زجاجة ذكية:تستشعر أقرب مصدر للمياه.. وتحدد ما إذا كان ملوثًا

عشق السفر وكثرة الترحال إلى أماكن جديدة، هو الشغف الذى يسير وراءه الرحالة حيثما كان المكان المقصود، حتى لو تطلب ساعات من السير على الأقدام دون توقف، ورغم المتعة التى يجدونها فى هذه الأثناء إلا أن مياه الشرب تمثل العائق الأكبر، بدءًا من مخاوف نفاد كميتها، ومدى صلاحيتها.

وفى هذا الصدد وجد الشاب محمود طلعت ضالته لمعالجة هذه المعضلة، فعمل على تصميم مشروعه Introducing water x، والذى يعتمد على الإشارة إلى مصادر المياه القريبة من المنطقة، ومدى صلاحيتها للشرب، وفلترة الكمية المعبأة، كما أنها مصنعة من المواد البلاستيكية المعاد تدويرها.

ووصل «طلعت» بهذا المنتج إلى المراحل النهائية قبل طرحه، راويًا لـ«المصرى لايت» أنه يدرس فى قسم تصميم المنتجات بكلية الفنون التطبيقية جامعة 6 أكتوبر، ومشروعه تعلق بمنتج مستدام ومسالم للبيئة، والمستهدف منه هم المسافرون بشكل يومى لفترات طويلة، والعاشقون لإقامة المخيمات.

بناءً على ما سبق تتضمن الزجاجة استشعارا لأقرب مصدر للمياه فى المنطقة المحيطة، مع التحديد إذا كان ملوثًا أم لا، وتبدأ العملية بملء العبوة بالماء، حتى يتسنى معرفة قابليتها للمعالجة فى الداخل أم لا من قِبَل الفلتر الداخلى.

ويختلف تصميم فلتر العبوة عن الأجهزة المتداولة فى المنازل، فهو يتحكم فى عدد الدورات عكس الأخرى التى لا تتمتع بهذه الميزة، كما يحتوى على «باور بانك» لغرض الشحن بشكل مماثل للمتداول بالنسبة للمحمول، لكنه يستعمل فى حالات الطوارئ.

وتتضمن العبوة بطاريات ليثيوم من نوع lg، والتى تكفى الجهاز للعمل على مدار 3 أيام كمتوسط، كما به مقبض «ارجنوميكى» مريح لليد، وهو نتاج محاولات نجحت بعد تصميم ٩ نماذج، بغرض الوصول لأفضل وضعية للراحة.

ويستطرد «طلعت» رصد مميزات العبوة، قائلًا إنه بجوار الفلترة والشحن، تتصل العبوة بتطبيق عبر المحمول ينبه الشخص بضرورة الشرب حال نسيانه، بجانب وجود نظام إضاءة «ليد» فى الأعلى، كما يساعد على الحفاظ على النسبة المثالية للمياه التى يحتاج الفرد لشربها.

وبعيدًا عن محتويات العبوة، يكشف «طلعت» أنها مصنوعة من Filament pla، أى جمع وإدخال البلاستيك فى مكن حتى تخرج فى صورة بكرة ليُعاد تدويره، قبل تشكيلها على الهيئة المرادة، وهو ما يضمن استغلال المخلفات البلاستيكية غير القابلة للتحلل.

وعن التساؤل حول احتواء العبوة على كل هذه المميزات رغم صغر حجمها، يشرح «طلعت»: «دى مش النهاية، أعتبر حجمه الحالى مازال كبيرًا، وحينما يصل لمرحلة الإنتاج النهائى سيكون هناك فريق أكبر سيؤدى لإنتاج أجزاء أصغر بموجب شرائح مبرمجة».

النموذج الحالى هو الشكل قبل النهائى حسب «طلعت»، مضيفًا أنه تلقى عروضًا من هيئات داخل مصر لشرح عمله، كما من المقرر حضوره اجتماعا داخل العاصمة الإدارية الجديدة للحديث عنه بدعوة من مركز دعم الابتكار والتكنولوجيا بوكالة الفضاء المصرية: «الأمر لا يزال فى مرحلة التطوير».

عمل «طلعت» على هذا المشروع، الذى أشرفت عليه الدكتورة عزيزة ماهر، على مدار 600 ساعة، واستهلك منه «طاقة ووقت كبير جدًا» حسب تعبيره، بخلاف الأفكار التى يسعى لتطبيقها، وهو ما أتى بعد عدد من الأعمال التى صممها، مثل تطبيق لمعرفة نسبة القهوة التى يحتاجها الفرد، ونموذج لسيارة «لامبروجينى» بشكل مصغر.

وعن طرحه للمواطنين يرى «طلعت» أن الأمر لا يزال طويلًا، فإنتاج عدد بسيط ممكن خلال 6 أشهر، لكن لعرض عدد يصل إلى 10 آلاف على سبيل المثال يحتاج لإنهاء الإجراءات كافة بعد عامين، خاصةً مع وجود معايير للجودة والأمان للمنتج.

يختم «طلعت» حديثه: «المنتج اتصنع فى مصر وبإيد مصرية، ومن خامات معاد تدويرها علشان تكون مستدامة وصديقة للبيئة، أنا فعلًا فخور بكل خطوة أخدتها هنا وبنفسى، ومهما عدت الأيام الصعبة كنت بقوم وبحاول حتى لو كان فيه ألف تحدى».

المصدر: المصري اليوم لايت

Exit mobile version