صناعة البامبو .. مهنة تعاني من قلة الأيدي المدربة

البامبو أو الخيزران اكتشف في الصين منذ أكثر من ألفي عام،‏ وكان يستخدم في العديد من الصناعات مثل الورق وغيره وتطور فيما بعد حتى يستخدم في صنع الأثاث‏.‏ والاسم العربي للبامبو هو الخيزران ولكن نظرا لصعوبة وضع هذا الاسم علي المحلات والورش التجارية استخدم اسم البامبو‏.‏ وخشب البامبو أو الخيزران يصنع من نبات البامبو وهو نبات رباني ينبت في الغابات الاستوائية والحارة‏.‏

أنشا “سركيس مسروبيان” أول ورشة لصناعة أثاث البامبو في مصر‏، وتوارث أولاده وأحفاده هذه الحرفة وتوسعوا في صناعتها ومازال لهم العديد من الورش والمحلات وشاركهم العديد من المستثمرين في هذه الصناعة حتى انتشر أثاث البامبو في جميع أنحاء مصر‏.‏

وصناعة أثاث البامبو صناعة تتطلب دقة عالية وجهدا كبيرا لأنها تصنع يدويا‏، وهناك عدة أنواع من البامبو مثل المالكان والاكليس والفرنساوي وأمويل وتستخدم لعمل العديد من الأشكال مثل البامبو المجدول والبامبو المفرغ‏,‏ وقد يدخل في صناعة الكرسي الواحد أكثر من نوع وشكل من أخشاب البامبو‏,‏ مما يتطلب دقة عالية من العامل لاعطاء الكرسي شكلا مميزا وجميلا‏.‏

ويقول تامر سمير مدير أحد محلات أثاث البامبو إن خشب البامبو يتم استيراده من أندونيسيا وسنغافورة‏.‏ ويستخلص من نبات البامبو أو الخيزران الذي ينبت تلقائيا في المناطق الحارة والغابات الاستوائية‏.‏

ويحتاج خشب البامبو عدة مراحل لاستخدامه في صناعة الأثاث مثل التعشيق والبرشمة والشق والقطع والتقشير والتجفيف علي حرارة عالية وبخار‏.‏

ويضيف أن تصنيع أثاث البامبو يحتاج إلي عمالة مدربة ودقة في العمل‏,‏ الأمر الذي دفعهم إلي شراء الأثاث الجاهز من الورش الموجودة في مناطق إمبابة وشبرا الخيمة وغيرها والتي تورد لمحلات الأثاث الكبرى‏.‏

ويقول عصام عبدالفتاح صاحب أحد محلات أثاث البامبو إن الجمهور الذي يقبل علي أثاث البامبو غالبا ما يكون من ذوي المستوي الاقتصادي المرتفع نظرا لارتفاع سعر أثاث البامبو‏.‏ فقد يتراوح سعر أربعة مقاعد ومنضدة مصنوعة من أخشاب البامبو من‏600‏ جنيه إلي‏2500‏ جنيه‏,‏ وقد يصل سعر غرفة النوم أو السفرة أو الصالون إلي أكثر من‏10,000‏ جنيه‏..‏ هذا بالإضافة إلي أن الكرسي الواحد المصنوع من خشب البامبو المجدول لا يقل عن‏350‏ جنيها‏.‏

ويقول أنترانيك مسروبيان وشهرته مسيو أنتو وهو ابن سركيس مسروبيان أول من بدأ هذه الصناعة في مصر‏.‏ ويعمل في هذا المجال منذ ‏57‏ عاما ويملك عدة ورش لصناعة أثاث البامبو‏:‏ إن أندونيسيا كانت أكبر دولة لتصدير خشب البامبو ولكنها امتنعت عن تصدير خشب البامبو الخام وقررت تصنيعه محليا وتصدير أثاث البامبو جاهزا حتى تزيد الأرباح‏,‏ فاتجه للاستيراد من سنغافورة‏.‏

ويشير إلي أن نبات البامبو أو الخيزران ينمو في بعض المناطق في مصر مثل القناطر وقليوب والشرقية‏,‏ ولكن النوع الذي ينمو في مصر سميك ويحتاج إلي معالجة خاصة ليصبح صالحا للاستخدام في صناعة الأثاث‏.‏

ويقول إن الحكومة ساعدت كثيرا في نمو صناعة أثاث البامبو بتخفيض الجمارك علي الخشب الخام المستورد من‏10%‏ إلي‏2%.‏

ويضيف مسيو أنتو أن أثاث البامبو يكثر استخدامه في الأماكن الحارة لأنه يتحمل الحرارة ولا يتأثر بأشعة الشمس القوية ولا ينقل الحرارة مما يجعل استخدامه أفضل بكثير من استخدام الأثاث المصنوع من الحديد أو البلاستيك في الأماكن المفتوحة‏.‏ وبالتالي تقبل النوادي والحدائق والأماكن الساحلية علي شراء أثاث البامبو‏.‏

ويقول إنه علي الرغم من أن الإنتاج المحلي يكفي احتياجات السوق إلا أنه لا يمكنهم التوسع لتصدير الأثاث الجاهز نظرا لقلة الأيدي المدربة وعدم وجود مراكز تأهيل أيد عاملة للعمل في صناعة أثاث البامبو‏,‏ هذا بالإضافة إلي أن العامل الذي يصبح مدربا تدريبا كاملا يترك العمل بعد فترة ويفتح ورشة صغيرة وحده‏,‏ الأمر الذي يؤدي إلي ضرورة تدريب أيد عاملة أخري‏,‏ وبالتالي يتطلب وقتا وجهدا كبيرا حتى يصبح مؤهلا للعمل بعد ذلك‏.

‏ مي حسن

Exit mobile version