عبدالله الزبني.. الموهوب السعودي الذي أبدع في عالم الحاسوب والتصميم

في عصر يشهد تطورًا متسارعًا في مجالات التقنية والبرمجة، يبرز عدد من الأطفال والناشئة الذين يمتلكون مواهب فذة وقدرات استثنائية في استيعاب هذا العالم الرقمي الواسع. ومن بين هؤلاء يسطع نجم الطفل السعودي عبدالله الزبني، أحد طلاب المرحلة المتوسطة بمدينة حائل، الذي لم يقف عند حدود الاهتمام بالحاسوب، بل غاص في أعماقه حتى برع في تصميم مواقع الإنترنت، التعامل مع برامج الرسم والتصميم، إلى جانب صيانة الحاسوب وفهم خباياه. قصته تعكس شغفًا مبكرًا ورغبة قوية في التعلم، جعلت منه نموذجًا ملهمًا لأقرانه وللأجيال القادمة.

البداية مع الكمبيوتر.. شرارة الشغف

يقول عبدالله الزبني عن بداية رحلته:في الصف الرا الابتدائي شاهدت خيالي وهو متسمر أمام الكمبيوتر فراقبته وشدني ما يفعل، فطلبت منه أن يعلمني، فرمقني بنظرة إعجاب وبدأت حياتي مع الكمبيوتر”.

هكذا بدأت القصة، من لحظة فضول وملاحظة، تحولت إلى شغف وحب للتقنية. كانت أولى خطواته تعلم فتح وحفظ الملفات ثم الكتابة السريعة على لوحة المفاتيح. ومع مرور الوقت، أصبح أكثر إلمامًا بنظام التشغيل وخفاياه، حتى أنهى المرحلة الابتدائية وهو يمتلك مهارات متقدمة بالنسبة لعمره.

رحلة الإبداع في البرمجة والتصميم

لم يتوقف عبدالله عند حدود الاستخدام التقليدي للحاسوب، بل سعى إلى فهم البرمجة بلغاتها المختلفة، والتعرف على الأكواد والروابط والبيانات. خلال الإجازات الصيفية، دخل إلى عالم الإنترنت بعمق، حيث شدته المنتديات التعليمية والمعرفية، ليصبح أحد الأعضاء النشطين فيها.

كان يطرح الاستفسارات، يقرأ الردود، يناقش الأعضاء، ويبحث عن حلول لما يواجهه من صعوبات. هذه البيئة التفاعلية جعلته يتقن الكثير من المفاهيم التقنية، مثل:

من الشغف إلى الإتقان

ما يميز عبدالله الزبني ليس فقط اهتمامه بالتقنية، بل قدرته على الانتقال من مرحلة الفضول إلى مرحلة الإتقان والتطبيق العملي. فمع كل مهارة جديدة يكتسبها، كان يسعى إلى تجربتها وتطويرها، ما أهّله ليكون مصدر فخر بين زملائه ومعلميه.

لقد تحوّل من طفل يتعلم أبجديات الحاسوب إلى مبدع قادر على تصميم مواقع كاملة وصيانة أجهزة الكمبيوتر، وهو إنجاز مبهر في هذه المرحلة العمرية المبكرة.

دور الإنترنت والمنتديات في تطوير موهبته

الإنترنت كان بمثابة المدرسة الكبرى لعبدالله. فعبر المنتديات التعليمية، وجد بيئة ثرية بالتجارب والأفكار، مكنته من طرح أسئلته والتعلم من ذوي الخبرة. هذه التجربة تؤكد أن الاستخدام الإيجابي للإنترنت قادر على أن يكون أداة تعليمية عظيمة، إذا ما استثمره الناشئة بشكل صحيح.

لقد كان عبدالله مثالًا حيًا على أن المنتديات ليست مجرد فضاءات للدردشة، بل يمكن أن تكون منبعًا للعلم والتطوير الذاتي.

عبدالله الزبني.. نموذج ملهم لجيل التقنية

قصة عبدالله ليست مجرد نجاح فردي، بل هي انعكاس لرؤية المملكة العربية السعودية في دعم الموهوبين وتشجيع الابتكار في مجالات التقنية. إذ تسعى المملكة، ضمن رؤيتها الطموحة 2030، إلى بناء جيل رقمي قادر على المنافسة عالميًا، وعبدالله الزبني هو أحد هؤلاء النماذج التي تعكس هذه الروح.

الدروس المستفادة من قصة عبدالله الزبني

من قصة هذا الطفل الموهوب يمكن استخلاص العديد من العبر:

  1. الفضول هو بداية المعرفة: مجرد لحظة فضول جعلت عبدالله يدخل عالم الحاسوب ويبدع فيه.

  2. الدعم الأسري: نظرة إعجاب من خاله وتشجيع الأهل كانت بداية المسار نحو التميز.

  3. التعلم الذاتي: الاعتماد على الإنترنت والمنتديات التعليمية فتح أمامه أبوابًا واسعة من المعرفة.

  4. المثابرة والاستمرارية: لم يكتفِ بما تعلمه في البداية، بل استمر في البحث والتجربة حتى برع.

  5. القيمة المجتمعية: الموهوبون الصغار ليسوا فقط مصدر فخر لأسرهم، بل هم طاقات وطنية ينبغي رعايتها.

عبدالله الزبني .. مستقبل واعد في عالم التقنية

لا شك أن عبدالله الزبني، بما يمتلكه من شغف وإصرار، قادر على أن يحقق مستقبلًا باهرًا في مجالات التقنية والبرمجة. وقد يصبح في المستقبل القريب أحد أبرز المبرمجين أو مصممي المواقع في المملكة والعالم العربي. إن استثمار موهبته وتوفير بيئة داعمة له من شأنه أن يحوله إلى قصة نجاح عالمية ترفع اسم وطنه عاليًا.

يقول الطفل الموهوب: ” في الصف الرابع الابتدائي شاهدت خيالي وهو متسمر أمام الكمبيوتر فراقبته وشدني ما يفعل فطلبت منه أن يعلمني فرمقني بنظرة إعجاب وبدأت حياتي في الكمبيوتر فتعلمت حفظ وفتح الملفات ثم الكتابة السريعة وما إن أنهيت المرحلة الابتدائية إلا وأنا متقن لنظام التشغيل وعارف بخفاياه وفي الإجازة الصيفية دخلت عالم الانترنت بشكل أوسع مما كنت في السابق وشدتني البرمجة بلغاتها وأكوادها وروابطها والعلاقات في “الداتا بيز” و “الشيرينج” وغيرها فبحثت عن السبيل لإتقانها فأصبحت من الأعضاء المتواجدين باستمرار في منتديات المعرفة والتعليم أطرح الاستفسارات وأقرأ الردود واستوضح ما يطرح الأعضاء واسألهم عما صعب عليّ”.

وأضاف الموهوب السعودي : وما هي إلا أشهر قلائل حتى عرفت أن لغة “PHP” هي ما تناسبني لأنها تحقق لي ما أريد فهي مطاوعة لأفكاري فيها عملية ربط واسعة واستخدام لقواعد البيانات “MySQL” بشكل سلس للغاية فتعلمت أسرارها إلا أني اكتشفت أن قراصنة الإنترنت (الهاكرز) يخترقونها بسهولة بسبب ثغرات أو بوابات تترك مفتوحة فتعلمت الثغرات وكيف يستخدمها هؤلاء، وأخذت أزور منتديات الهاكر لأتعلم منهم طرق وثغرات الاختراق فنجحت في سد الثغرات”.

الجدير بالذكر أن هناك عشرات المنتديات التي تستعين “بالزبني” الآن لحمايتها وسد ثغراتها، بالإضافة إلى استعانتهم به في التصميم على برنامج “الفوتو شوب” وكذلك صيانة الحاسب الآلي وتحديث أنظمته وحمايته من الفيروسات.

خاتمة

إن قصة الطفل السعودي عبدالله الزبني تؤكد أن الموهبة لا ترتبط بعمر، بل ترتبط بالشغف والدافعية والرغبة في التعلم. فمن طالب في المرحلة المتوسطة بمدينة حائل، برع في تصميم المواقع، صيانة الحواسيب، البرمجة والتصميم، ليكون قدوة ونموذجًا ملهمًا لأقرانه من الناشئة.

وإذا كان عبدالله قد بدأ رحلته من مجرد مراقبة شاشة كمبيوتر، فإن ما ينتظره في المستقبل أكبر بكثير، طالما استمر في سعيه نحو التعلم والإبداع.

 

Exit mobile version