توصل العراقي زيد عبد المنعم علي أمين الباحث في مركز بحوث السرطان والوراثة الطبية، إلى استخدام عشب السعد في القضاء على مرض السرطان بعد أن اكتشف أنه يحتوي على 7 مركبات ذات فعالية ضد الخلايا السرطانية خارج الجسم الحي “وأهمية هذا العشب نابعة من عقده الجذرية المدفونة تحت الأرض، التي تحتوي على المركبات الفعالة”.
حضر الباحث حضر ثلاثة أنواع من المستخلصات الخام لعشب السعد، باستعمال ثلاثة مذيبات هي الهكسان والماء المقطر والإيثانول وجربها على ثلاثة أنواع من الخطوط الخلوية السرطانية، اثنين منها مأخوذة من الإنسان، والثالث من فأر، باستعمال تقنية التخفيف الدقيق فوجد إن لهذه للمستخلصات الخام تأثيراً قاتلاً على الخلايا السرطانية، حيث لاحظ أن لهذه المستخلصات تأثيرا سميا على خطوط الخلايا السرطانية وذلك تحت تركيز معين أدى إلى اختفائها نهائيا.
والسعد هو نبات عشبي معمر، له ريزوم طويل ورفيع حرشفي تظهر فيه عقد على هيئة انتفاخات معطياً درنات ممتلئة بالمواد الكيمائية. على امتداد الريزوم يخرج منه أوراق هوائية شريطية ذات أغماد مغلقة. في قمم السيقان تخرج سنابل في مجاميع من مكان واحد تحيط بها ثلاث وريقات كبيرة، أما لون السنابل الزهرية بني إلى أحمر.
ونبات السعد ينتشر بشكل طبيعي في اغلب دول العالم، وفي المملكة العربية السعودية ينتشر نبات السعد في اغلب المناطق لكن تتميز منطقة تهامة بأفضل أنواع السعد. حيث يقوم المواطنون بجمعه وتجفيفه وبيعه في الأسواق المحلية، وله سوق جيد حيث تشتريه النساء كأفضل بخور ويستعملونه بكثرة وخاصة لتبخير ملابس الرضع.
السعد في الطب القديم
ورد ذكر نبات السعد في مختلف الحضارات فهو يستعمل من آلاف السنين فقد ذكر في قرطاس “ايبرس” خمس عشرة مرة في وصفات لعلاج أمراض مختلفة منها علاج آلام البطن وقتل الدود وعلاج الناصور، والحمى وعلاج أمراض القلب ولعلاج سلاسة البول ونزوله بدون إرادة ولا نبات الشعر. كما يستخدم لتسكين الم العصب.
كما ذكر السعد في قرطاس “برلين” في وصفتين إحداهما لدرء السموم وتتكون من ملح بحري + سعد نابت + دهن وعل + زيت مطبوخ + كندر تمزج مع بعضها البعض وتستعمل دلوكا على الأماكن الملتهبة فتبرأ أما الوصفة الثانية فهي لعلاج ضعف المعدة وإزالة الوخز المسبب للموت.
ويقول ابن البيطار عن السعد “انه ينفع القروح التي عسر اندمالها كما انه يفتت الحصى، ويدر البول والطمث، كما يسكن الأرياح وينفع المعدة ومطيب للنكهة ومسخن للمعدة والكبد الباردين وجيد للبخر والعفن في الفم والأنف ونافع للثة”.
ويقول داستور (1964م) إن السعد يدخل في صناعة العطور والصابون كما يستعمل طارداً للحشرات ويقول أيضا أن وضع لبخة من الجذور الطازجة على ثدي المرضعة يحث الثدي على إدرار الحليب. كما أن وضع هذه اللبخة على الجروح والقروح نافع في علاجها أما مستحلب الجذور فيستخدم في علاج الإسهال والدوسنتاريا والاستسقاء وسوء الهضم والقيء.