طبيب الغلابة الأمريكي يتنازل عن 650 ألف دولار من ديون مرضاه

طبيب الغلابة, ألغى طبيب الأورام الأمريكي المسلم “عمر عتيق”, نحو 650 ألف دولار من ديون مائتي مريض، اعتادوا الكشف في عيادته, “أركنسو للسرطان”, والتى تقع في ولاية أركنساس الأمريكية. المواقف الإنسانية للطبيب لعمر عتيق أثارت عاصفة إعلامية عالمية بعد قيامه بشطب ديونه على مرضاه.

“عتيق” الذي لم يشأ ترك مرضاه تحت وطأة الديون، ولم يتوقف عند محو ديونه بالكامل، وإنما تابع مرضاه بعد ذلك بحيث تأكد أنهم لن يتعرضوا لمضايقات مالية تحول دون حصولهم على قروض ائتمانية لاحقا أو أية تسهيلات بنكية بسبب ديونهم أو أية قضايا تتعلق بمستحقاته عليهم.

يعمل الدكتور “عمر عتيق” ذو الأصول الباكستانية منذ أكثر من 40 عاماً، ويقدم طرق علاج مختلفة، منها العلاج الكيميائي، والإشعاعي، وفحص التصوير المقطعي المحوسب.

لكنه اتخذ قرار غلق مركز علاج الأورام الخاص به في ولاية آركنسا، بعد ما يقرب من 30 عاماً على عمله به.

ومع قراره إغلاق مركزه الطبي، أدرك مدى تضرر أُسر المرضى ماليا؛ جراء تفشي وباء كورونا، وعلى إثر ذلك، قرر أن يكون هذا العام  (2021) بداية جديدة في حياة مرضاه، وأهداهم رسالة في عيد الميلاد، مفادها, أنه سيتم محو أي ديون عليهم.

مع الوقت أدرك أدركت “عتيق” أن هناك بعض المرضى غير قادرين على الدفع؛ لذلك قرر هو وزوجته النظر في الأمر، وتوصلا إلى مسامحتهم من الديون.

منذ أن بدأ “عتيق” الاشتغال بمهنة الطب، كان دائماً ما يشعر بالقلق حيال المرضى، ليس فقط بشأن حياتهم الصحية وعائلاتهم ووظائفهم؛ لكن أيضاً بشأن حالتهم المادية، فضلاً عن ذلك الدمار الذي سببه وباء كورونا.

وقال عتيق لصحيفة آركنسا الديمقراطية-غازيت, “اعتقدنا أنه ليس هناك وقت أفضل لفعل ذلك من وقت انتشار الجائحة، التي ألحقت الأذى ببيوت الناس وحياتهم والشركات وكل شيء”.

“لفتة لطيفة للغاية” من طبيب الغلابة 

تلقى حوالي 200 مريض من مرضى مركز آركنسا بطاقات تهنئة بعطلة أعياد الميلاد، أرفق معها رسالة قال فيها “مركز آركنسا لعلاج السرطان فخور بخدمتكم، وبالرغم من أن شركات التأمين الصحي تقوم بدفع معظم الفواتير لأكثر المرضى؛ إلا أن المبالغ المتبقية يمكن أن تكون مرهقة، مع الأسف هذه هي الطريقة التي يعمل بها النظام الصحي الحالي”.

ثم فاجأهم بقراره قائلاً “يغلق مركز آركنسا أبوابه بعد أكثر من 29 عاماً من الخدمة المتفانية للمجتمع، وقرر المركز أن يتنازل عن جميع الأموال المستحقة للعيادة من مرضاه، إجازة سعيدة”.

من جانبها وصفت السيدة “بيا تشيزمان” الرئيسة التنفيذية لشركة تحصيل الديون “آر إم سي” الأميركية، التي كانت تساعد في تحصيل المدفوعات المستحقة، قرار عتيق بأنه “لفتة لطيفة للغاية”.

وأضافت “تشيزمان” خلا مداخله لها عبر برنامج “صباح الخير يا أميركا”, “لقد كان دائماً عميلاً سهلاً في التعامل، وما فعله هو وعائلته هو شيء رائع حقاً لإعفاء المرضى من الديون، فمن يعانون من دفع فواتير العلاج من الأورام يواجهون تحديات أكثر من غيرهم”.

وفى نفس السياق أكد السيد “ديفيد روتن”، نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة الدفاع في جمعية آركنسا الطبية، إن عتيق اتصل به للتأكد أن إعفاء المرضى من الديون ليس به أي شيء غير لائق، وأضاف “إذا كنت تعرف دكتور عتيق، ستفهم بشكل أفضل”. ثم أثنى على عتيق على الصعيد المهني والشخصي قائلاً “أولا هو أحد أذكى الأطباء الذين عرفتهم على الإطلاق، وثانيا هو طبيب عطوف للغاية أكثر من أي طبيب عرفته”.

عائلة الأطباء

يعمل “عمر عتيق” الآن أستاذا في جامعة آركنسا للعلوم الطبية، في مدينة ليتل روك، وزوجته وأولاده الأربعة جميعهم إما أطباء وإما يدرسون ليصبحوا أطباء.

كلية خيبر

يحمل “عتيق” شهادة في الطب من كلية خيبر الطبية بجامعة بيشاور في باكستان عام 1983. وأكمل تدريبه الداخلي وتدريب الإقامة في الطب الباطني في جامعة ألاباما الأمريكية. كما أنهى الزمالة في أمراض الجهاز الهضمي والكبد في جامعة تكساس. وعمل أستاذاً في قسم أمراض الجهاز الهضمي والكبد في جامعة الإمارات العربية المتحدة.

وبعد حصول “عتيق” على شهادة البورد في الطب الباطني، أصبح عضواً في الجمعية الأمريكية لتنظير الجهاز الهضمي، والجمعية الأمريكية لأمراض الجهاز الهضمي، والكلية الأمريكية لأمراض الجهاز الهضمي.

خضع “عتيق” للتدريب في الطب الباطني في مستشفى المحاربين القدامى، ومستشفى تابع لجامعة لويولا في شيكاغو الأمريكية. 

أسس عتيق عيادة أركنسو للسرطان في ولاية أركنساس الأمريكية عام 1991، بعد أن أكمل زمالة في مركز للسرطان في مدينة نيويورك، حيث تخصص في تقديم العلاجات للسرطان بما في ذلك العلاج الكيميائي والإشعاعي والتصوير المقطعي.

واصل عتيق تطوير خبراته بعمله أستاذا في جامعة أركنسو للعلوم الطبية في ليتل روك عاصمة ولاية أركنساس وأكبر مدنها من حيث السكان.

رئاسة مجلس محافظي الكلية الأمريكية للأطباء

دأب “عتيق” أوصله لإحداث اختراقات هامة في مجال الأورام العامة وسرطان الرأس والعنق وسرطان الصدر، الأمر الذي أهله عام 2013 لمنصب رئيس جمعية أركنساس الطبية. وفيما بعد أصبح في عام 2018 رئيسا منتخبا لمجلس محافظي الكلية الأمريكية للأطباء.

Exit mobile version