“سقوط السماء”:البهلويون والأيام الأخيرة لإيران الإمبراطورية”

 “سقوط السماء”:البهلويون والأيام الأخيرة لإيران الإمبراطورية”

 

 

 

صدر مؤخرا كتاب “سقوط السماء”:البهلويون والأيام الأخيرة لإيران الإمبراطورية”، للكاتب الأميركي أندرو سكوت كوبر، وهو الكتاب الذي جاء ليلقي الضوء من منظور جديد على حياة شاه إيران، محمد رضا شاه بهلوي، في آخر أيامه. واهتمت وسائل إعلام أميركية بالحديث عن ذلك الكتاب الذي جاء ليحمل الكثير من التفاصيل والأسرار عن شاه إيران والأيام الأخيرة من فترة حكمه. حيث نوهت في هذا السياق صحيفة يو إس إيه توداي الأميركية إلى أن الشاه، الذي لاذ بالفرار من إيران عام 1979 وتوفي في العام التالي، كان حاكماً صارماً، وكان ولا يزال لإخفاقاته ونجاحاته تأثيراتها العميقة على العالم حتى وقتنا هذا، فضلاً عن دوره المحوري في تحويل النفط إلى سلاح جيوسياسي وجلبه بعبع الطاقة النووية إلى إيران. وقام كوبر في ذلك الكتاب بإعادة الشاه، إلى جانب حاشيته المتلونة والأوقات العصيبة التي مر بها، إلى الحياة مرة أخرى. وجاء الكتاب كتعديل للتاريخ في بعض أجزائه، وأبدا في الغالب نبرة تعاطفية مع الملك وزوجته، الملكة فرح، التي كانت من بين أشخاص كثيرين قابلهم كوبر من أجل إعداد ذلك الكتاب البحثي الثري بالتفاصيل. الطاغية الغارق في الدماء ولم يُقدِّم كوبر الشاه في الكتاب على أنه ذلك “الطاغية الغارق في الدماء”، كما كانت تصوره وسائل الإعلام الغربية في سبعينات القرن الماضي، بل قدَّمه باعتباره كان مستبداً محسناً في الغالب وأن ثورته البيضاء قد ساهمت في زيادة الدخل المادي لشعبه وتوسيع برامج محو الأمية والعمل على تعزيز حقوق المرأة بشكل كبير. ولم يُنكِر كوبر في الكتاب وقوع انتهاكات خلال فترة حكم الشاه، بما في ذلك وقائع تعذيب وموت بعض الخصوم السياسيين، لكنه حرص على توضيح حقيقة أنها كانت أقل بكثير مما كان يدعيه خصوم النظام ويتناقله كثير من الصحافيين خلال تلك الفترة. ودَعَّم كوبر معلوماته بهذا الصدد في الكتاب بعدة تحقيقات أجريت من قِبل الصليب الأحمر وكذلك جمهورية إيران الإسلامية نفسها. وبحسب كثير من المراقبين، فإن الشاه كان في الواقع أشبه بذلك الرجل الكبير الضعيف، الذي كان يتردد في إطلاق قواته الأمنية على الاحتجاجات العنيفة ليس فقط قبيل سقوطه، بل كذلك خلال الانتفاضات السابقة عامي 1953 و1963، فضلاً عن تقديمه تنازلات للخوميني عدة مرات. وورد أيضاً في الكتاب معلومات تتحدث عن رفض الشاه بكل أدب لعرض تقدم به الملك حسين، ملك الأردن، في أواخر عام 1978، حين توجه لإيران لتدعيمه في مواجهة أنصار الخوميني، حيث لم تكن لديه النية لقتل شعبه في سبيل البقاء في الحكم. كما أفصح الكتاب عن معلومات تخص رفض الشاه لعرض آخر تقدم به الرئيس العراقي، صدام حسين، في أغسطس عام 1978، لقتل الخوميني الذي كان منفياً في ذلك الوقت بالعراق. وبعدها بعامين، نشبت الحرب بين العراق وإيران، واستمرت على مدار 8 أعوام، ليروح ضحيتها حوالي مليون شخص من كلا الجانبين.

 

موقع موهوبون دوت نت

 “سقوط السماء”:البهلويون والأيام الأخيرة لإيران الإمبراطورية”
Exit mobile version