عمى تعرف الوجوه، المعروف أيضًا باسم “عمى التعرف على الوجوه” أو “عمى تمييز الوجوه”، هو اضطراب عصبي يؤدي إلى عدم القدرة على تمييز وتعرف الوجوه.
يحدث هذا الاضطراب نتيجة لتشوهات أو ضعف في منطقة معينة بالدماغ تُعرف بالتلفيف المغزلي الأيمن. هذه المنطقة تلعب دورًا مهمًا في تنسيق الأنظمة العصبية التي تؤثر على ذاكرة الوجه وإدراكه.
Table of Contents
من أبرز الأعراض لعمى تعرف الوجوه:
- صعوبة في التعرف على الوجوه الغريبة: يكون من الصعب التمييز بين وجوه الأشخاص الغرباء.
- صعوبة في تفسير تعابير الوجه وإشاراته: يصعب فهم مشاعر الآخرين من خلال تعابير وجوههم.
هناك نوعان من عمى تعرف الوجوه:
- عمى التعرف على الوجوه المكتسب: يحدث بعد تضرر حاد إلى الدماغ، مثل السكتة الدماغية أو الإصابة الدماغية.
- عمى التعرف على الوجوه الخلقي (النمائي): يكون موجودًا منذ الطفولة المبكرة ولا يمكن تعلم التعرف على الوجوه.
على الرغم من أنه لا يوجد علاج مباشر لهذا الاضطراب، يمكن للأشخاص الذين يعانون منه أن يتعلموا استراتيجيات للتمييز بين الوجوه، مثل الاعتماد على اللباس والمشية والصوت. يُعتقد أن حوالي 2.5٪ من سكان العالم يعانون من عمى تعرف الوجوه.
أعراض مرض عمى الألوان
القدرة على رؤية طيف واسع من الألوان المختلفة، بحيث لا يكون المصاب مدركًا لحقيقة أنه يرى الألوان بصورة مختلفة عمّا يرى الآخرون. القدرة على رؤية القليل فقط من الألوان المختلفة بينما يستطيع الآخرون رؤية الآلاف منها.
ماذا يرى المصاب بعمى الوان؟
تمييز الوجه اللاإدراكي
هنالك ميزة واحدة مثيرة للاهتمام في عمى التعرف على الوجوه وهي إن تمييز الوجه يتضمن كلا الجانبين الادراكي وغير الادراكي. وقد أظهرت التجارب أنه عند عرض بعض من الوجوه المألوفة وغير المألوفة لأشخاص مصابين بعمى التعرف على الوجوه قد يكونوا غير قادرين على التعرف على الأشخاص بالصور بنجاح أو حتى إظهار الألفة البسيطة (هذا الشخص يبدو مألوفا/غير مألوف). فمع ذلك، عندما يتم أخذ قدر من الاستجابة العاطفية، تميل أن تكون هناك ردود فعل عاطفية لبعض الأشخاص المألوفين على الرغم من عدم حدوث التمييز الادراكي. يشير هذا إلى أن العاطفة تلعب دور هام في التعرف على الوجوه، ربما عندما يعتمد التعرف على الأشخاص حولك بالبقاء على قيد الحياة (بشكل خاص الأمان).
يعتقد أن وهم كابغرا قد يكون عكس عمى التعرف على الوجوه، في هذه الحالة يورد التعرف الادراكي للأشخاص من الوجوه، لكن بدون إظهار أي استجابة عاطفية، وربما يؤدي إلى الاعتقاد الوهمي بأن القريب أو الزوج حل محله شخص محتال.
عمى الوجوه.. يصيب “براد بيت”
في مفاجأة مؤسفة، أعلن النجم الأميركي “براد بيت” -خلال حوار أجراه مع مجلة “جي كيو” (GQ)– إصابته بمرض “عمى الوجوه” أو “عمى التعرّف إلى الوجوه” (Prosopagnosia)، وهو اضطراب عصبي يجعله غير قادر على تمييز الوجوه أو تذكّر أصحابها، مما عرّضه إلى مواقف محرجة جعلته يُفضّل المكوث في المنزل.
وعلى الرغم من أن “براد بيت” لم يتم تشخيصه بالإصابة بذاك الاضطراب رسميا، لكنه يعتبر نفسه مصابا به، كونه يشكو من كافة الأعراض الملازمة للمرض.
فهو طالما كان يكافح من أجل تذكّر الوجوه أو التعرف إليها، ومع تفاقم الأمور وازدياد حدتها، قرر الانعزال والبقاء وحيدا، ما فسره البعض -عن طريق الخطأ- بالغرور والتعالي.
ومع الأسف، كون المرض نادرا، زاد من صعوبة أن يُصدقه أحد، لهذا فهو يتمنى لو استطاع مقابلة أي شخص آخر يعاني من المرض نفسه، للتواصل معا وتبادل المعلومات والقصص.
في النهاية، يُظهر هذا الاضطراب أهمية منطقة التلفيف المغزلي في تمييز وتعرف الوجوه، ويساهم في فهم تعقيدات الدماغ وكيف يؤثر التلف فيها على قدراتنا الحسية والإدراكية.