طلاب مصريون يفوزون بجائزة “إلهام العامة” لأجهزة الاستشعار البيولوجية

فاز فريق من طلاب الجامعة الأمريكية بالقاهرة بجائزة “إلهام العامة” The Public Inspiration Award، التي تقام ضمن مسابقة SensUS 2018 لأجهزة الاستشعار البيولوجية، وهي مسابقة سنوية تقوم خلالها فرق طلابية باختراع أجهزة استشعار بيولوجية مبتكرة وعملية لقياس المؤشرات الحيوية للأمراض أو مراقبة العقاقير العلاجية.

ويُعَد فريق الجامعة الأمريكية بالقاهرة، الفريق الوحيد من مصر والشرق الأوسط وأفريقيا الذي تم اختياره للمشاركة في المسابقة، التي أقيمت مؤخرًا في جامعة آيندهوفن للتكنولوجيا بهولندا، حيث تنافس مع 12 من أفضل الجامعات التكنولوجية في جميع أنحاء العالم.

واستهدف الطلاب المشاركون في مسابقة العام الحالي تحديد الجرعة الصحيحة من المضاد الحيوي “فانكومايسين”، الذي يُستخدم لعلاج الالتهابات البكتيرية، وذلك في 24 عينةً من البلازما البشرية. إذ قدم كل فريق ثلاثة عروض شفوية مختلفة، وملصقًا وخطة عمل كاملة عن جهاز الاستشعار البيولوجي المطور. وأكمل فريق الجامعة الأمريكية هذه المهمة باستخدام تخصصات الفريق المختلفة في الكيمياء والتكنولوجيا الحيوية والتحليلات لمعالجة هذه المشكلة الصحية العالمية.

يقول حسن عزازي -أستاذ ورئيس قسم الكيمياء بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، والمشرف على الفريق- في تصريحات لـ”للعلم”: “إن أهمية تحديد جرعة هذا المضاد الحيوي تكمن في معالجة ما قد يُحْدثه تناول هذا الدواء من أضرار؛ إذ يتسبب تناوله بمقدار أكبر من اللازم في حدوث مشكلات صحية منها الفشل الكلوي، خاصة بين مَن يعانون مشكلات في أداء الكليتين، كما قد يُحدث ضررًا لحاسة الشم”.

ويضيف أن “الفريق المصري كان الفريق العلمي الوحيد المشارك من أفريقيا والشرق الأوسط، بين 13 فريقًا، يمثل أغلبهم جامعات تحتل مكانةً كبيرةً على مستوى العالم، إنني معجب جدًّا بالمهارات التقنية والناعمة لطلابنا الذين يمثلون عدة أقسام، خاصةً أن مثل هذه المسابقات تجسد التعليم المتميز الذي يتلقاه الطلاب بالجامعة”.

تقام مسابقة SensUS بصورة سنوية في جامعة أيندهوفن للتكنولوجيا بهولندا، وتشترط أن يعمل الفريق لمدة عام كامل بدايةً من شهر سبتمبر، يطور خلالها الفريق أجهزة استشعار بيولوجية مبتكرة وعملية لقياس المؤشرات الحيوية للأمراض أو مراقبة العقاقير العلاجية، وفي المقابل يتم منح الفريق 10 آلاف يورو للمساعدة في شراء المعدات ودفع تكاليف سفر الفريق.

ووفق “عزازي”، فإن “الفريق البحثي قام بدراسة الخواص الكيميائية والضوئية للدواء، بما في ذلك التغيرات التي تحدث في اللون عند تفاعل مركبات الدواء مع مواد أو مركبات أخرى”، موضحًا أن “الجهاز يشبه إلى حدٍّ كبير جهاز قياس معدل السكري في الدم الموجود في المنازل، وهو جهاز محمول ومتنقل، صغير الحجم وقليل التكلفة”.

ويوضح “عزازي” أن “مجال أجهزة الاستشعار الحيوي واعد، ويبلغ حجمه السوقي 18 مليار دولار، ما يعني أنه اتجاه جديد في الطب علينا الالتفات إليه، وعوضًا عن انتظار إصابة المريض، علينا استخدام تطبيقات أجهزة التدخل المبكر، وهو ما سيوفر الكثير من المال والجهد”.

ويشرح “عزازي” الاختبارات الخاصة باختيار الفريق الفائز، مشيرًا إلى أن “كل فريق يحصل على 24 عينةً بحجم قطرة ماء من البلازما البشرية تحتوي على نسب متباينة من المضاد الحيوي المطلوب اختباره وتحديد نسبته، وخلال خمس دقائق يعطي كل فريق تقريرًا بالنتائج ونسب المضاد الحيوي في العينة. ثم يقدم كل فريق ثلاثة عروض شفوية مختلفة، لشرح الجهاز ومكوناته والجدوى التسويقية له، كما يعرض الفريق ( والذي تشترط المسابقة أن يكون متنوع التخصصات العلمية) ملصقات وخطة عمل كاملة عن جهاز الاستشعار البيولوجي المطور، والخطوة القادمة ستكون “تطوير الجهاز الحالي”.

بدوره، يقول منسق الفريق عمر الصياد، وفق البيان الصحفي، “إن المسابقة منحتنا فرصة ومسارًا لتقديم ما هو مفيد للمجتمع؛ جميع تجاربنا الجامعية تتعلق بتعلم المفاهيم، بينما منحتنا هذه المنافسة خبرة عملية وفرصة لتطبيق ما تعلمناه”.

يُذكر أن فريق الجامعة الأمريكية بالقاهرة ضم كلًّا من آسر حنجل، الذي يدرس علوم الكمبيوتر، وماري تانيوس، وتدرس كيمياء الأغذية، ومنار النجار، وتدرس تكنولوجيا النانو، ومحمد سعيد، ويدرس الهندسة الميكانيكية، ونبيل ميخائيل، الطالب بهندسة الإلكترونيات والاتصالات، ونمير الخولي، الطالب بالهندسة الميكانيكية، وعمر الصياد، الذي يدرس كيمياء الأغذية.

 

المصدر
Exit mobile version