رؤية الدكتور هشام عاشور أستاذ أمراض النساء لمستقبل الصحة

رؤية الدكتور هشام عاشور لمستقبل الصحة في مصر

 

قال الدكتور هشام عاشور، الجراح العالمى وأستاذ أمراض النساء وطب التوليد، إنه ليس من الضرورى أن نبدأ من الصفر لإصلاح المنظومة الصحية في مصر ، ولن نخترع العجلة، وفى رأيى يمكننا تطبيق النظام الصحى الألمانى بحذافيره لأنه قائم على التكافل الاجتماعى سواء بطيب خاطر أو بقوة القانون، والشعب المصرى عظيم ويستحق نظاماً صحياً يليق به ويحفظ كرامته، وعلينا أن نبدأ من الآن، فلا يوجد لدينا وقت لأن التحديات كبيرة ومصر فى مرحلة تغيرات كبرى، وأعجبت كثيراً بمقولة رددها الرئيس عبدالفتاح السيسى بأنه لا يوجد لدينا رفاهية الوقت يجب أن نعمل، لذا علينا البدء فوراً بنظام صحى، والاستفادة من النظم العالمية من خلال تشكيل مجموعة خبراء لدراسة النظم الصحية المختلفة سواء الألمانى أو الإنجليزى أو الفرنساوى، وأعلم بأن لدينا قانوناً للتأمين الصحى.

وأضاف “عاشور” ، أن المسألة ليست فى إنفاق الأموال، بل يجب أن يكون الهدف هو أن أى مواطن مصرى يمتلك كارنيه التأمين الصحى يدخل أى مستشفى ليتلقى العلاج الأمثل، وتطبيق النظام الصحى الأمثل فى مصر يستغرق سنوات، ولكن علينا أن نبدأ من الآن، ومن واقع تخصصى فى إدارة المستشفيات وعضو مجلس إدارة فى شركة ألمانية تمتلك 220 مستشفى، هناك مجموعة من التضحيات لبدء تطبيق نظام صحى أمثل فى مصر، أولها تضحية من المواطن لأنه سيدفع 7.5% من راتبه للمنظومة الصحية، وفى المقابل سيجد رعاية صحية فى أى وقت، والتضحية الثانية من الإدارة الصحية، من خلال عمل هيكلة كاملة لقطاع الصحة، والتخلى عن فكرة أن الحكومة تملك المستشفيات، ويجب أن تتحول إدارة المستشفيات إلى الإدارة الصحيحة فى كل الأمور، ولفت إلى أن الوصول إلى منصب إدارى فى ألمانيا يتطلب دراسة الإدارة، والحصول على ماجستير فى الاقتصاد، وتهتم الإدارة بالمراقبة على طرق إنفاق الأموال فى المنظومة الصحية التى يدفعها المواطن من ضرائبه، وأن تنتشر ثقافة الثقة فى أن ما سيدفعه المواطن فى المنظومة الصحية سيؤتى ثماره، بجانب أن تحديد الأسعار لا يجب أن يكون تعسفياً، بل قائم على مبدأ العدالة مع هامش ربح معقول يمكن لشركات التأمين أن تدفعه، وأن تضع فى بالها دوماً التخطيط، وتنظيم الحملات القومية لنشر التوعية بهذه الأمور.

رؤية الدكتور هشام عاشور أستاذ أمراض النساء لمستقبل الصحة

وأكد “عاشور”، أن مصر لديها بنية تحتية فى مجال الصحة غير موجودة فى ألمانيا، سواء عدد المستشفيات، ألفين ونصف مستشفى، أو الأطباء، ولكنهم للأسف غير موزعين على القرى والمحافظات المختلفة، وفى ألمانيا مستوى الخدمة الصحية فى القرية لا يقل عن العاصمة برلين، التضحية الثالثة من الأطباء بالتخلى عن فكرة العمل بالمستشفى والعيادة، على أن يركز فى أحدهما مع توفير المرتب الكريم للطبيب فى حال تفرغه للعمل بالمستشفى فقط، بعكس ما يحدث الآن فى بعض المستشفيات المصرية التى تخلو من وجود الطبيب، وهذا ما يجرمه القانون الألمانى وعقوبته السجن.

وأضاف: “يتطلب ثورة ثقافية بين العاملين فى المجال الصحى بتغيير فكر الموظفين بالإدارات المختلفة، ومخاطبة الضمير الإنسانى، فلا يصح أن أتقاضى راتبى دون عمل فى المقابل للنهوض بالبلاد على أسس سليمة، ومشكلتنا أننا شعوب لا تنتج، ولن ننهض دون تضحيات، وعلى مصر أن تمر من عنق الزجاجة بسلام، وأقترح أن نبدأ فى تطبيق نظام الرعاية الصحية فى منطقة محور قناة السويس، الذى يقطنه عدد سكان قليل والنظر فى نتائج تطبيق هذا النظام، فى حال نجاحه يمكن أن يعمم على باقى المحافظات بعد استطلاع رأى المواطنين”.

وحول نظام التعليم في كليات الطب المصرية قال “عاشور”: “نظام التعليم الأساسى فى كليات الطب المصرية أفضل من ألمانيا، مع ضرورة إدخال تعديلات فى زيادة الجانب العملى عن النظرى، إلا أن مراحل تعليم التخصص الطبى ألمانيا تتفوق فيه عن مصر، فمثلاً الدراسة العامة للطب فى ألمانيا تستغرق 6 سنوات، وإذا أراد الطالب التخصص فى أمراض النساء مثلاً يقضى ما بين ثلاث إلى أربع سنوات فى الدراسة الأكاديمية المجانية، أى إن الطبيب قبل أن يمارس عمله فى تخصصه يقضى 14 سنة فى الدراسة على الأقل، وليس من حقه العمل بالمستشفيات أثناء الدراسة، بل يتفرغ فقط للدراسة، ولا يصح للدكتور المتخصص فى جراحة الأورام أن يعمل فى أى تخصص آخر”.

وأوضح “عاشور”، أنه يعمل بالتعاون مع وزارة الصحة على تنفيذ مشروع الرعاية الصحية المتكاملة لغير القادرين بالتعاون مع المستشفيات الحكومية، بينها مستشفى وادى النيل، كما يعمل بالتوازى لتنفيذ مشروع آخر يهدف للكشف المبكر على مرض سرطان الثدى فى القرى الأكثر فقراً، فى مشروع يحمل اسم «حياة»، بخاصة أن الطاقة التى حملها مجموعة علماء مصر بالخارج عقب زيارتهم الأخيرة تؤكد أن مصر تتغير للأحسن رغم الصعوبات الاقتصادية، الاجتماعية، ولكننا نسير فى الطريق الصحيح للتغلب على هذه المشكلات، وعلينا نشر مجموعة من الثقافات لتحسين مستوى معيشة المواطنين، على رأسها أن ينجب أطفالاً بحسب قدرته المادية، حتى لا تمثل عبئاً على معيشته وبلده، ونشر هذه الثقافات بالتعاون مع الإعلام والمدارس والمساجد، والكنائس، وأخيراً يجب أن يعمل المواطن دون الاعتماد الكلى على الحكومة، وعلى الشباب المصرى أن يعى بأن مصر هى مهد الحضارة الإنسانية وعلينا أن نعمل على قدر المسئولية للنهضة بهذه البلاد.

Exit mobile version