المجلةبنك المعلومات

زينب سلبي.. امرأة من أجل النساء فى مناطق النزاعات

البعض منا حينما يتعرض لتجربة سيئة في سن صغيرة، قد تمتلئ نفسه بطاقة سلبية يصبها في كل اتجاه، بينما تكون تلك التجارب السيئة حافزا للبعض على التعاطف والتفاعل الإيجابي مع الآخرين الذين يعانون من آثار تجارب إنسانية سيئة. والسيدة “زينب سلبي Zainab Salbi ” هي واحدة من هذا الصنف الثاني من الناس.

زينب سلبي.. امرأة من أجل النساء فى مناطق النزاعات

“زينب” هي امرأة أمريكية من أصول عراقية، اشتهرت بكونها ناشطة إنسانية، ومضيفة إعلامية، ومؤلفة، وهي المؤسس والرئيس التنفيذي السابق  لمنظمة “النساء من أجل النساء الدولية خلال افترة من (1993 – 2011). ومقرها واشنطون. ولدت “زينب” في بغداد عام 1969، وفي عام 1980 اختار الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين والدها طيارا خاصا له، ومن ثم وضعت هي وأسرتها تحت ضغط ورقابة صارمة وتحملوا إهانات، وعاشوا في خوف من صدام ونظامه.

نساء من أجل النساء

وعندما بلغت “زينب” سن التاسعة عشرة أجبرت على الزواج من رجل كبير في السن يعمل بأحد البنوك في شيكاغو بالولايات المتحدة، وهي الزيجة التي لم تدم أكثر من ثلاثة أشهر، وجدت نفسها بعدها مضطرة للعيش معتمدة على نفسها في بلد غريب عليها، وفي عام 1993 تزوجت برجل فلسطيني الأصل اسمه أمجد عطا الله، وقد علم كلاهما “زينب” وزوجها عن الفظائع التي وقعت في حرب البوسنة، وأصبحوا متحمسين للتدخل على أمل إحداث تغيير إيجابي في حياة أولئك المحاصرين في معسكرات الاغتصاب. فكان أن طلبوا المساعدة للناجين من الاغتصاب من خلال المنظمات القائمة، لكنهم لم يجدوا اهتماما حينها. الأمر الذي أدى بهم لتأسيس منظمة “نساء من أجل النساء”. بهدف مساعدة الناجيات من الحرب من النساء على التعافي من تجاربهن. وقاموا بتصميم برنامج لمساعدة هؤلاء النساء على تحسين مهاراتهم، واستعادة الثقة بالنفس والصحة العاطفية لديهم، لإعادة بناء حياتهم في أعقاب الحرب. ومنذ عام 1993 إلى عام 2016 قدمت المنظمة الدعم للنساء الناجيات من الحرب في البوسنة والهرسك ورواندا وكوسوفو ونيجيريا وكولومبيا وأفغانستان والعراق وجمهورية الكونغو الديمقراطية والسودان.

وفي ظل ولاية زينب كرئيسة تنفيذية لمنظمة النساء من أجل النساء الدولية، وصلت المنظمة إلى أكثر من 400 ألف امرأة في ثماني مناطق للنزاع، ووزعت أكثر من 100 مليون دولار في شكل معونات مباشرة وقروض متناهية الصغر، ودربت الآلاف من النساء في مجال الوعي الحقوقي، وساعدت الآلاف على بدء مشاريعهن الصغيرة الخاصة. وقد حصلت زينب على عشرات الجوائز تكريما لها لعملها الإنساني هذا.

وبعد أن تركت “زينب” إدارة المنظمة عام 2011، بدأت عدة مشاريع إعلامية منذ عامي 2015 و 2016 منها “نداء” على قناة TLC Arabia و”مشروع زينب سلبي” على الهافنجتون بوست و AOL ، ومشروع آخر مع النيويورك تايمز.

المؤلفات

ما قامت بتأليف عدة كتب، منها كتاب “بين عالمين يهربان من الاستبداد: العيش في ظلال صدام Between Two Worlds Escape Tyranny: Growing Up in the Shadow of Saddamوالذي قامت بإعداده بمساعدة لوري بيكلاند عام 2005 ، والجانب الآخر من الحروب  قصص النساء حول العيش والأمل The Other Side of War: Women’s Stories of Survival and Hope ” عام 2006 ، “لو عرفتني لاهتممت If You Knew Me You Would Care ” بالاشتراك مع المصور الفوتوغرافي رينيو مايفريدي Rennio Maifredi عام 2013 ، وهي كتب يتناول أولها حياتها وحياة أسرتها تحت حكم صدام، ثم في الولايات المتحدة، بينما يوثق الكتابان الآخران قصصا للنساء اللائي تعرضن للاغتصاب أو لسائر أهوال الحروب، واستطعن التعافي من آثارها. أما آخر كتبها “الحرية هي عمل يتم داخلنا Freedom is an Inside Job ” فإنه من

المتوقع أن صدر في أكتوبر 2018، ويقول عنه موقعها أنها تستكشف فيه رحلتها المعلقة إلى الكمال، وكيف يمكن للشروع في مثل هذه الرحلة أن يوفر لكل واحد منا العالم الذي يريد أن يعيش فيه. فبعد

سنوات من العمل كرئيس تنفيذي ناجح وصانع تغيير، أدركت “زينب” أنها إذا أرادت مواجهة وشفاء ظلال العالم، فإنها في حاجة إلى مواجهة ظلالها هي أولا وهذا ما يمكن القيام به فقط بالنظر – إلى الداخل. من خلال الحكايات الشخصية، والقصص الواقعية، والأمثال، والتوجيهات الثاقبة، ومن ثم تمضي “زينب” في الكتاب عبر عملية اكتشاف للذات، نتعلم من خلالها كشف دوافعنا ورغباتنا الخفية حتى نتمكن من العيش في توافق مع قيمنا الأصيلة.

تعبر “زينب سلبي” عن خلاصة أفكارها وخبراتها على صفحات كتابها الأخير قائلة: “طالما أننا متضاربون من داخلنا، فسوف نواصل العيش في صراع خارجنا” لذا فـ “إذا أردنا تغيير العالم، يجب أن نبدأ بأنفسنا.”

زر الذهاب إلى الأعلى