توصل الدكتور “محمد مصطفى شمس الدين” والدكتور “محفوظ محمد مصطفى عبد الجواد” إلى طريقة بيولوجية من النيماتودا المعدية تستخدم في إبادة الآفات، وحصلا على براءة اختراع من مكتب براءات الاختراع المصري.
تستخدم النيماتودا المكتشفة حديثا في التربة المصرية وهى تتبع جنس “هيتروروبتيدس” و”شنيرنيما” في المكافحة الحيوية للآفات ، حيث يدخل الطور ليرقى الثالث إلى داخل تجويف جسم الحشرة عن طريق فتحاتها الطبيعية وتفرز النيماتودا كميات من البكتريا –التى تعيش مع النيماتودا معيشة تكافلية– داخل السائل الدموي للحشرة، فتحدث هذه البكتريا تسمما دمويا يؤدى إلى موت الحشرة.
وتتغذى “النيماتودا” على البكتريا التى تتكاثر في دم الحشرة بالإضافة إلى تغذيتها على أنسجة الحشرة وتكاثرها داخل الحشرات المصابة تمهيدا لنموها وتطورها وخروج الطور اليرقي الثالث بأعداد هائلة من جسم الحشرة الميتة ليصيب حشرة أخرى وهكذا.
وتتميز هذه النيماتودا المصرية عن السلالات والأنواع الأجنبية بكفاءتها العالية نسبيا في قتل الحشرات تحت ظروف بيئية صعبة من حرارة ورطوبة، ويمكن حقن النيماتودا في جذوع أشجار النخيل بغرض مقاومة سوسة النخيل الهندية الحمراء.
يشار إلى أن “النيماتودا” هي كائنات حية دقيقة الحجم تعرف بأسماء مختلفة أهمها الديدان الثعبانية، ويطلق عليها هذا الاسم لأن شكلها يشبه شكل ديدان الأرض المعروفة ولحركتها التي تشبه حركة الثعابين بالرغم من كونها ليست ديدان حقيقية، كما تعرف باسم الديدان الخيطية لأن أجسامها رفيعة جداً، والاسم العملي لها هو النيماتودا Nematoda.
وتعتبر “النيماتودا” أوسع قبائل المملكة الحيوانية انتشارا في العالم، فهي توجد في كل مكان وكل شيء تقريباً، فتوجد في قمم الجبال وفي أسفل الوديان كما توجد في الصحاري القاحلة وفي الأراضي الزراعية الخصبة حيث تصيب جميع أنواع النباتات، وتوجد في المياه العذبة والمالحة، وفي الينابيع الحارة وفي ثلوج المناطق القطبية، وتوجد في الحيوانات حتى الإنسان لم يسلم منها فما حيات البطن Ascaris إلا أحد أنواعها.
وتوجد النيماتودا داخل نيماتودا أخرى، ولقد اكتشف منها حتى الآن ما يزيد عن 15 ألف نوع، كما أنه يعثر عليها غالباً بأعداد هائلة، فمثلاً ملء قطعة صغيرة من الطين المأخوذ من قاع نهر قد يحوي على المئات من هذه الديدان.
جدير بالذكر أن غالبية أنواع النيماتودا ليست ضارة، فهي تتغذى على المواد العضوية الميتة والطحالب والفطريات والبكتريا، وان الأنواع الضارة بالمزروعات لا تتعدى بضع مئات وتسمى النيماتودا المتطفلة على النباتات.