مرة، ستكون الشبكة قادرة على إرسال كل حفلات فرقة رولينج ستونز الموسيقية من بريطانيا إلى اليابان خلال أقل من ثانيتين.

وقال ديفيد بريتون، بروفسور الفيزياء في جامعة جلاسكو، وأحد الوجوه البارزة في تطوير هذا المشروع، إن تقنيات هذه الشبكة قادرة على «تثوير» المجتمع. وأضاف أنه من «خلال هذه القوة الكومبيوترية ستكون للأجيال القادمة القدرة على التعاون والتواصل بطرائق لا يستطيع أبناء الأجيال السابقة مثلي حتى أن يتخيلوها». وأضاف: «أن قوة هذه التقنية الجديدة ستمكِّن الأجيال القادمة من التواصل والتعاون عبر وسائل لا يمكن لأشخاص مثلي مجرد تصورها».

وذكرت صحيفة «صنداي تايمز» اللندنية في عددها الصادر أمس أن قوة هذه الشبكة الجديدة ستكون بارزة للعيان هذا الصيف بعد أن حدد العلماء في سيرن يوم «الضغط على الزر الأحمر» الخاص بجهاز «ال إتش سي»، وهو جهاز تسريع جديد للجسيمات الالكترونية، الخاص بالبحث عن أصل الكون. وسيتم تفعيل الشبكة في نفس الوقت الذي يتم فيه مسك المعلومات التي تولدها.

ويقع مركز سيرن بالقرب من جنيف، وكان قد بُدِئَ في هذا المشروع منذ سبع سنوات حينما أدرك الباحثون أن جهاز «إل إتش سي» سيُولدُ معلومات سنوية تساوي 56 مليون قرص مضغوط، وهذا كافٍ لبناءِ برجٍ منه يبلغ ارتفاعه 40 ميلا. وهذا يعني أن العلماءَ في مركز سيرن حيث ابتكر السير تيم بيرنرز شبكة الويب عام 1989 لن يكونوا قادرين على استخدام ابتكاره خوفا من أن يؤدي ذلك إلى انهيار عالمي في كل أنظمة الانترنت. ومن المتوقع أن تتضح قوة شبكة سيرن الجديدة هذا الصيف عندما يبدأ تشغيل الدواسة الجزيئية الجديدة التي شيدت لسبر أصل الكون.

وهذا يعود لأن الانترنت تطور عن طريق ربط خليط واسع من الكابلات مع أجهزة توجيه ومعظمها صمِّم من أجل النداءات الهاتفية، ولذلك فهي ستكون لها القدرة على نقل المعلومات بسرعة عالية. وعلى العكس من ذلك، فإن الشبكة الجديدة صنعت باستخدام كابلات من الألياف البصرية وباستخدام مراكز توجيه، وهذا يعني أنها خالية من مركبات قديمة تبطئ من تدفق المعلومات. وحالياً، بادرت كل شركات توفير خدمات الانترنت إلى إنشاء هذه الأجهزة ومن المتوقع أن يزيد عددها إلى 200 ألف شركة خلال العامين المقبلين.

الشرق الأوسط

Exit mobile version