Table of Contents
صائد الإنجيل.. مغامرة قنص أقدم نسخ العهد الجديد
عثر باحث الكتاب المقدس الألماني كونستانتين فون تيشيندورف، على كنز أحدث صدىً هائلًا في منتصف القرن التاسع عشر. فقد اكتشف بعد سنوات من البحث المضنى الذي لا يخلو من المغامرة والخطر على مجموعة من رقائق المخطوطات الجلدية القديمة في دير سانت كاترين العتيق الكائن في قلب صحراء سيناء. هذه المخطوطة السينائية التي ترجع إلى القرن الرابع الميلادي تحتوي على أقدم نسخة كاملة تم اكتشافها من العهد الجديد – وبها أيضا فقرات يبحث الناس عنها اليوم في الإنجيل دون جدوى. جلب تيشيندورف أجزاء كبيرة من تلك المخطوطات إلى أوروبا عام ١٨٥٩. هل يعد هذا بمثابة عملية إنقاذ أم أنها سرقة مقتنيات فنية؟ يسافر يورجن جوتشليش ليقتفي أثار تيشيندورف ويصطحب القارئ معه في مغامرة فكرية وروحية عبر ألفي عام من تاريخ الفن – وصولا إلى رقمنة المخطوطات عام ٢٠٠٩.
في عام ١٨٥٠ اكتشف عالم اللاهوت وباحث الكتاب المقدس الألماني كونستانتين تيشيندورف حزمة من المخطوطات على أقصى درجة من الأهمية في دير سانت كاترين الكائن على جبل سيناء. إذ تعتبر المخطوطات السينائية أقدم نسخة من العهد الجديد للكتاب المقدس، ولم يتم فك شفرتها إلا في عام ٢٠٠٩ بمشاركة عامة هائلة، ثم تم وضعها على شبكة الإنترنت. لذا اقتفى الصحفي يورجن جوتشليش اثر تيشيندورف حتى مصر من أجل تقريره الصحفي؛ أي أنه تتبع تاريخ باحث الإنجيل الذي نقل رقائق المخطوطات بطريقة لا تخلو من المغامرة من دير سانت كاترين، إذا لم يكن قد سرقها. حيث يلقى جوتشليش الضوء أثناء ذلك على حياة الرهبان الأقباط الذين لا زالوا يعيشون في هذا الدير، ويمنحنا فكرة عن كيفية التعايش بين المسيحيين والمسلمين في مصر. إن هذا الكتاب حيوي السرد يعرض جريمة تاريخية، إنه بمثابة كتاب تعليمي يتناول نشأة النصوص الدينية القديمة، وهو أيضا أشبه بوصف رحلة من بلاد تعد قلب المسيحية والإسلام على حد سواء.
الكاتب
ولد يورجن جوتشليش عام ١٩٥٤ ودرس الفلسفة والنشر في برلين، ثم أسهم عام ١٩٧٩ في تأسيس جريدة تاجيس تسايتونج، التي ظل يعمل صحفيا بها حتى عام ١٩٩٣، حتى وصل إلى منصب نائب رئيس التحرير. وهو يقوم برحلات إلى تركيا لكتابة تقارير بانتظام منذ عام ١٩٨٠، وفي عام ١٩٩٤ أصبح نائب رئيس تحرير البريد الأسبوعي، ثم أصبح مراسلا لعدة صحف في اسطنبول منذ عام ١٩٩٨.
ترجمة: نجاة رضا بدير